الأمن الإلكتروني

نورتن تحذر من هجمات المخترقين خلال موسم الأعياد

تتزايد أعداد المتسوقين الذين يؤجلون شراء هداياهم خلال موسم الأعياد من كلِّ عام حتى اللحظة الأخيرة. وفي هذا السياق، أظهرت دراسة أجريت بتكليف من «نورتن» أن موسم الأعياد لا يشهد زيادة هائلة في عدد المشتريات التي يجريها الأفراد حول العالم عبر الإنترنت فحسب، بل يشهد في الوقت نفسه ممارسة غير مبالية تتمثل في قيام كثيرين بالتسوُّق عبر الإنترنت دون الأخذ بأبسط أسباب حماية معلوماتهم المصرفية والسرية في وجه الجريمة الإلكترونية التي تترصَّدهم. كما وجدت الدراسة الاستطلاعية الموسَّعة أن أكثر من نصفِ المُستطلعة آراؤهم ممَّن هم دون 35 عاماً يحدِّثون وضعيتهم على مواقع التواصل الإنترنتية، مثل «فيسبوك»، مشيرين إلى مواقعهم الفعلية في تلك اللحظة، مثل مشاركتهم في حفلة ما أو قيامهم بالتسوُّق لهدايا عيد الميلاد في أحد مراكز التسوُّق وتحديد موقعه.

وكشفت الدراسة الاستطلاعية المُعنونة Connected but Careless «إنترنتيون غير مبالين» التي أجرتها المؤسسة البحثية المختصة «جيفلين ستراتيجي آند ريسيرتش» بتكليف من «نورتن» وشارك بها أكثر من ألف من مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية أن كثيرين حول العالم، ورغم التحذيرات المتكرِّرة بشأن التهديدات الجسيمة للإنترنت، يتسمون بالتهوُّر إلى حدٍّ ما والاستهانة بأهمية أمن الإنترنت، لاسيما في مجالات ثلاثة محدَّدة هي: الخدمات المبنية على المواقع الجغرافية، والمعاملات التي تتمُّ عبر الهواتف النقالة، وكلمات السرّ المستخدمة في المواقع المختلفة.

وقال قرابة نصف المُستطلعة آراؤهم (47%) إنهم يتوقعون إنجاز المزيد من المشتريات خلال موسم عيد الميلاد المجيد، فيما قال 14% منهم إن مشترياتهم عبر الإنترنت تتضاعف وربما أكثر من ذلك خلال موسم الأعياد. وعلى صعيد متصل، قال ثُلث المشاركين في الدراسة الاستطلاعية، ضمن الفئة العُمْرية 34-18 عاماً (31%) إنهم يتوقعون أن يزداد استخدامهم لمواقع التواصل الإنترنتية خلال موسم الأعياد.

وفي هذا السياق، قالت الصحافية الاقتصادية وخبيرة الشؤون المالية جين تشاتزي التي تعاونت مع «نورتن» في إعداد الدراسة وتحليل نتائجها، “بطبيعة الحال تتزايد أعداد من ينجزون مشترياتهم ومعاملاتهم المصرفية عبر الإنترنت خلال موسم الأعياد. ومن المقلق أن تظهر مثل هذه الدراسة الاستطلاعية أن المستخدمين مازالوا غير مُدركين للتهديدات المتأتية من أنشطتهم عبر الإنترنت، والتي قد تشكِّل تهديداً جدياً لأموالهم ومعلوماتهم المصرفية. إذ كشفت الدراسة عن استهانة الكثيرين بمثل هذا الأمر، ما يجعلهم ضحية مُستساغة للجريمة الإلكترونية”.

من جهته، قال تميم توفيق، مدير مبيعات الحلول الأمنية الفردية في «سيمانتك» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، “يزداد إقبال الأفراد على مواقع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة وبلدان المنطقة. وعلى سبيل المثال، نجد أن موقع Souq.com الذي يتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً له ويعمل ببلدان عدّة مثل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، يستقطب نحو 1.5 مستخدم شهرياً. وفي ظلِّ هذا الزخم الذي تلقاه مواقع التجارة الإلكترونية بين المستخدمين في بلدان المنطقة، فإنَّ نورتن تولي أهمية مطلقة، أثناء تطويرها لحلولها الأمنية المخصَّصة للأفراد، لمسألة أن يقترن ما سبق بحملة تعريفية موسَّعة بشأن المخاطر الجدية للجريمة الإلكترونية المستفحلة حول العالم، لاسيما مع اعتماد أعداد متزايدة في بلدان المنطقة على الإنترنت لإنجاز مشترياتهم”.

توخي الحيطة عند تحديد مواقعنا عبر شبكات التواصل الإنترنتية

بطبيعة الحال، كثيرون سيقومون خلال موسم الأعياد بحضور حفلة هنا أو هناك أو زيارة أقربائهم أو أصدقائهم أو ربما التوجُّه إلى مراكز التسوُّق. وفي هذا الإطار، من الأنشطة الشائعة والمحفوفة بمخاطر عدة خدمة تحديد المواقع جغرافياً geo-location المتمثلة في إخبار الآخرين عن موقعك عبر الهاتف النقال أو شبكة تواصل إنترنتية مثل «فيسبوك» وغيرها. ورغم ذلك، فإن 15 بالمئة فقط من المستطلعة آراهم كانوا على إلمام بهذه الخدمة والمخاطر المنطوية عليها في حال عدم توخي الحذر اللازم عند استخدامها. وفي هذا الإطار، قال زهاء رُبْع المشاركين (22 بالمئة) في الدراسة الاستطلاعية التي أُجريت بتكليف من «نورتن» ممَّن يستخدمون هواتفهم النقالة أو الذكية للاتصال بالإنترنت إنهم أجازوا لتطبيقات مثبتة على أجهزتهم تحديد مواقعهم بطريقة تلقائية. فيما قال 56 بالمئة منهم ممَّن هو دون 35 عاماً إنهم يحدِّثون وضعيتهم على مواقع التواصل الإنترنتية محدِّدين بدقة مواقعهم، وقد تصل تلك المعلومات عن غير قصد إلى مجرمين متربِّصين قد يستغلون سفرهم أو عدم وجودهم في منازلهم على سبيل المثال.

وفي هذا السياق، قالت جين تشاتزي، “لابد أن نفكِّر ملياً قبل أن نحدِّد موقعنا عبر شبكات التواصل الإنترنتية وغيرها خشية أن يستغلها مجرمو الإنترنت لتحقيق مآربهم. إذ يجب أن نحصر معرفة معلومات مثل أماكن وجودنا أو سفرنا في أفراد عائلتنا أو أصدقائنا المقرَّبين وربما جيران نثق بهم ثقة مطلقة. التقنية آخذة في التغير، يوماً تلو الآخر، وكثيرون لا يدركون أن عدم أخذ الحيطة اللازمة قد تجعلهم هدفاً مستساغاً للجريمة الإلكترونية التي تعمل دون كلل لسرقة معلوماتهم المصرفية وتفاصيل بطاقاتهم الائتمانية وما في حُكم ذلك”.

استخدام الهواتف الذكية بطريقة “غير ذكية”

من المقلق أيضاً أن نعلم أن كثيرين يعتقدون أنَّ أمن الأجهزة النقالة أمر مفروغ منه. إذ قال 38 بالمئة من المستطلعة آراؤهم ممَّن يتصفحون الإنترنت عبر هواتفهم النقالة أو هواتفهم الذكية إنهم يستخدمون الإنترنت لإجراء معاملات مصرفية أو إنجاز مشتريات، فيما قال أكثر من نصف المشاركين في الدراسة الاستطلاعية (51%) إنهم يستخدمون أجهزتهم الذكية لتحديث وضعيتهم على شبكات التواصل الإنترنتية.

ورغم انتشار استخدام الهواتف النقالة والذكية كوسيلة لتصفُّح الإنترنت، فإن رُبْع من يستخدمونها بهذه الطريقة غير متأكدين، وربما لم يفكروا من قبل، بشأن الممارسة النقالة الآمنة، فيما قال 42 بالمئة منهم إنهم على “إلمام عام” بشأن الممارسة الإنترنتية الآمنة. ومن الحقائق المقلقة التي كشفتها الدراسة الاستطلاعية أن 52% ممَّن ينفذون إلى الإنترنت عبر أجهزتهم النقالة لا يستعينون بأسس الحماية اللازمة، مثل تطبيق كلمة سرّ على أجهزتهم.

وهنا يتابع تميم توفيق وقال، “ثمة الكثير من الخطوات البسيطة التي يمكن للأفراد الاستعانة بها لتعزيز مناعتهم وحمايتهم في وجه الجريمة الإلكترونية، مثل سرقة هويتهم أو بياناتهم المصرفية أو تفاصيل بطاقتهم الائتمانية والتهديدات المختلفة. فمع ازدياد اعتمادنا على الإنترنت في حياتنا اليومية، نأمل أن يأخذ المستخدمون في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسألة أمن الإنترنت على مَحْمَل الجدّ، إذ كشفت الدراسة الاستطلاعية التي أجريت بتكليف من نورتن استهانة واسعة بمثل هذه المسائل”.

متاعب ناجمة عن عدم تغيير كلمات السرّ

ترتبط غالبية حسابات التسوُّق عبر الإنترنت بعنوان البريد الإلكتروني للعميل، وعليه في حال تمكَّن مجرمو الإنترنت من اختراق البريد الإلكتروني لأحد العملاء، فإنهم قد يتمكنون من الحصول على معلوماته المصرفية وبيانات بطاقته الائتمانية وما إلى ذلك من معلومات سرية. ولا يقلُّ عن ذلك خطورة أن مجرمي الإنترنت قد يتمكنون من اختراق حسابات الأفراد على شبكات التواصل الإنترنتية، مثل «فيسبوك» وغيرها، عبر تقمُّص شخصية أصدقائهم وربما إقناعهم بإرسال أموال إلى حسابات وهمية. ورغم أهمية ما سبق، فإن كثيرين مازالوا يمارسون أنشطة محفوفة بالمخاطر فيما يتعلق بحماية كلمة السر، ومنها:

•قال قُرابة نصف (46%) من المشاركين إنهم لم يغيِّروا مُطلقاً كلمة السرّ الخاصة ببريدهم الإلكتروني منذ إنشائه.

•قال 31% من المشاركين إنهم لم يغيِّروا من قبل كلمة السر الخاصة بحساباتهم المصرفية عبر الإنترنت.

•قال 42% من المشاركين إنهم لم يغيِّروا من قبل كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الإنترنتية.

•قال 71% من المشاركين ممَّن يملكون كلمة سر واحدة وموحَّدة لكافة المواقع والحسابات التي تخصُّهم إنهم فعلوا ذلك حتى يسهل عليهم تذكرها.

وعلق تميم توفيق، “كلمات السر الصَّعبة وغير المتوقعة والتي يتمُّ تغييرها من حين إلى آخر تمثل وسيلة سهلة لحماية أنفسنا على الإنترنت من عيون مجرمي الإنترنت التي تتربَّص بنا. وهنا أقول حذارِ من استخدام كلمة سرّ واحدة على امتداد مواقع متعدِّدة، فهذا يجعل الأفراد عرضة للمخترقين على امتداد المواقع التي تخصهم في حال معرفة كلمة السرّ”.

نصائح في موسم الأعياد

1.حماية الهواتف النقالة: مع إقبال كثيرين على تخزين معلومات مالية وسرية على هواتفهم النقالة، بات لزاماً استخدام كلمة سرّ لحماية تلك الأجهزة؛ وأما أولئك الذين لا يستخدمون كلمة السرّ لحماية أجهزتهم فيمكنهم الاستعانة بتطبيقات مثل Norton Mobile Security (إصدار بيتا) التي تمكِّن مستخدمي الهواتف الذكية المزوَّدة بنظام التشغيل «أندرويد» من إغلاق هواتفهم أو إزالة كافة البيانات المخزنة عليها عن بُعد في حال فقدانها.

2.قبل تصفُّح الإنترنت عبر الهواتف الذكية، تذكَّر دوماً أن الجريمة الإلكترونية قد تكون لك بالمرصاد: لا بأس أن ننفذ إلى الإنترنت عبر هواتفنا الذكية، ولكن علينا أن نتذكر دوماً أن وصلة «واي فاي» قد تكون مخترقة. وعليه، يتعيَّن على المستخدمين تجنُّب إدخال معلومات حساسة (مثل بيانات بنكية أو تفاصيل بطاقات ائتمانية وغيرها) عند تصفُّح الإنترنت عبر شبكة «واي فاي» عامة. وفي هذا السياق، يمكن تحميل أدوات Norton DNS المجانية على مُعظم الحواسيب والهواتف الذكية للتحقُّق من كلِّ موقع وضمان عدم استغلاله من قبل الجريمة الإلكترونية لأغراض احتيالية.

3.استخدام بطاقة ائتمانية واحدة يقلِّل المخاطر: يمكن للمتسوقين عبر الإنترنت استخدام بطاقة ائتمانية واحدة لكافة مشترياتهم عبر الإنترنت، إذ يقلِّل ذلك المخاطر المنطوية في حال سرقة بيانات تلك البطاقة مقارنة بسرقة بيانات أكثر من بطاقة ائتمانية.

تنويه للمنتديات والمدونات: في حال الرغبة في الاستفادة من المحتوى الذي تقدمه البوابة العربية للأخبار التقنية، يرجى التقيد بذكر المصدر بالشكل الصحيح ووضع رابط للخبر كالتالي في المنتديات والمدونات:

المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية

زر الذهاب إلى الأعلى