أخبار الإنترنت

المطالبة بإنشاء قاعدة بيانات مفتوحة للأماكن حول العالم

جاء إعلان موقع “تويتر” عن نيته تقديم خدمة تحديد المواقع عبر إحداثيات رسائله المحددة جغرافياً ليجدد الدعوة لظهور قاعدة بيانات مفتوحة وموحدة خصوصاً مع تقديم العديد من الشركات لنفس الخدمة ومن بينها Google، وFoursquare، وGowalla، وSimpleGeo، وLoopt، وCitysearch، فلكل منها قاعدته الخاصة التي يمكن الاستفادة منها ضمن قاعدة واحدة.

وستساهم هذه القاعدة البيانية المأمول تطويرها في إنعاش ما يسمى بالدعاية المحلية عبر الإنترنت والمحمول تقديم إعلانات موجهة على أساس جغرافي. وتعتبر قاعدة البيانات هذه مشروع طموح من شأنه أن يدفع صناعة الإعلانات إلى مستوى جديد ولكن في الحقيقة يواجه مشكلتين كبيرتين، الأولى تتمثل في تكرار المواقع الجغرافية نظراً لتعدد قواعد البيانات المشكلة للقاعدة الأكبر المفتوحة، المشكلة الثانية تتمثل في إمكانية أن تمثل القاعدة العامة المفتوحة للبيانات الجغرافية ميزة تنافسية لشركة واحدة على بقية الشركات بحيث ستساعدها على أن تكون أعمالها أشمل وأوسع نطاقاً.

المشاكل قد تبدو بسيطة ولكن إن لم يتم حلها قبل بداية المشروع فسيكون حلم قصير الأمد سينتهي سريعاً. المساهمة في تأسيس القاعدة والاستفادة منها يجب أن يشارك فيها الجميع سواء من الشركات أو المطورين، مساهمة الشركات قد تكون الأهم وتحديداً تلك الشركات الأسرع نمواً في تقديم الخدمات الجغرافية.

بعض اللاعبين الكبار في هذا المجال أعربوا عن تحمسهم الشديد لفكرة القاعدة الموحدة للبيانات الجغرافية، على غرار Foursquare التي تقوم حالياً ببناء قاعدتها الخاصة الشاملة للأماكن. إلا أن المسئولين عن “تويتر” أبدوا تشكك ملحوظ من جدوى الفكرة مع عدم إنكارهم لفائدتها.

هناك تصور أخر للاعبين الكبار يقضي بضرورة وجود طرف أو أطراف ذات خبر كبيرة وتحديداً – تويتر وجوجل وفيسبوك – تكون مسئولة عن إدارة القاعدة لتوفر لها الجودة المطلوبة وهو قطعاً ما ستحتج عليه الشركات الأصغر حجماً مثل Foursquare التي ترى أن المساهمة في القاعدة والاستفادة منها يجب أن تكون على قدر متساوي بين كل المساهمين، بحيث تكون لها القدرة الكاملة لتطوير القاعدة تماماً مثل توتير أو جوجل أو أية شركة أخرى مؤكدة في نفس الوقت على أهمية قاعدة “البقاء للأفضل” في تقديم البيانات.

تردد الكبار له ما يبرره فالخوف من انتشار بيانات جغرافية رديئة أو حتى رسائل مزعجة استناداً على قاعدة البيانات الموحدة يبدو منطقياً، إلا أن الشركات المناصرة لفكرة العدالة التامة في المساهمة والاستفادة تؤكد على وجود أساليب تضمن تفوق البيانات الجيدة على الرديئة، مثل أن لا ينال أي مكان اعتماده في القاعدة المفتوحة العامة إلا بعد موافقة قاعدتين أو ثلاث من القواعد المساهمة، أو بالاستناد على مقدار الثقة والجودة في المصدر المُقدم للمعلومات.

الأفكار والرؤى الآن كثيرة ومتضاربة فهناك من يرى أن قاعدة البيانات المفتوحة للأماكن ستحسن مستوى بياناتها مع الوقت بشكل ذاتي، وهناك من يرى أن الاعتماد عليها يجب أن يكون بشكل جزئي أي أن تكون مصدر أخر ضمن مصادر أخرى متعددة، وهناك من يرى أن تصميم خدمات جغرافية مبتكرة قد يمثل البديل الأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى