المحتوى العربي الرقمي إلى أين ؟

إعداد: عبدالرحمن بن سالم

منذ أن علمت أن اللغة العربية في ويكيبيديا تزاحم لغات مغمورة على المركز  الثالث والعشرين بدأت أكره هذا الرقم فكيف للغة يتكلمها أزيد من 359 مليون عربي، وهي إحدى اللغات الست الرسمية للأمم المتحدة كيف لها أن تتخلف كل هذه المراتب وهي التي من المفروض لها أن تسابق الركب، ناهيك عن الحديث عن نسبة المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت الذي ينده له الجبين، المحتوى العربي فقير ولو وجدت كلمة أشد وأبلغ وصفا لما ترددت برهة في استعمالها، نسبة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة لحيوان الكسلان ونحن الذي تكاسلنا وتقاعسنا عن خدمة لغتنا وإثراء محتواها الرقمي، الأمر ليس صعبا بل أسهل بكثير من الذي هو متوقع فعلى سبيل الذكر لا الحصر قول “مرحبا” أفضل بكثير من قول “marhaba” فالعربية سهلة وسلسة ومن يتحدثها غالبا ما يتميز  بذوق رائع في الخَطابة والإلقاء والحديث، فكل كلمة عربية تطبعها على لوحة المفاتيح، كل صوت عربي وكل فيديو ترفعه يساهم في إثراء المحتوى العربي.

 المطلوب سهل والطريقة  أصبحت أسهل خصوصا مع دخول مبادرات لتنمية ودعم المحتوى العربي على غرار مبادرة “تغريدات” والتي تتبع طريقة حشد المصادر  ويشارك فيها حوالي 7000 متطوع من الوطن العربي ومن مختلف أنحاء العالم، ومن بين أكبر أهداف هذه المبادرة دعم اللغة العربية وجعلها من بين اللغات الأكثر إستخداما على الإنترنت وهي التي تحتل المرتبة السابعة حاليا.

هذه نقاط لأهم ما ساهمت به مبادرة تغريدات ومتطوعوها بخطوات جدية وفعلية تُرجِمت إلى نتائج ملحوظة حتى الآن:

-تعريب تويتر، ستوريفاي وموقع تيد العالمي.

-مشروع إثراء المحتوى العربي من خلال تكوين محررين لويكيبيديا العربية (قفزت العربية أربع مراكز في موسوعة ويكيبيديا).

-مشروع تعريب مقاطع الفيديو التعليمية في أكاديمية خان.

ومشاريع أخرى لم أذكرها تجدونها على موقع المبادرة.

على كل واحد منا أن يؤمن بمستقبل اللغة العربية وهاهو المشوار قد ابتدأ ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فهناك العديد من الشباب الطموح والطاقات الكامنة والعقول النيرة التي تجاهد وتكافح لإعلاء راية العربية في هذا العالم الرقمي الذي هاهو يأخذ يوماً بعد يوم حيزاً هاماً من وقتنا واهتماماتنا، ما نفعله اليوم منفعة لنا ولغيرنا في المستقبل فنسبة 24 بالمئة من العرب المتصلين بالإنترنت ستتزايد حتما بقدوم من هم بعدنا.

أنتم ما رأيكم في وضعية اللغة العربية اليوم ؟ وهل هناك طرق وسبل أخرى لدعم وتنمية المحتوى العربي على الإنترنت ؟