الأخبار التقنية

لماذا لا تضيف مديرك صديق على فيسبوك؟

 

لا يختلف المدير في غزة عن المدير العربي عموماً، فإن لم يكن متقلب المزاج فهو ذو أذن كبيرة سهل التأثر بكلام الناس وفي كلا الحالتين هو ضد الموظف، ويعتقد أن الله أنزله من السماء وثبّت قدميه في هذا المكان ليراقب هؤلاء المنفلتين ويضبط عملهم ويرقب تحركاتهم، فهم – من وجهة نظره – قاصرون عن إدارة العمل بالشكل السليم أو إنجازه في الوقت المطلوب، ولولا وجوده لما سارت بهم السفينة..

ولأن هذا “مزاج” مثلما أسلفنا فسرعان ما يختفي ذلك الخاطر، وينسى المدير مهامه أو ينشغل بأمور حياته الشخصية وأسرته وبيته ويترك مهمة الرقابة لـ “العسس” الذين غالباً ما تجدهم يقتاتون سبب بقائهم ومبرر ترقياتهم من الأخبار التي يزودون المدير بها بين الفينة والأخرى، والمزعج أن الأخبار التي يتصيدوها هي السلبية أو المسيئة، أو التي تبدو في ظاهرها كذلك، وإلا فلا معنى لمراقبتهم ولا فائدة لأخبارهم.. وهم مقتنعون بأنهم بذلك يسهمون في ضبط العمل ومساندة المدير في أعبائه، وهم أيضاً من يزيد المدير شعوراً بأهمية مكانه، ويطبّلون لإنجازه، ويتغنون أمامه ببطولاته، ويشيدون بقيادته الحكيمة..

عندما هاجر الناس بهمومهم لمواقع التواصل الاجتماعي لبث القليل عن أعباء العمل مع الأصدقاء والمعارف، من باب التخفيف وجلب الدعم النفسي لتخطي صعاب العمل، فوجئ الموظفون بالمدراء وأذنابهم في قائمة “الأصدقاء المقترحون”، أو “أصدقاء قد تعرفهم” ، وكبادرة حسن نية يضيف الموظفُ مديرَه لقائمة الأصدقاء، ثم بطانته من بعده، وهو لا يدري بذا يفتح المجال للعسس كيما يجوبوا خواطر نفسه؛ ليفسروا – على مزاجهم – كل تنهيدة نشرها وصورة علّق عليها، ويأتوا بها للمدير على طبق من فضة، كغنيمة حرب وضالة محروم.

أكبر حماقة ارتكبناها منذ دخولنا فيسبوك هي إضافة مدراء عملنا ضمن قائمة الأصدقاء، ليس لأنك مخطئ وتخشى اطلاعه على منشوراتك، بل لأنك ستصبح بحاجة لتبرير كل فعالية شاركت فيها، ووصف كل صورة نشرتها، وتوضيح مغزى كل فكرة صرّحت بها، ورحلة خرجتها وكلمة قلتها، وضحكة علقت بها، ورابطاً نشرته، وصديقاً أضفته، ومناسبة تشارك فيها، وصفحة تعجب بها، ومجموعة تديرها..

وإن وجدت تبريراً لذلك كله، فستلام على الوقت الذي أضعته على تلك الترهات، ولم تركز في عملك بالشكل المطلوب، أو على أقل تقدير ستُلام لأنك لم تسخّر ذلك الوقت والجهد الإلكتروني لرقي المؤسسة التي تعمل بها.

ستجد نفسك حبيس الكلمة التي تنطق بها، ومحط عيون ترصد حركاتك أنت من زج نفسه تحت وصايتها..
وبالرغم أنها تقصد دوماً تأويل منشورك خطأ إلا أنك تزيدها عدداً واتساعاً
وتضيف المزيد من المدراء لصفحتك
لتخــرسَ ما بقي لديك من صــوت
أو حرية رأي أو قدرة على التعبير!

زر الذهاب إلى الأعلى