برامج وتطبيقات

قلق كبير في مجتمع جافا من قيادة أوراكل

يبدو أن رفع شركة أوراكل دعوى قضائية (بصفتها المالك الجديد لشركة صن مايكروسيستمز المطور لمنصة الجافا) ضد جوجل الصيف الماضي، نظرا لما أسمته أوراكل انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية الخاصة بالجافا ارتكبته جوجل في تصميمها لنظام التشغيل أندرويد، ما زال له أصداء مدوية داخل مجتمع مطوري الجافا، حيث تفاوتت ردود الفعل على خطوة أوراكل، ومن أهمها على الإطلاق تلك الملاحظات والتعليقات لجيمس جوسلينج (المعروف بالأب الروحي للجافا)، وأيضا تلك التحفظات لمنظمة Apache Software Foundation (التي انسحبت من المجلس التنفيذي للجافا في ديسمبر الماضي).

المتابع حاليا للوضع داخل مجتمع جافا يرى هزة ثقة كبيرة في قدرة جافا على الاستمرار والانتشار كمنصة تطوير برمجيات تحت قيادة أوراكل، وهذه الثقة المهتزة دفعت مؤتمر JavaOne لعمل استطلاع رأي لبعض أعضاء مجتمع مطوري الجافا حول رأيهم في مستقبل منصة جافا وأيضا قابلية استمرار المشروعات مفتوحة المصدر تحت قيادة أوراكل.

شارك في استطلاع الرأي نحو 600 شخص، حيث وجهت إليهم العديد من الأسئلة كان أهمها ذلك المتعلق برأيهم حول مستقبل المشروعات مفتوحة المصدر تحت قيادة أوراكل؛ هل ستزدهر أم ستعلق وتؤجل أم ستموت وتختفي نهائيا؟ وجاءت الإجابات متباينة بعض الشيء حيث أشار 46% منهم عن اعتقادهم بأنها سوق تعلق مؤقتا، فيما أشار 19% منهم عن اعتقادهم بأنها ستموت تماما، مع العلم أن مفهوم المصدر المفتوح لا ينطبق فقط على جافا بل على نظام إدارة قواعد البيانات MySQL أيضا.

شمل استطلاع الرأي مجموعة مختلفة من الآراء، جاء أبرزها حينما عبر 56% من المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم من الدعوى القضائية مؤكدين على أنها ستضر بمستقبل الجافا وانتشارها، فيما أكد 13% فقط أنها ستعود بفائدة على الجافا في النهاية.

يذكر أن الاستطلاع لم يُجرى بالطريقة العلمية، إذ تم إجرائها بواسطة شركة EnterpriseDB التي تعتبر أحد منافسي أوراكل ولكنها تؤمن بمفهوم المصدر المفتوح، ولكن لا شك أن الاستطلاع يعبر عن حجم القلق الكبير الذي يدور في عقول وقلوب عشاق الجافا من إدارة أوراكل لهذه المنصة والتي تبدو للبعض إدارة غير حكيمة تغامر بمستقبل الجافا.  

تجدر الإشارة إلى أنه بعد استحواذ أوراكل على صن انسحب عدد من مطوري MySQL الأساسيين، لبناء نسخة أخرى -من نظام إدارة قواعد البيانات الأكثر شهرة وسط مطوري الويب- أكثر حرية وبعيدة عن تحكم أوراكل. للإشارة أيضا فإن تحركات أوراكل أثارت نوعا من القلق وسط مطوري حزمة البرامج المكتبية OpenOffice فانسحب بعضهم للإطلاق نسخة أخرى من الحزمة باسم LibreOffice بعيدا أيضا عن سلطة أوراكل.

زر الذهاب إلى الأعلى