دراسات وتقارير

دراسة: الشرق الأوسط يشهد المزيد من عمليات الاستحواذ والاندماج بين شركات التكنولوجيا

عقب انحسار موجة الاندماج والاستحواذ بين الشركات خلال العام 2009، فإن الشرق الأوسط وإفريقيا ستكون احدى المناطق الرئيسية للتعاملات الخاصة بشركات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات على مدى السنوات الثلاثة المقبلة، بإجمالي أصول قابلة للبيع بين 25 مليار دولار أمريكي – 30 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقاً لشركة فاليو بارتنرز، الشركة العالمية المتخصصة في مجال الاستشارات الإدارية.

وفي هذا الصدد، قال زوران فاسيلييف، المدير التنفيذي لشركة فاليو بارتنرز في دبي: “يعود توافر الأهداف الاستثمارية المغرية إلى وجود حالة من المنافسة تؤدي الى اندماج المشغلين لتحقيق كفائة تشغيل اكبر ووجود برامج الخصخصة الحكومية وذلك مقترنا بوجود مشترين يتمتعون بمخزونات نقدية كبيرة، الأمر الذي سيؤدي إلى بداية مرحلة جديدة من عمليات الإندماج والاستحواذ التي تتميز بأهداف استراتيجية واضحة ومبادئ استثمارية أكثر حذراً وتعقلاً”.

ووفقاً للدراسة التي أجرتها شركة فاليو بارتنرز بهدف فهم التوجهات الخاصة بعمليات الإندماج والاستحواذ في المنطقة على مدى السنوات القليلة المقبلة، فإن المرحلة القادمة من مسيرة تطور السوق ستركز على تعزيز المكاسب من خلال تحقيق وفورات الاندماج بين الشركات وتحقيق الكفاءة العملية. وقد بدأت التوجهات الجديدة لأنشطة الاندماج والاستحواذ بالظهور مع التركيز على عمليات الاستحواذ الاستراتيجية والاستفادة منها لتحقيق التعاون بين الشركات وتطوير الإمكانيات وتحقيق الوفورات والمكاسب.

وتابع فاسيلييف قائلاً: “لم تقم عمليات الاستحواذ إلى الآن بتجقيق الهدف الاستراتيجي المنشود لتنويع مصادر الدخل، إذ لا تزال الأسواق المحلية تشكل المصدر الأكبر للإيرادات. كما أن شركات الاتصالات في المنطقة تمتلك عدد كبير نسبياً من المشغلين، إلا أن مساهمة إيرادات هؤلاء المشغلين تعتبر أقل بكثير من تلك التي تحققها نظيراتها من الشركات العالمية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكاليف والإيرادات الناجمة عن جهود التعاون بين الشركات لم يتم استغلالها بعد، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى العدد الكبير من عمليات الاستحواذ التي شهدتها المنطقة في فترة قصيرة إلى جانب تنوع الأسواق المستهدفة”.

وتتوقع فاليو بارتنرز أن تعمل الموجة التالية من عمليات الاستحواذ على تنمية الإمكانيات في مجال الخدمات الأخرى المولدة للإيرادات، وبالتالي سيكون التركيز على اكتساب الإمكانيات في مجالات التقنية والمحتوى والابتكار. كما تتوقع الشركة المزيد من الأنشطة والاستحواذات مع نمو تقنيات البث التلفزيوني عبر شبكة الإنترنت في المنطقة وظهور منصات ذات شعبية كبيرة.

وأضاف فاسيلييف: “لقد اتسمت عمليات الاستحواذ على الشركات المنتجة لخدمات المحتوى بالقلة والمحدودية، نظراً لضعف تبنى تقنيات البث التلفزيوني عبر الإنترنت وتقنيات التلفزيون عبر الهاتف الجوال. ومن المحتمل تغير هذا التوجه في حال تطوير الشركات الإقليمية لنماذج الأعمال القادرة على تأسيس القاعدة الجماهيرة المطلوبة من أجل تسديد تكاليف عمليات إنتاج المحتوى وتكاليف الحقوق الرياضية”.

