أخبار الإنترنت

تقرير: الانترنت في مصر وسيلة للتنفيس ولا يقوى على تعبئة الحركات الشعبية

على الرغم من أن حملات الإصلاح السياسي على الانترنت كانت تسير بشكل جيد، إلا أنها بدأت تفقد ثقلها وتأثيرها بسبب فشل جماعات المعارضة في تحويل هذا الدعم إلى حركة شعبية قادرة على تحدى السلطات في مصر، وفقاً لما أورده تقرير صار عن وكالة رويترز للأخبار.

وعلى ما يبدو أنه حتى الحملات والمجموعات الضخمة مثل تلك التي أطلقها محمد البرادعي –المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- والتي تعدى عدد أنصارها الربع مليون بدأت فى التراجع والانحسار. ويعتبر الانترنت أحد الوسائل التي يمكن للمصريين أن يعبروا فيها عن غضبهم وآرائهم بحرية.

وقبيل انتخابات مجلس الشعب بأسبوع واحد شكك المحللون والنشطاء على الانترنت في حدوث أي تغيير جذرى بدون أن يكون هناك زعيما لدعم المعارضة الشعبية أو وجود حركة معارضة شعبية موحدة. ويقول حسام الحملاوي –مدون- أن هناك العديد من المشاكل العمالية في مصر، وعلى الرغم من ذلك فقد كان دور المعارضة في التفاعل مع هذه المشاكل متواضعا للغاية. وأضاف أن الاحتكاكات التي تحدث بسبب تدني الأجور وارتفاع الأسعار كالتي حدثت في المحلة الكبرى قام بها أشخاص ليس لديهم أدنى صلة بالفيسبوك أو الانترنت ولكنهم أشخاص على أرض الواقع، فالحملات التي تم القيام بها على الفيسبوك لم تكن السبب أو المحرك الأساسي لهؤلاء الأشخاص.

وعلى الرغم من تأثير شبكة تويتر في حشد أصوات المعارضة في الانتخابات الإيرانية فإن هذا السيناريو غير مرجح أن يحدث مع الانتخابات الرئاسية فى مصر عام 2011. ويقول فارس حسنين –مصمم جرافيك- أنه قام بتأييد البرادعي على الانترنت وصمم ملصقات أيضا للحملة الخاصة به ولكنه بدأ يفقد الاهتمام عندما لم يجد أي مجهودات تبذل.

وعلى صعيد آخر، بدأت جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر أحد حركات المعارضة في مصر القيام بالدعوة عبر الانترنت من خلال رفع شعار “الإسلام هو الحل” على الرغم من حظر استخدام العبارات الدينية في الانتخابات. ولم يقتصر الأمر على المعارضة فقط حيث أنشأ مؤيدي الحزب الحاكم عدد من الصفحات لتأييد جمال مبارك رئيسا خلفا لوالده في حالة عدم دخول الرئيس مبارك الانتخابات القادمة.

ويرى أحمد زيدان – محرر بشباب الشرق الأوسط- أن الحكومة في مصر لا تقوم بغلق المواقع ولكنها تراقب ما يحدث عن كثب. فهناك الحركة التي أطلق عليها “كلنا خالد سعيد” والتي احتشد على إثرها مئات المصريين احتجاجا على وفاة هذا الشاب إلا أن فشل هذه الحركة وغيرها من الحركات يعود إلي ضعف قوى المعارضة الموجودة على الساحة حاليا وليس الخوف من الأمن فإيران لديها نظام أمنى أكثر وحشية إلا أن للمعارضة الشعبية دورا كبيرا هناك.

وعلى الرغم من أن الانترنت لا يزال وسيلة محدودة الفاعلية بسبب وجود نسبة جهل تصل إلى 30%، بالإضافة إلى أن 16% فقط هم من يستخدمون الانترنت. فالعديد من الشباب مازالوا يقضون وقتهم أمام الانترنت أملا في إحداث نوعا من الإصلاح السياسي فى مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى