تحت الضوء

قصة فشل إلكترونية أخرى في طريقها إلى العالم العربي.. والبطل “ذاته”!

تناقلت وسائل الإعلام العربية مؤخراً خبراً مفاده أن شركات اتصالات خليجية تتطلع إلى إنشاء موقع عربي للتواصل الاجتماعي ينافس موقع “فيسبوك” الشهير.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “دو” الإماراتية عثمان سلطان إنه اقترح الفكرة على كل المشغلين الكبار في العالم العربي على مدى الأشهر الـ12 الماضية. وأشار سلطان إلى أن المنصة العربية المقترحة ستضم خدمات الإعلام الاجتماعي والتسوق على الإنترنت للسلع والخدمات، بما في ذلك المحتوى الرقمي كالموسيقى والفيديو والتطبيقات.

من يسمع الخبر وليس لديه أي خلفية عما حدث سابقاً يستبشر للوهلة الأولى ممنياً النفس بأن يكون للعالم العربي كياناً إلكترونياً فعالاً ومؤثراً على المستوى العالمي.

ولكن وبالعودة إلى قصة الفشل المدوية، والتي تحدثت عنها سابقاً في موضوع منفصل وتلقيت كماً هائلاً من الشتائم التي لم أنشرها، ندرك أن العالم العربي وشركات الاتصالات تسود فيها الفوضوية ولا توجد لديها دراسات متأنية، وأن صناع القرار لا يزالون بحاجة كبيرة إلى مزيد من الخطوات المدروسة والاستشارات المجدية في مجال الاستثمار.

أنا أتحدث هنا عن مشروع “أنا يو” الذي سطر أكبر قصة فشل في العالم العربي حيث انطلق في أكتوبر 2010 برؤية طموحة لأن يكون أكبر منصة إلكترونية اجتماعية في المنطقة، ولكن!!! صدقت الرؤيا …فها هو الموقع قد أحدث تحولاً كبيراً في توجهاته من أضخم شبكة اجتماعية في المنطقة وبلغات ثلاث (العربية والإنجليزية والفرنسية)، ليقتصر الآن على وضعه الراهن الذي لا يتعدى كونه موقع إخباري متواضع جداً، لا يتابعه إلاّ من رحم ربي ولا يقدم أي جديد للقارئ، على الرغم من الميزانية الهائلة والضخمة التي ضخت فيه والعقود الكبيرة، والتي أستطيع تقدير قيمتها المرعبة من خلال خبرتي في هذا المجال.

المرعب في الموضوع أن بطل قصة الفشل ذاتها يعود من جديد بفكرة أخرى من ذات المعدن… وهي إنشاء موقع عربي للتواصل الاجتماعي ينافس موقع فيسبوك…

كيف يمكن لي كمتابع أن أقتنع بأن تلك الإدارة قادرة فعلاً على تحقيق قصة نجاح بعد الآن؟!!!! أعتقد من وجهة نظري أنه لو خصصت الميزانية التي أهدرت في موقع “أنايو” لصندوق خاص بدعم المشاريع الصغيرة في العالم العربي لكان لدينا الآن أكثر من 30 قصة نجاح مدوية.

ما لا أستطيع فهمه فعلاً هو كيف أن لهذه المشاريع الفاشلة طريقاً إلى قناعة المستثمرين لاسيما في بلد مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وخصوصاً إمارة دبي التي أبهرت العالم بنجاحاتها التي تبنيها دائما على دراسات دقيقة ورؤى مستقبلية واضحة.

وأنا هنا في مقالي هذا لا أهاجم شخصاً بعينه، وإنما أكتب بحرقة العربي المطلع الذي لا يمكنه البقاء صامتاً على هذه الفوضى الاستثمارية إن صح التعبير، سيما وأن هنالك شباب عربي قادر على إحداث تغييرات جذرية على مستوى العالم وينتظر الفرصة المناسبة. وثمة أمثلة كثيرة في العالم العربي لشباب طموح أثبت من خلال مشاريعه الصغيرة الناجحة وأفكاره المبتكرة ذلك المخزون الإبداعي لشبابنا العربي.

أود أن ألفت النظر هنا إلى أن جوجل بثقلها واسمها الكبير لم تثبت حتى الآن أنها استطاعت منافسة فيسبوك من خلال شبكتها الاجتماعية “جوجل بلاس”.

اللهم قد بلّغت.. اللهم فاشهد.

زر الذهاب إلى الأعلى