أخبار الإنترنت

ألم يحن الوقت لأن يقدم الفيسبوك تطبيقه لجهاز iPad؟

يعتبر موقف فيسبوك الرافض لتقديم تطبيق خاص به لمستخدمي الجهاز اللوحي الأشهر iPad من أغرب و”أغبى” القرارات التي يتخذها أي كيان تقني في مر السنين، فبنظرة بسيطة على متجر App Store سيجد المسئولين عن فيسبوك أن 20% من التطبيقات الأعلى تنزيلاً هي برامج خاصة بشركات أخرى خارجية قدمتها لتوفر للمستخدم طريقة وصول واستخدام إلى الفيسبوك من خلال آي باد، كما أن برنامجين من هذه البرامج يحتلان المركز الأول في فئة البرامج المجانية لجهاز آي باد وأيضاً قائمة البرامج المدفوعة.

المثير في الأمر أن فيسبوك كانت من أوائل الداعمين لجهاز آي فون، حيث قدمت تطبيقاً للوصول إلى الفيسبوك واستخدامه عبر الآي فون وذلك منذ اليوم الأول لمتجر App Store، بل أن البرنامج هو الأعلى تنزيلاً طوال عمر المتجر!!

كما أن موقف الفيسبوك من سماحها للكثير من المطورين الخارجيين باستخدام اسم الشبكة للترويج لبرامجهم الخاصة (التي يعتبر كثير منها أقل من المستوى)، يدخل أيضاً في إطار المواقف الغريبة، حيث يتجاهل مسئولو الفيسبوك العديد من الحقائق والأرقام الإيجابية التي تخص الشبكة على متجر App Store، فالبحث عن كلمة “فيسبوك” عبر المتجر تظهر 989 نتيجة، وهو ما يدل على رغبة كبيرة من مستخدمي أجهزة Apple عموماً في البحث عن أفضل تجربة استخدام للفيسبوك عبر أجهزتهم، وهو ما لم تحققه لهم شبكة الفيسبوك حتى الآن عبر تطبيقات صادرة عن الشبكة، خصوصاً أن الشركة تقدم برامج أصلية لمنصات تشغيل أخرى منافسة مثل Android وWindows Phone 7.

وما يزيد من غرابة موقف الفيسبوك، ما يقوم به الموقع الأول في العالم للتدوين المصغر “تويتر” الذي يسعى مسئوليه للسيطرة تماماً على تجربة الاستخدام الذي يجب أن يعيشها المستخدم على جميع المنصات، وذلك من خلال فرض نمط معين حتى على المطورين الخارجيين المستقلين عند تطويرهم لبرامج وصول واستخدام لتويتر، وهي بذلك تمارس حقها الطبيعي في أن تقرر كيفية استخدام منتجها وكيف يجب أن يظهر في عيون المستخدمين.  

رؤية مسئولو الفيسبوك تتمثل في حقيقة الأمر أنهم يسعون إلى تقديم تجربة استخدام معدلة ومجهزة للاستخدام عبر الأجهزة اللوحية بشكل عام، وهذا لا يعني بالضرورة تقديم برامج أصلية للمستخدمين، حيث تحدثوا كثيراً طوال الشهور الماضية عن فوائد HTML5 وما تقدمه من إثراء لتجربة الاستخدام في مقابل تقديم برامج أصلية للشبكة، وهم في ذلك عندهم بعض الحق وإن كانوا يتناسون أن البرامج الأصلية التي يمكن لأي شركة أن تقدمه للتخديم على منتجها ما زالت من وجهة نظر الشريحة الأكبر من المستخدمين حول العالم الطريقة الأفضل والأكثر أماناً للتعامل مع أي منتج تقني، كما أن البرامج الأصيلة يمكنها أيضاً مع الكثير من الجهد والعمل أن توفر للمستخدم أفضل تجربة استخدام على الإطلاق، بشكل يفوق حتى ما تقدمه لغة HTML5.

وأخيراً يجب على مسئولي الفيسبوك التطلع إلى المستقبل بشكل أكثر جدية ومسئولية، حيث أن جهاز iPad أصبح حالياً أحد أهم الأجهزة التقنية على الإطلاق إن لم يكن أهمها ومن المتوقع أن تتمكن أبل من بيع 45 مليون جهاز آي باد حول العالم، وهو رقم لا يجب أن تتجاهله شبكة الفيسبوك إطلاقاً لأن ذلك قد يعود بمردود سلبي عليها، خصوصاً أن التطبيقات الأصلية تعتبر البيئة الطبيعية للإبداع وتقديم الأفكار الجديدة المبتكرة وهو ما يلاحظ ويشاهد بشكل واضح في التطبيقات الأصلية التي تقدمها تويتر لمستخدميها عبر جميع المنصات.    

زر الذهاب إلى الأعلى