روسيا تتطلع لتجربة الصين في تنظيم استخدام الانترنت

صرح متحدث رسمي باسم الحكومة الروسية أمس بأن روسيا تتطلع إلى التجارب التي خاضتها بلدان أخرى بما فيها الصين، لتنظيم استخدام الانترنت على الرغم من أن موسكو لا تعتزم توسيع نطاق الرقابة على شبكة الانترنت.

فبعد عدة أسابيع من الهجمات التي تعرض لها موقع التدوين الأشهر في روسيا، قررت الحكومة الروسية البحث والإطلاع على الخبرة الأجنبية في مجال تنظيم استخدام الانترنت، الأمر الذي أثار العديد من المخاوف من أن السلطات الروسية تعتزم تضييق الخناق على حريات الانترنت قبل الانتخابات الرئاسية في 2012.

وأشار ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أن هذا القرار لا يشير بأي حال من الأحوال إلى أن موسكو تعتزم فرض رقابة على الانترنت. وأوضح أن الباحثين سيعكفون على دراسة أفضل الممارسات في مجال تنظيم الانترنت في الدول الأخرى بما فيها التجربة الصينية.

تجدر الإشارة إلى أنه في مطلع الشهر الجاري، ذكر جهاز الأمن الروسي أن الاستخدام غير المراقب لبرامج سكايب وجيميل يمثل تهديدًا للأمن القومي، مما أدى إلى إثارة المخاوف بين عدد من مستخدمي الانترنت أن يؤدي هذا التنظيم إلى تضييق الحريات على شبكة الانترنت.

وتعليقًا على هذا القرار، كتب أحد مستخدمي الانترنت بتوقيع alekc75 أن الحكومة تحاول بطريقتها الخاصة أن تقوم بتضييق الخناق على حريات الانترنت. وأشار عدد من المحللين إلى أن هجمات القراصنة على موقع التدوين الشهير Live Journal قد يكون اختبارًا لغلق عدد من المواقع الأخرى، ولا سيما مواقع الشبكات الاجتماعية في حالة اندلاع  المظاهرات قبل الانتخابات الرئاسية في 2012.

وقد لعب الانترنت دورًا كبيرًا في الاضطرابات التي هزت شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مما دفع بعض الحكومات إلى إغلاق وحظر خدمات الانترنت. وقد أشار إيجور سيتشين نائب رئيس الوزراء الروسي في مقابلة مع وول ستريت جورنال في فبراير/ شباط أن جوجل كانت مسئولة عن الانتفاضات التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك.

ومن جانبه أكد Ilya Ponomaryov العضو بالبرلمان ولجنة مجلس دوما للمعلومات أن روسيا لا تزال في مرحلة مبكرة من حيث تنظيم استخدام الانترنت، وأن نظام استخدام الانترنت في روسيا هو النظام الأكثر ليبرالية في العالم. وأوضح أن البرلمان يعمل الآن على تعديل مجموعة من القوانين تأخذ في الاعتبار التطور السريع للانترنت.