منوعات تقنية

ورشة عمل للتعريف بمنصة “أردوينو” في دمشق

إعداد: عمر بني المرجة

شهدت العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي انعقاد ورشة عمل للتعريف بمنصة “الأردوينو” (arduino)، التي تعد واحدة من أفضل المنصات منخفضة التكلفة ومفتوحة المصدر والتي يمكن من خلالها الولوج إلى عالم العتاد وإمكانية الربط ما بين العالم الفيزيائي والعالم الرقمي، وتسمح هذه المنصّة بتطويع التكنولوجيا لخدمة المجتمع بأبسط التكاليف والطرق الممكنة.

ولهذه المنصة دعمٌ كبير من قِبل مجتمعٍ يحمل اسم “ويكيلوجيا” وهي مبادرة مستقلّة غير ربحية، عبارة عن مجموعة من المتحمسين والمهتمين لحركة المصدر المفتوح وأساليب التعاون والتشارك المرافقة التي أتاحتها الإنترنت، وذلك في العديد من المجالات بدءاً من المحتوى التشاركي والويب 2.0، مروراً بمجال البرمجيات إلى مجال العتاد والرعاية الصحية.

وكون مجتمع ويكيلوجيا لديه اهتمامات ومشاريع متعددة فيما يتعلق بثورة التصنيع الرقمي والعتاد مفتوح المصدر يأتي ما يسمى بـ “فابلوجيا” وهي مجموعة فرعية تابعة لمجتمع ويكيلوجيا تهتم بدراسة الظواهر المتعلقة بثورة التصنيع الرقمي الحديثة والتي بدأت مع ظهور: الأردوينو والفابلاب والطابعات ثلاثية الأبعاد، مترافقة مع ظهور مفهوم الهاكرسبيس (فضاء الصانعين)، وإمكانية الاستفادة منها بتطبيقها على المستوى المحلي في مختلف البلدان.

وفي حديثٍ خاص لموقع البوابة العربية للأخبار التقنية، قال يحيى الطويل، أحد منسقي مجموعة فابلوجيا، إن الهدف من الورشة التي أقيمت قبل أيام هو تعريف المجتمع المحلي (خبراء أو مبتدئين) على تقنية مثل الأردوينو ، بالإضافة إلى تمكينهم من صنعها تعزيزاً لقدراتهم في التصنيع الشخصي وذلك بالإمكانيات المحلية المتوفرة، بالإضافة إلى التعريف بأمور من صلب مبادئ فابلوجيا عبر محاضرات صغيرة داخل الورشة مثل: انخفاض تكلفة العتاد مفتوح المصدر، أهم المواقع في عالم العتاد مفتوح المصدر، كيفية تشارك الأكواد والتصاميم عبر الإنترنت. هذا بالإضافة إلى إيجاد منصة عمل موحدة إلى حدٍ ما، تمهيداً لقيام مشاريع تعاونية ضخمة ومفتوحة المصدر لاحقاً.

وقد ساهم في تنظيم هذه الورشة العديد من الأفراد داخل مجموعة فابلوجيا ومنهم: آية صباغ – راشد قطيني – أنس أبو هايلة – سنا حواصلي – خلدون سعيد – حسن محمد علي – مجد قصار – محمود دوامنة – يحيى طويل – بهاء حجازي – منير الأمعري – مازن حساني.

وفيما يخصّ هذه الورشة على وجه التحديد، فقد أقيم قبلها مرحلة تحضيرية للراغبين بالمشاركة، وذلك عبر حدثٍ خاص على موقع التواصل فيسبوك، تم من خلاله توزيع دعوات بناءً على التفاعل، كما تم استغلال الحدث لحل المشاكل التي قد تؤدي إلى ضياع الوقت داخل الورشة ومنها تجهيز حواسب الحضور بالبرمجيات المطلوبة، أو حتى تعريفهم قليلاً على بعض المفاهيم التي ستطرح داخل الورشة.

وكان العمل داخل الورشة مقسوماً على التوازي إلى شقّين، الأول قام بتصنيع أردوينو خاص به، والآخر قام بتنفيذ مشاريع بسيطة عبر عدد من الأردوينات الجاهزة.

وقد حضر الورشة حوالي 30 مشاركاً إضافة إلى المنظمين، وكان من بين المشاركين شابٌ في المرحلة ما قبل الجامعية وقد قام بتصنيع أردوينو خاص به، أما بقية المشاركين فأغلبهم جامعيين من كليات مختلفة كالآداب والطب وكذلك طلاب هندسات تطبيقية وتقنية، وقد انقسموا إلى قسمين، منهم من عمل على الأردوينو الجاهز، ومنهم من قام بتصنيعه.

وأكد الطويل أنه ومع انتهاء الورشة استطاع من شارك في تصنيع الأردوينو الحصول على أردوينو خاص به، وأما من عمل على الأردوينات الجاهزة أصبح قادراً على تنفيذ مشاريع بمفرده.

ومن بين المشاريع التي نفّذها الحضور داخل الورشة: التحكم من خلال الأشعة تحت الحمراء (باستخدام ريموتات جاهزة) بمحرك بسيط، وكذلك التحكم به من خلال أوامر تعطى من الحاسب، أيضاً هناك من عمل على إنجاز نموذج مبسّط لجهاز تحسّس حرارة مربوط مع مروحة وشاشة عرض.

وأضاف الطويل بأنهم يهتمون بالأردوينو لما يحمله من ثقافة تعاون مفتوحة المصدر، فهو ربما أصبح المنصة رقم واحد لتنفيذ المشاريع، سواءً من الخبراء أو الهواة، فقد نجح في إزالة الحاجز الذي كان يفصل بين عالم العتاد وبين الأفراد العاديين.

وأضاف بأن الأردوينو هو مجرد أداة من الأدوات التي تسعى فابلوجيا لنشرها وذلك لتمكين المجتمع المحلي على حل مشكلاته بنفسه وعدم الاعتماد على المنتجات والحلول المستوردة فقط، فالأردوينو جزء من هدف أكبر وهو إقامة فابلاب وهاكرسبيس في سوريا.

ووجه الطويل رسالة إلى العالم العربي فيما يخص الأردوينو، حيث قال: “الأردوينو هو أفضل المنصات المتاحة حالياً، منخفضة التكلفة ومفتوحة المصدر، والتي يمكن من خلالها إتاحة الفرصة للأفراد بالولوج إلى عالم العتاد والربط بين العالم الفيزيائي والرقمي، و من خلاله سيتمكن الأفراد من توحيد منصات العمل لإقامة مشاريع مشتركة وبالتالي نشر روح التعاون التي تنقصنا كثيراً”.

وأضاف بأنه على الرغم من أن طبيعة العمل على أرض الواقع مقتصرة حالياً داخل سوريا، ولكن مجتمع ويكيلوجيا يطمح في التوسّع مستقبلاً ويتطلع أيضاً إلى مساعدة الدول النامية، وهذا يندرج تحت أسلوب عمله التعاوني الذي يعتمد على المصدر المفتوح.

زر الذهاب إلى الأعلى