تحت الضوء

مخاوفي حول أكبر قصة فشل إلكترونية في تاريخ المنطقة

حالنا حال كافة الذين يتطلعون إلى معايشة  قصة نجاح كبيرة يلتصق اسمها بإحدى الدول في المنطقة العربية، استبشرنا خيراً عندما علمنا بأن هنالك مشروعاً يحمل في عنوانه جزءاً عربياً وينطلق من دولة عربية، لاسيما وأنه وبكل تأكيد مدعوم بميزانية خيالية وتقف من ورائه شركة دو التي تمثل المشغل الثاني للاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة.

حيث كنا أول من قام بنشر خبر حول موقع www.anayou.com حتى قبل صدور البيان الصحفي الرسمي من الشركة، وقمنا بدعمه عبر مختلف قنواتنا في الفيسبوك والتويتر والنشرة البريدية، إلا أن أداء هذا الموقع حتى الآن مخيب للآمال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولدي مخاوف كبيرة من أن يجسد هذا الموقع أكبر قصة فشل في عالم الإنترنت في تاريخ المنطقة العربية.

وفي محاولة للإجابة عن العديد من الأسئلة التي تدور في رأسي حول سبب عدم إقبال الناس على هذا الموقع على الرغم من الإمكانات الهائلة التي يحملها، وأقصد هنا “الإمكانات المادية والاستراتيجية”، قمت ببحث بسيط توصلت من خلاله إلى النقاط التالية، ولاشك بأن لديكم ما تدلون به في هذا المقام.

أولاً: التأكد من عدم الاهتمام بالموقع:
على الرغم  من أن أليكسا ليس مؤشر دقيق على انتشار المواقع ولا يقدم احصائيات تفصيلية دقيقة إلى أنه بكل تأكيد مؤشر عام على ذلك، وهذا يتفق عليه معظم من يعمل في الحقل الإلكتروني. وتشير احصائيات الموقع إلى ضعف الإقبال على هذا الموقع من كافة النواحي والأصعدة حتى أن نسبة كبيرة من المواقع العربية التي تعتبر بلا أهمية حقيقة تحظى بإقبال أكبر من الموقع المذكور.

ثانياً: أبرز المشاكل الرئيسية:

1-    التصميم: لاشك بأن أكبر الأخطاء المرتكبة من وجهة نظري هي الطريقة التي تم فيها تقديم الصفحة الرئيسية للموقع، حيث أنها تحتوي على فلاش، وجرافيكس بطريقة غير مجدية على الإطلاق، ولعل مثل هذا التصميم والتقسيم مناسب أكثر لموقع ألعاب أكثر من كونه مخصص لموقع يحمل الطابع الاجتماعي ويتخذ من شعاره “العالم الرقمي الجديد للقرن الحادي والعشرين”. لن أتحدث هنا عن الجدوى الاقتصادية والدور الاقتصادي الذي يساهم فيه التصميم في الحد من تكلفة الموقع بشكل عام، وإنما أكتفي بالقول بأن صورة صغيرة حجمها 1 كيلو بايت ستتحول إلى 10 مليون كيلو بايت إذا حظي الموقع بـ 10 مليون زيارة يومياً وقِس على ذلك. لا شك بأن ذلك ينم عن عدم وجود استراتيجية وخطة صحيحة بالأصل.

2-    إبراز الخدمات بشكل أفضل: يحمل الموقع العديد من الخدمات والمحتوى المخفي داخل الموقع والذي بحاجة إلى إبرازه بشكل أفضل، لاسيما خاصية “المزامنة” وغيرها التي تجمع بين حياة المستخدم على الموبايل والإنترنت.

3-    عدم وضوح النقاط والخدمات المميزة في الموقع

4-    ضعف الظهور الإعلامي: عدم ظهور القائمين على الموقع في وسائل الإعلام للتحدث عن المنتج بالشكل المطلوب والكافي. والمرحلة التجريبية هي فترة حساسة جداً فيما يتعلق بهذه النقطة.

5-    عدم وجود استراتيجية إعلانية ملموسة حتى الآن: وأنصح هنا بعدم الاكتفاء بآليات الإعلان عن طريق الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك وعن طريق إعلانات جوجل لأن ذلك لا يؤمن تعزيز العلامة التجارية للموقع، وإنما يستدرج عدد زارات للموقع فحسب. إذا التفريق بين تعزيز عدد الزوار وتعزيز العلامة التجارية للموقع سيكون أمراً جوهرياً.

لم أتقبل مطلقاً فكرة التماس عذر لهذا الموقع منطلقاً من فكرة أنه لا يزال في المرحلة التجريبية، حيث أنكم وكما تعلمون أن النسخ التجريبية لخدمات بسيطة على الإنترنت حققت ضجة على مستوى العالم.

ولا أخفيكم أنني ومن خلال هذا المقال أحاول أن أتغلب على مشاعر الإحباط التي تنتابني اتجاه موقع “أنايو” وأن أساهم في رفع عدد الزوار بطريقة أو بأخرى، وأتمنى فعلاً لو استطعنا نحن المستخدمين العرب أن نساهم في دعم هذا الموقع من خلال آرائنا لأنه كما أسلفت موقع سيحمل اسم المنطقة بأسرها.

وفي الحقيقة ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال غير أن الفكرة لم تفارقني على الإطلاق منذ أسابيع، فقررت أن أدلو بدلوي عسى أن أشعل تلك الشمعة التي تقول: “ملعون أبو الظلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى