دراسات وتقارير

تقرير: تراجع مبيعات الهواتف المتنقلة بنسبة 3% خلال الربع الثالث

نشرت “جارتنر” الشركة المتخصصة في بحوث واستشارات تكنولوجيا المعلومات، تقريرًا يشير إلى بلوغ حجم مبيعات أجهزة الهواتف المتنقلة للمستخدمين النهائيين في مختلف أنحاء العالم حوالي 428 مليون وحدة خلال الربع الثالث من عام 2012، بانخفاض قدره 3.1% مقارنة بالربع الثالث من عام 2011. واستأثرت مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 39.6% من إجمالي مبيعات الهواتف المتنقلة في العالم، بعد أن سجلت نموًا بنسبة 46.9% مقارنة بالربع الثالث من عام 2011.

وعلى الرغم من تراجع أداء سوق الهواتف المتنقلة على أساس سنوي، إلا أن محللي جارتنر يرون بأن الربع الثالث أظهر بعض المؤشرات الإيجابية للقطاع.

وفي هذا السياق، قال أنشل غوبتا، كبير محللي الأبحاث في جارتنر، أنه وبعد ربعين متتاليين من التراجع في المبيعات، شهدت كل من الأسواق الناضجة والناشئة تحسنًا في الطلب على الهواتف المتنقلة والذي ينعكس من خلال نمو المبيعات بشكل تسلسلي. ويعود الفضل في نمو مبيعات الهواتف المتنقلة في الصين إلى النمو الذي سجلته مبيعات الهواتف الذكية، بينما بقي الطلب على الهواتف العادية ضعيفًا. أما على مستوى الأسواق الناضجة، فقد شهد السوق أخيرًا تحسنًا في مبيعات أجهزة الهواتف المتنقلة نظرًا لقيام العديد من المستهلكين باستبدال أجهزتهم القديمة مع إطلاق أجهزة جديدة خلال الربع الثالث.

وواصلت أجهزة الهواتف الذكية تعزيز مبيعات أجهزة الهواتف المتنقلة في مختلف أنحاء العالم، حيث ارتفع إجمالي حجم مبيعاتها إلى 169.2 مليون وحدة خلال الربع الثالث من العام الجاري. وانحصرت المنافسة على عرش صدارة سوق الهواتف الذكية بين آبل وسامسونج. وفي هذا السياق، أضاف غوبتا، بأن آبل وسامسونج استحوذتا مجتمعتين على 46.5% من سوق الهواتف الذكية، لتتركا المنافسة على المركز الثالث والبعيد عنهما بين مجموعة قليلة من مصنعي الهواتف الذكية.

وتراجعت نوكيا خلال الربع الثالث إلى المركز السابع في مبيعات الهواتف الذكية، بعد أن كانت تحتل المركز الثالث خلال الربع الثاني من 2012. وتقدمت “ريم” (RIM) نحو المركز الثالث، تلتها “إتش تي سي” التي احتلت المركز الرابع. وتابع غوبتا، القول بأن كلًا من “إتش تي سي” و”ريم” سجلت تراجعًا في مبيعاتهما خلال الأرباع القليلة الماضية، وقد تفشلان في الحفاظ على ترتيبهما الحالي خلال الأرباع المقبلة نتيجة التحديات والعراقيل التي تنتظرهما.

وفي حين أن حركة البيع الموسمية المعتادة خلال الربع الرابع من 2012 سوف تساعد في دفع عجلة نمو مبيعات الهواتف المتنقلة للمستخدمين النهائيين مع نهاية العام، إلا أن محللي جارتنر يرون بأن عطلة نهاية العام سيكون لها تأثير أقل من المعتاد على نمو المبيعات. فهناك قسم من المستهلكين حاليًا يتوخى الحذر في الإنفاق، بينما يبحث القسم الآخر عن أجهزة جديدة، مثل أجهزة الحاسب اللوحي، لتقديمها كهدايا باعتبارها أكثر جاذبية من الهواتف المتنقلة.

وواصلت مبيعات الهواتف المتنقلة من سامسونج نموها بصورة متسارعة لتصل إلى حوالي 98 مليون وحدة خلال الربع الثالث من 2012، بنمو قدره 18.6% على أساس سنوي. وشهدت سامسونج طلبًا قويًا على عائلة الهواتف الذكية “جالاكسي” من مختلف الأسعار، واستطاعت بالتالي تعزيز تفوقها على آبل في سوق الهواتف الذكية، حيث باعت 55 مليون جهاز هاتف ذكي خلال الربع الثالث من العام الجاري، لتستحوذ على 32.5% من سوق الهواتف الذكية العالمي خلال هذا الربع.

وبلغ إجمالي حجم مبيعات نوكيا من الهواتف المتنقلة 82.3 مليون وحدة خلال الربع الثالث من 2012، بانخفاض نسبته 21.9%، إلا أن هذه المبيعات جاءت أفضل مما توقعته جارتنر خلال وقت سابق، وذلك بفضل نمو مبيعات المجموعة الكاملة من هواتف “آشا” الذكية التي تعمل باللمس. وعلى صعيد مبيعات الهواتف الذكية، سجلت نوكيا أداءً سيئًا بوجه خاص، وتراجعت إلى المركز السابع عالميًا، حيث باعت 7.2 مليون جهاز هاتف ذكي فقط خلال الربع الثالث. ومن المتوقع أن يسهم إطلاق أجهزة لوميا الجديدة التي تعمل بنظام التشغيل “ويندوز فون 8” في وقف تراجع الحصة السوقية للشركة في سوق الهواتف الذكية خلال الربع الرابع من عام 2012، على الرغم من أن نوكيا لن تتمكن من لمس تحسن كبير في أدائها في سوق الهواتف الذكية قبل دخول عام 2013.

وبلغ إجمالي حجم مبيعات آبل للمستخدمين النهائيين 23.6 مليون وحدة خلال الربع الثالث من 2012، بنمو قدره 36.2% على أساس سنوي. وعلق غوبتا قائلًا، أن “آبل” استعدت بصورة جيدة لتلبية الطلب القوي المتوقع خلال العطلة القادمة من خلال زيادة حجم مخزونها، بالإضافة إلى خططها للتوسع العالمي وإطلاق متاجر جديدة في الصين خلال الربع الرابع من 2012. ومع إطلاق جهاز “آيفون 5” في المزيد من مناطق العالم خلال الربع الرابع، ومن ضمنها الصين، واقتراب موسم العطلة، يتوقع محللو جارتنر أن تسجل آبل أفضل أداء خلال الربع الأخير من العام، كما تعودت خلال هذه الفترة من السنة.

وعلى صعيد أنظمة التشغيل في سوق الهواتف الذكية، فقد واصل “أندرويد” تعزيز حصته السوقية، لترتفع بمقدار 19.9% خلال الربع الثالث من عام 2012. وعلى الرغم من فقدان “ريم” نسبة من حصتها السوقية، إلا أنها تمكنت من الانتقال إلى المركز الثالث مع اقتراب دورة حياة نظام التشغيل “سيمبيان” من نهايتها. كما قامت قنوات التوزيع التابعة للشركة بتخفيض المخزون القديم استعدادًا لإطلاق أجهزة جديدة، الأمر الذي نتج عنه بيع 8.9 مليون وحدة للمستخدمين النهائيين خلال الربع الثالث من 2012. ومع إطلاق “آيفون 5″، يتوقع محللو جارتنر أن تنمو حصة نظام التشغيل iOS في السوق بصورة قوية خلال الربع الرابع من 2012 نظرًا لتأجيل المستخدمين في العديد من الأسواق قرارهم باستبدال أجهزتهم القديمة حتى يتم إطلاق جهاز “آيفون 5” على نطاق واسع. ومن ناحية أخرى، تراجعت حصة نظام التشغيل “ويندوز فون” على أساس سنوي، حيث أدى إطلاق “ويندوز فون 8” إلى إضعاف حجم الطلب على الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل “ويندوز فون 7”.

زر الذهاب إلى الأعلى