وتقول فاليو بارتنرز أنه في حين كانت عمليات الاستحواذ تجري كجزء من خطط التوسع الطموحة والكبيرة في المنطقة، إلا أن مرحلة تعزيز المكاسب وتنظيم العمليات الحالية ستركز بشكل أكبر على عمليات الاستحواذ ذات الأهمية الاستراتيجية أو على فرص الاستحواذ على الأصول كوسائل استثمارية متوسطة إلى طويلة الأمد.

ومن الاهداف الاستراتيجية المحتملة لعمليات الاستحواذ هي تنويع مصادر نمو الايرادات، وتأسيس شبكة عمليات إقليمية “واحدة”، والاستفادة من القاعدة الجماهيرة الاقليمية لانتاج المحتوى، بالإضافة إلى عمليات الاستحواذ التي يمكن من خلالها تحقيق نقلة علمية ومعرفية نوعية.

وأضاف فاسيلييف:”إننا ننصح بتطوير عمليات الاستحواذ الاستثمارية عبر جدول زمني واضح للاستثمار، واستراتيجية سعرية واضحة للخروج، ويتوجب أن تحظى أنشطة الاستحواذ هذه بإستراتيجية مميزة على مستوى الشركة، بحيث ترسي خطط النمو ومبادئ الاستثمار الحذر”.

وتُظهر الدراسة التي قامت بها فاليو بارتنرز أن تحقيق وفورات ومكاسب العمل المشترك للمشغلين التابعين لنفس الشركة تواجه تحديات كبيرة لعدد من الأسباب الأنسانية والتقنية كالاختلاف في ثقافات الشركات، والتقييم المفرط بنتائج هذا التعاون، كما أن صراعات القيادة تشكل بعض أبرز الأسباب الإنسانية.

وحددت فاليو بارتنرز المبادرات ذات الأولوية والتي يمكن أن تقام على مستوى الشركات الكبيرة بهدف تحقيق وفورات ومكاسب الاندماج، كمبادرات تحسين كفاءة الشبكات والحد من استهلاك الطاقة، وتأسيس قائمة بشركات الإنتاج المفضلة على مستوى العالم التي يمكن ان تقدم الخصومات والتخفضيات لكافة الشركات المشاركة في هذه المبادرة، واستخدام منصات مشتركة لتقنية المعلومات، وتعميم مبادئ توجيهية مشتركة لحوكمة تقنية المعلومات على مستوى المجموعة، بالإضافة إلى أنظمة إعداد الفواتير المشتركة.

ويمكن تحقيق وفورات كبيرة محتملة في صافي الدخل على المدى القصير من خلال ايجاد تنظيم على مستوى المجموعة للقيام بتحديد وتأسيس أفضل الممارسات عبر مختلف التخصصات. وأضاف فاسيلييف: “إن المشاكل التقنية تكمن في التعقيدات الداخلة في إمكانية تأسيس المنصات المشتركة وذلك بسبب الأنظمة القديمة ومحدودية المهارات المتوفرة داخل المؤسسة أو الشركة. وبهدف تحقيق التوازين بين هذه المؤثرات، يُمكن للشركات تأسيس فرق عمل على مستوى مجموعة الشركات بقيادة مدراء متمكنين وبمشاركة نظرائهم في الشركات المشغلة التابعة لهم”.

وكشفت الدراسة التي أجرتها فاليو بارتنرز ان المنطقة تمتع بالكثير من الفرص لتطوير منصات إنتاج محتوى الانترنت، والاستفادة من المحتوى الإعلامي المحلي. واختتم فاسيلييف قائلاً: “إن تسليع خدمات الصوت والتطور التدريجي للأجهزة ولإمكانيات مستخدمي هذه الأجهزة يتيح الفرصة للاستفادة من إيرادات خدمات القيمة المضافة غير المستغلة. وهناك الكثير من فرص تنويع الإيرادات الأفقية في قطاعات مثل البنوك والصيرفة وقطاع الخدمات العامة التي لم يتم استغلالها بعد في المنطقة، إذ لا تزال الشركات المشغلة تعمل على تطوير واختبار نماذج تقديم الخدمة الخاصة بهذه الخدمات”.

زر الذهاب إلى الأعلى