تحت الضوء

هل توفر المشاريع مفتوحة المصدر وظائف أفضل للطلاب؟

تعتبر البرمجيات المجانية مفتوحة المصدر التي تعرف باسم FOSS هي أساس معظم المنتجات المبتكرة والخدمات والتقنيات الموجودة في عصرنا الحالي. ولعل الكليات والجامعات هي البؤر الساخنة للابتكارات التي تعتمد معظمها على البرمجيات المجانية مفتوحة المصدر.

فاليوم معظم الشركات الكبرى تستخدم البرمجيات المجانية مفتوحة المصدر كأساس قوي وأولي للابتكارات. فبدلًا من كتابة الحلول التكنولوجية من البداية، يمكن للمطورين تجميع أجزاء كبيرة من الحلول من خلال مشاريع البرمجيات المرخصة مفتوحة المصدر وتركيز طاقاتهم الخلاقة بشكل أكبر.

كما تعتبر البرمجيات المجانية مفتوحة المصدر بمثابة ساحة تدريب للمطورين الجدد. حيث توفر البرمجيات المجانية مفتوحة المصدر الجيدة ثروة من النماذج والأمثلة التي يمكن للطلاب قراءتها وفهمها والعمل عليها. أي أنها ليست فقط وسيلة جيدة لعمل برنامج، ولكنها تعطي الطلاب دفعة كبيرة في تعليمهم وفرص التحاقهم بالعمل.

المهارات

العمل مع المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر يقدم لك العديد من المزايا:

الدخول في تجربة حقيقية بالاشتراك في فريق التوزيع حيث المزيد والمزيد من مشاريع البرمجيات التي يتم تطويرها في مجتمعات المطورين ذات العلاقات والاتصالات القوية في جميع أنحاء العالم. وتعتبر الاتصالات والمهارات الاجتماعية المكتسبة من خلال هذه التجربة أمر ضروري.

كما سيتم تنمية مهارات التطوير بشكل كبير. ويتحقق ذلك من خلال الملاحظات البناءة وخبرة العمل مع قادة وأشخاص على دراية كبيرة بمجال عملهم فضلًا عن العمل من خلال فريق تشغيل مشاريع FOSS الجيد. وتوفر لك هذه التجربة التحكم في الإصدارات وإعداد وضبط أدوات الإدارة وبناء آلية منتظمة فضلًا عن التعرف على كيفية إجراء الاختبارات والتغليف. وكلها مهارات تطوير ضرورية نادرًا ما يتم تدريسها في المدارس الرسمية.

الخبرة وشبكات العلاقات الاجتماعية

عادة ما تأتي فرص العمل والنجاح الوظيفي من خلال اتصالات وعلاقات الفرد المهنية. فكلما كانت لديك شبكة علاقات واتصالات متأصلة في العديد من المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر كلما زادت إمكانية الحصول على فرصة عمل أفضل.

وتريد الشركات التعرف على خبرات المرشحين للوظيفة وما هي حدود إمكانياتهم. والاشتراك في المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر يسهل على المرشحين عمل ملف شخصي يتضمن نماذج فعلية من أعمالهم. كما أنها ستكون مجانية ومفتوحة ويمكن لآي شخص أن يراها ويطلع عليها بعكس الحال إذا كنت تعمل لشركة خاصة سيكون من حقها منع الإطلاع على هذه المشروعات بسبب الملكية الفكرية. 

ويقول إيريك شولتز أحد الطلاب الجامعيين، أن المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر وسيلة جيدة لإضافة مزيد من الخبرات للسيرة الذاتية. وأشار إلى أن العمل بداخل فريق ساعده على اكتساب مهارات جديدة وإضافة العديد من النماذج لعمله. وأوضح أنها فرصة عظيمة لمقابلة أشخاص يعملون في مناصب وشركات كبرى وقادة في مجالاتهم.

وتكتشف عدد من الجامعات الفوائد التي يحصل عليها الطلاب من خلال عملهم في المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر. فعلى سبيل المثال تتضمن كل من جامعتى ولاية رينسيلار وولاية أوريجون مراكز مفتوحة المصدر للطلاب. كما تدرس جامعة بيركلي بكاليفورنيا مقرر دراسي قائم على شبكة الانترنت.

أصحاب العمل والمدراء لا يجهلون العلاقة بين الطلاب ومشاريع البرمجيات مفتوحة المصدر وفرص العمل. فمنذ عدة سنوات، أعلن جوجل عن مسابقة صيف جوجل للبرمجة أو ما يعرف باسم Summer of Code، والتي قدم خلالها قادة المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر عمل صيفي وتنافس الطلاب من أجل الحصول على هذه الوظائف. حيث قام جوجل بدفع 5000 دولارًا لكل طالب مقبول. ولا تزال جوجل تستثمر بشكل كبير في هذا المشروع.

فالطلاب الذين يشاركون بنشاط في المشاريع المجانية ومفتوحة المصدر يمكنهم خلق فرص عمل خاصة بهم. إذ أن الشركات تبحث عن المواهب الجديدة والطلاب ممن قاموا بالانخراط والعمل في مثل هذه المشاريع.

زر الذهاب إلى الأعلى