الأخبار التقنية

العرب و المحتوى العربي على الإنترنت

عرب ساهموا في بناء الإنترنت

لقد سبق لي في هذا المرجع أن أشرت أكثر من مرة إلى أن العقل العربي هو من العقول المتميزة على كوكب الأرض ، وقد سبق لي كذلك أن أشرت إلى بعض الاسهامات التي قدمها هذا العقل العربي في مجال تكنولوجيا المعلومات و شبكة الإنترنت بشكل عام .. لكنني و في هذا الدرس سوف ألجأ إلى الحديث عن بعض أصحاب هذه العقول بالتفصيل .. لا لأنهم يستحقون ذلك فقط و لا لأبجلهم و أقدر إسهاماتهم بل لأنني أعتقد بأن قارئ هذا المرجع سوف يكون طالبا وباحثا عن العلم و غالبا ما تشكل مثل هذه الموضوعات مبعثا للتفاؤل و الأمل و محفزا قويا للإبداع و التطوير لذا فلنبدأ معا ..

د. ميشيل القصار

هو أحد أبرز الشخصيات العربية التي أسهمت في بناء و تطوير الإنترنت و تكنولوجيا المعلومات .. فقد عمل هذا الرجل لمدة تزيد عن العشرين عاما لصالح شركة HP لينتقل بعد ذلك لشركة Microsoft و يشغل منصب رئيس أول لبنامج البنية التحتية للعولمة و بنية الخطوط، و قد استطاع مشيل القصار أن يشغل بعد ذلك منصب المدير التقني لدى ائتلاف الشفرة الموحدة Unicode.

ولعل أهم ما يمكننا أن نتحدث فيه عن د. ميشيل القصار هو دوره الكبير في إدارة و وضع الخواريزمية ثنائية الاتجاه لليونيكود لدعم اللغات التي تكتب من اليمين إلى اليسار كاللغة العربية  العبرية و غيرها ..

د. عبد العزيز الزومان

كثرون منا سمعوا عن مشروع أسماء النطاقات العربية Arabic Domain Names و لكن عددا قليلا هم الذين يعون الدور الحقيقي للدكتور عبد العزيز الزومان في هذا المشروع. لقد ساهم الدكتور عبد العزيز الزومان في إنشاء المشروع التجريبي لأسماء النطاقات العربية بتوصية من جامعة الدول العربية و هو يترأس الآن اللجنة التوجيهية لهذا المشروع.

نشير فقط إلى أن الدكتور عبد العزيز لزومان هو أستاذ و باحث مشارك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية و مدير المركز السعودي لمعلومات الشبكة بوحدة خدمات الإنترنت في المدينة العلمية نفسها.

خالد فتال

للسيد خالد فتال إسهامات كثيرة في مجال الإنترنت، وخصوصاً في مجال تدويل أسماء النطاقات. حيث أنه و من خلال عمله لدى إئتلاف الآيكان منذ إنطلاقته الأولى، حرص على هذه النقطة، وضرورة تدويل النطاقات بحيث يمكن لأي مستخدم للإنترنت أن يستخدم لغته الأم عند كتابة اسم النطاق.

في عام 2004، قامت منظمة NASK البولندية، وهي المنظمة المسؤولة عن حجز أسماء النطاقات البولندية .pl، بنشر جدول المحارف العربية وإرسالها إلى منظمات الآيكان ICANN والأيانا IANA، مما أثار حفيظة العرب على الإنترنت، واحتجاجاً واسعاً لنشر المحارف العربية من قبل جهة أجنبية. وكان من بين أهم ردود الأفعال، هي رسالة وجهها فتّال إلى هذه المنظمة والمنظمات العالمية موضحاً فيها خطورة مثل هذا العمل، لما فيه من سلب لحقوق العرب في الحفاظ والسيطرة على لغتهم، وقد أثمرت عن اعتذار هذه المنظمة لهذا التصرف، وسحب الجدول ليتم إرساله بشكل رسمي عبر منظمة عربية.

نشير فقط إلى أن السيد فتال هو المدير التنفيذي للائتلاف الدولي لأسماء النطاقات متعددة اللغات MINC و هو كذلك عضو مؤسس و مدير تنفيذي لائتلاف النطاقات العربية AINC و عضو اللجنة الاستشارية لرئاسة منظمة الـ ICANN لأسماء النطاقات الدولية كذلك .

نجيب التونسي

بالإضافة إلى كونه المدير والممثل العربي لمكتب إئتلاف W3C الوحيد في المنطقة العربية. فإن للسيد التونسي العديد من الإسهامات في مجال تسويق المعايير القياسية للويب في المغرب والوطن العربي. يُلقي نجيب التونسي العديد من المحاضرات والندوات في مختلف المحافل العربية والدولية، ويساهم بشكل فعّال في توصيل وإرساخ معلومات ونشاطات إئتلاف W3C العالمية وما تهدف إليه إلى الشعب العربي. يقوم أيضاً بكتابة وترجمة المقالات التي تهم مطوري الويب على موقع المكتب على الشبكة.

د. يوسف نصير

هو رئيس شعبة تقنية المعلومات والاتصال في لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا UN-ESCWA. قبل توليه رئاسة شعبة تقنية المعلومات والاتصال في UN-ESCWA. قام الدكتور نصير بإنشاء المركز الوطني الأردني لتفنية المعلومات عام 1993 وقام برئاسته إلى عام 2006. قام أيضاً بقيادة الجهود الحكومة الأردنية لإنشاء مجتمع المعلومات للدولة و هو دائماً ما يسوّق لمشاركة التقنيين العرب في المحافل الدولية ويلقي المحاضرات والندوات حول هذا الجانب.

د. نبيل العيايدة

ينسب للدكتور العيايده اختراع تقنية SMIL والتي نرى تطبيقها الواضح اليوم فيما يعرف برسائل الوسائط المتعددة MMS على الهواتف المحمولة. حيث وضعت رسالته لنيل شهادة الدكتوارة “The Design of Structured Language for Multimedia Documents for the Web” وتعني بالعربية “التصميم للغة هيكلية لمستندات الوسائط المتعددة للويب” أساس تقنية SMIL.

وتم أول تطبيق لتقنية SMIL على برنامج كتبه الدكتور العيايده لبرهان نظريته، اسماه Madeus. يشارك الدكتور في العديد من المحافل العربية والدولية في مجال التكنولوجيا والإنترنت.

عادل علاوي

يشارك السيد عادل علاوي بنشاط في مؤتمرات IUC للتدويل Internationalization والشفرة الموحدة يونيكود ، وله إسهامات كثيرة في مجالات عديدة، منها، خوارزمية ثنائية الاتجاه BiDi، الشفرة الموحدة Unicode، الخطوط العربية على الحاسوب ومنها خط Geeza Pro الشهير على الـ MAC، برمجة وتعريب التطبيقات.

يدعم السيد عادل علاوي وبشكل كبير تطوير برمجيات المصادر الحرة، ويشارك في القوائم البريدية التطويرية لهذه البرمجيات، ويساعدها في تدويلها وتعريبها، من هذه البرمجيات،(  Google Web Toolkit)، تطبيقات شركة موزيلا Mozilla، بالاضافة إلى تطبيقات المكتب المفتوح OpenOffice.

نشير فقط أن لشركة ديوان وصاحبها السيد عادل، الفضل الكبير في تطوير اللغة العربية على نظام الماك Mac بالتعاون مع شركة أبل Apple.

المشاكل التي يواجهها المحتوى العربي على شبكة الإنترنت

لقد سبق أن ذكرنا في المبحث السابق خمسة من المشاكل التي تواجه المحتوى العربي على شبكة الإنترنت و تحد من إثرائه و لكني بصدد ذكر عدد أكبر من تلك المشاكل هنا رغبة مني في فتح الباب أمام القارئ كي يخلق حلولا خاصة به بعد أن يتعرف على المشاكل بشكل واضح ..

1- لجوء الجامعات و المعاهد في الوطن العربي لاستخدام اللغة الإنجليزية في عملية التدريس مما يجبر الباحث أو الطالب على الكتابة باللغة الإنجليزية بدلا من العربية.

2- عدم وجود قانون حقيقي يضمن حق الملكية الفكرية للمؤلف أو الناشر على شبكة الإنترنت.

3- تكرار المحتوى نفسه في عدد كبير من المواقع و المنتديات العربية.

4- غياب المرجع العلمي لمعظم الناشريين باللغة العربية على شبكة الإنترنت.

5- قلة عدد المواقع العربية المتخصصة

6- ضعف التنسيق بين الجهود المبذولة لإثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت في بعض الدول العربية

7- غياب مفهوم القومية العربية و ضعفه لدى عدد كبيرمن الشباب العرب

8- قلة عدد الجهات الرسمية و الخاصة المعنية بتطوير المحتوى العربي على الشبكة

9- ضعف الإنتاج الإعلامي و السنمائي العربي و استهزائه في معظم الأحيان بعقل المتلقي

10- انتشار الفكر الفردي و تفشيه في الأمة العربية

11- انتشار الفقر و السعي من قبل معظم العرب لجلب لقمة العيش مما يؤثر سلبا على امكانية الإبداع لديهم.

12- انتشار ما يعرف بالعربيزي بين الشباب العربي

13- لجوء معظم المستخدمين العرب للكتابة في موضوعات معينة دون غيرها ( السياسة ، الرياضة ، الفن )

حلول و مقترحات للارتقاء بالمحتوى العربي على شبكة الإنترنت

إن أي دراسة تخلو من التوصيات لتطوير القضية التي تدرسها لا يمكننا تصنيفها كدراسة في الواقع أضف إلى ذالك رغبتي الشخصية بإثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لذا أضع بين يدي القارئ مجموعة من التوصيات و الحلول التي أراها مفيدة في الارتقاء بالمحتوى العربي على الشبكة تاركا الباب مفتوحا أمام القارئ أو الطالب كي يساهم بخلق و إيجاد المزيد من الحلول و المقترحات ..

1- السعي إلى التحول التدريجي نحو تعليم عربي مع الحفاظ على ضرورة تعليم اللغات الأخرى و استعمالها.

2- السعي لخلق منظومة قانونية تكفل و تحمي حق المؤلف و الناشر على شبكة الإنترنت.

3- عمل المنتديات و الشبكات الاجتماعية العربية على التقليص من عملية تكرار المحتوى.

4- السعي إلى إشاراك الأساتذة الجامعيين على تطوير المحتوى العربي عبر مقالات متخصصة يقومون بنشرها بشكل دوري عبر مواقعهم الخاصة.

5- مساعدة الطلبة و الباحثين على نشر ما يقومون بإنجازه من أبحاث باللغة العربية على الشبكة من الناحية التقنية.

6- السعي إلى تفعيل ظهرة التدوين و عدم حصرها إعلاميا بالفئة السياسية و إبراز ما لهذه الأداة من فوائد شخصية و اجتماعية.

7- إنشاء مواقع متخصصة تقوم بالعمل على نشر مواضيع و مقالات و مناقشات متخصصة باللغة العربية مما يكفل صحة المعلومات المنشورة بشكل كبير نسبيا.

8- إطلاق المبادرات و النشاطات المعنية بتطوير المحتوى العربي على الشبكة و جعلها مبادرات عامة بحيث تسمح للجميع بالمشاركة بها.

9- العمل على تنسيق الجهود المبذولة لإثراء المحتوى العربي في بعض الدول العربية.

10- إنشاء المجلات و لدوريات العلمية المتخصصة باللغة العربية على شبكة الإنترنت.

11- العمل على محاربة ما يعرف بالعربيزي بين الشباب العرب من خلال إظهر ما له من مساوئ.

12- إنشاء المسابقات في مجال تطوير و إثراء المحتوى العربي على الشبكة و تقدير كل من يساهم في ذلك وفقا لما يستحق.

13- مساعدة المطورين العرب على خلق لغة برمجة عربية و دفعهم إلى تعريب بعض البرامج المتطورة لا بل و إنشاء برامج عربية خالصة.

كانت تلك مجموعة من الحلول التي توصلت لها خلال عملي على هذه الدراسة و أترك لك حرية الإضافة عليها و الاختيار من بينها لتساهم بما تراه مناسبا في إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت.

مأخوذ من كتاب ( موسوعة برمجة تطبيقات الإنترنت ) الفصل التاسع – لمؤلفه مجدي مسعود

زر الذهاب إلى الأعلى