رأي وحوار

ما هكذا تورد الإبل “يا عربي”!

بقلم: أحمد عبدالقادر،

ترددت بعض الشيء قبل التعرض لهكذا موضوع وهكذا مشروع يتمتع بهذا الحجم من الدعم، إلا أن الأمانة المعرفية والحرفية تمنعني من الوقوف على الحياد في بعض الأحيان، لاسيما إن كان الأمر يتعلق بالعرب والعروبة وارتباطه بالعالم الرقمي أو الإلكتروني.

فعلى الرغم من أننا في العالم العربي بحاجة إلى الكثير من المشاريع والمبادرات الرائدة للاتقاء بالمحتوى العربي على الإنترنت، إلاّ أنني شخصياً أفضل عدمها في بعض الأحيان، ولعل المشروع الذي ضجت به الأوساط العربية الإلكترونية على الإنترنت في الآونة الأخيرة خير مثال على ذلك.

أتكلم هنا عن مشروع محرك البحث الجديد “ياعربي” الذي انطلق في نسخته التجريبية مؤخراً من مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة، والذي حظي بدعم كبير جداً على كافة الأصعدة بما فيها الإعلامية، وكنّا في البوابة العربية للأخبار التقنية أول من نشر الخبر.

أعتقد جازماً أن كل من سمع أو تصفح أو حضر حفل إطلاق هذا المشروع كان غير مقتنع على الإطلاق بفكرته، إلا أن كل منّا لديه أحيانا الأسباب التي تمنعه من الإدلاء برأيه بشفافية كاملة (هذه حقيقة وليست كلام فقط).

وبالرغم من احترامي الكامل وتقديري لشخصية القائمين على المشروع، إلا أنني أرى أنهم كانوا بحاجة إلى منهجية أخرى في طريقة  تقديم هذا المشروع. فعبارة “محرك بحث” بحد ذاتها كفيلة بإنهاء أي فرصة لنجاح المشروع، فهو ليس محرك بحث على الإطلاق ولن يكون له مستقبل من وجهة نظري. ناهيك عن الانتقاء والفلترة، فالعالم بأسره الآن يتوجه نحو الشفافية وعدم التقييد، وأعتقد أننا نسير بعكس التيار من خلال إطلاق مثل هذا المشروع.

أتمنى فعلاً أن يحاول القائمين عليه إعادة النظر في تقديمه وتحويل فكرته إلى بوابة عربية شاملة وموثوقة تكون مصدر للمعلومات الموثقة، وليس محرك بحث، فالعم جوجل “قايم بالواجب وزيادة”.

وأرى أن الفرصة مازالت أمام هذا المشروع (الذي يمكن أن يكون واعداً)، سيما وأنه لايزال في المرحلة التجريبية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إلى متى سنعايش مثل هذه القصص؟ وهل سيأتي ذلك اليوم الذي نشهد فيه مشروع عربي إلكتروني رائد بمعنى الكلمة؟!

وإن كان هنالك من يرى أن هذا المشروع يقدم له أي شيء، فلا يبخل علينا برأيه.

أقولها من باب العلم بالشيء: “ما هكذا تورد الإبل يا عربي”!

زر الذهاب إلى الأعلى