تحت الضوء

الأمريكيون ابتكروا الإنترنت والعالم تخطاهم

الأمريكيون ابتكروا الإنترنت وهذا يحتم أن تكون سرعة الشبكة العالمية في الولايات المتحدة أفضل وأسرع وأرخص منها في أي مكان آخر، ولكن الواقع يقول غير ذلك، فهناك 17 دولة سرعة الإنترنت فيها أعلى منها في أمريكا، كما أنها أرخص.

فقد نقلت شبكة CNN الاخبارية عن مؤسسة مراقبة الإنترنت “أكامي” Acamai، أن سرعة النطاق العريض للإنترنت في الولايات المتحدة يصل إلى ربع سرعته في كوريا الجنوبية.

ولإضافة الملح على الجرح بالنسبة للأمريكيين، فإن سرعات الإنترنت في الولايات المتحدة أغلى منها في كوريا الجنوبية.

وتبلغ تكلفة السرعة البطيئة على الإنترنت في الولايات المتحدة 45.5 دولاراً كمتوسط شهري، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بينما يقل متوسط سعر السرعات العالية للإنترنت في كوريا الجنوبية بنحو 17 دولاراً شهرياً، في حين يصل متوسط فاتورة الاتصال بالإنترنت بواسطة النطاق العريض إلى 28 دولاراً.

أما الأسباب الخمسة المقترحة لكون سرعة الإنترنت في الولايات المتحدة أبطأ منها في كوريا الجنوبية وأغلى ثمناً، فهي، بحسب خبراء في مجال النطاق العريض للإنترنت:

أولاً أن المنافسة في كوريا الجنوبية أعلى منها في الولايات المتحدة، والأمريكيون غالباً ما يختارون بين شركات الكيبل وشركات الاتصالات الهاتفية عندما يريدون التعاقد للحصول على خدمات الإنترنت، في حين أن الكوريين وفي دول أخرى فهناك تنوع أكبر بكثير مما هو متاح للأمريكيين.

أما السبب الثاني، فيكمن في الثقافة والسياسة، إذ ثمة اختلاف شاسع بين كوريا الجنوبية ذات الثقافة الأكثر ترابطاً بين أفراد شعبها، وكأن الأمر انعكس على سرعة الإنترنت، إذ أكثر من 94 في المائة من الكوريين لديهم اشتراك في الخدمة ذات السرعة العالية جداً، مقابل 65 في المائة من الأمريكيين، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ويرجع السبب الثالث إلى الشبكات المفتوحة مقابل المغلقة، والأولى تتسم بأنها أسرع وأرخص من الثانية، وتكمن الفكرة خلف الشبكات المفتوحة في أنه من أجل على الشركات أن تتشارك في بنية النطاق العريض من أجل السرعة وخفض الرسوم، وهو الأمر الذي سعت الحكومات الأوروبية وكوريا الجنوبية واليابان إلى اعتماده وسط معارضة الشركات التي قامت بمد خطوط النطاق العريض.

أما في الولايات المتحدة، فإن الحكومة الأمريكية لا تطلب من مزودي خدمة النطاق العريض المشاركة فيها.

الكثافة السكانية هي السبب الرابع بالنسبة لخبراء الإنترنت، ذلك أن الكثافة السكانية العالية وصغر المساحة الجغرافية في كوريا الجنوبية تساعد تقليص تكاليف إنشاء شبكة النطاق العريض، بعكس ما هو متاح في الولايات المتحدة، المترامية الأطراف حيث تتباعد التجمعات السكانية.

أما السبب الأخير بنظر الخبراء فهو أن لدى كوريا الجنوبية خطة للإنترنت منذ أكثر من عقد، حيث وضع سيؤول في تسعينيات القرن العشرين ربط مختلف أنحاء البلاد بشبكة إنترنت سريعة، وذلك كأولوية قصوى.

واختارت كوريا الجنوبية الشبكات المفتوحة قبل 10 سنوات، في حين أن الولايات المتحدة مازالت بحاجة إلى ما بين 4 أو خمس سنوات لتحقيق ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى