تحت الضوء

بحرينية تفتح نافذة للحرية الإلكترونية أمام الشباب العرب

إسراء الشافعي، شابة بحرينية تبلغ من العمر 23 عاما، كرست جل وقتها للعمل على منبر حر للشباب العربي من أجل التعبير عن رأيه على الشبكة الإلكترونية.

ونقلت شبكة CNN الاخبارية عن اسراء أنها في عام 2006، أسست موقعا أطلقت عليه اسم mideastyouth.com، والذي يمنح الفرصة للشباب بصورة خاصة للتعبير عن رأيهم في القضايا السياسية والاجتماعية وغيرها.

وإسراء، هي إحدى البحرينيات المدافعات عن حق حرية التعبير، وهو السبب وراء تلقيها الكثير من التهديدات، ولهذا طلبت من شبكة CNN عدم نشر صورتها.

وخلال حوار مع CNN، تحدثت إسراء عن الشباب في البحرين، ودورهم في تغيير المجتمع، بالإضافة إلى الدور الذي لعبه الإعلام الجديد، متمثلا بالشبكات الاجتماعية والتفاعلية، في التعريف بالشباب المتواجد في هذا الجزء من العالم.

وحول السبب الرئيسي الذي حفزها لتأسيس هذا الموقع، تقول إسراء: “قمت بتأسيس هذا الموقع في عام 2006، أي حينما كنت في 19 من عمري، إذ أحسست حينها أن الشباب العربي بدأ يفهم قيمة الإنترنت، إلا أنه لم يفهم قيمة محتواه بعد.”

وتضيف: “هناك الكثير من الجماعات المختلفة التي تستخدم الإنترنت، كالأكراد، والعرب، والإيرانيين، والمسلمين، والبهائيين، وجميعهم يعانون من الإنقسام، لذا وجدت أن هذا الموقع سيكون بمثابة المنبر الحر لهؤلاء الشباب للحديث والتفاعل، بعيدا عن الاختلافات فيما بينهم.”

وترى إسراء أن شبكة الإنترنت لعبت دورا كبيرا ومهما في تغيير رؤية الشباب العربي، إذ تقول: “المواقع التفاعلية والاجتماعية، مثل يوتيوب، ساعدتنا على التعرف إلى أمور جديدة لم نكن نعرفها في السابق. وهناك مواقع مثل Facebook ساعدت بعض الجماعات على المطالبة بحقوقها، مثل المثليين في البحرين. فقبل عشر سنوات، لم يكن بمقدور هذه الجماعات الحديث في العلن، أما اليوم، فقد أصبح طرح مثل هذه الموضوعات شأن عادي.”

وتعتبر إسراء أن الدين بشكل عام لا زال يلعب دورا مهما في حياة الجيل الجديد، فهناك وجوه شابة ترتاد المساجد، كما أن مادة التربية الإسلامية لا زالت تدرّس في معظم المدارس البحرينية والعربية.

من ناحية أخرى، تعتبر تجربة إسراء مثالا متميزا في تطور دور المرأة في المجتمع البحريني، إذ تقول: “قد لا تتمتع المرأة البحرينية بهامش كبير من الحرية والمساواة، إلا أن مساحة دورها تتسع شيئا فشيئا، فلدينا وزيرات في الحكومة، وسفيرات، ومفكرات، وناشطات، علاوة على سيدات الأعمال.”

وفي سؤال حول ما إذا كانت العلاقة بين جيل الشباب والحكومة متوترة في البحرين، تقول الشافعي: “ما أود قوله هو أن الشباب البحريني يتمتع بحرية كبيرة قياسا بدول الجوار، وهم لا ينكرون ذلك. فإذا كنت مقيمة في السعودية، أو إيران، أو دولة الإمارات، فهناك أشياء كثيرة لن أستطيع القيام بها.”

إلا أن الشافعي تعود لتؤكد بأن على الحكومة أن تحاول تفهم مطالب الشباب بصورة أشمل، بدلا من تسويق صورتها أمام الغرب كمروجة لحرية الرأي والتعبير.

وترى إسراء الشافعي أن هناك بعض القضايا التي لا تزال بحاجة للحل، مثل حرية التعبير الفني، وتستشهد بمقال سلبي قام بكتابته أحد الصحفيين مؤخرا حول فرقة لموسيقى “الميتاليك”، ودور مثل هذه الموسيقى في الإساءة لسمعة المجتمع البحريني، وتقول بأن “هؤلاء الشباب لم يطلقوا موسيقى معادية للإسلام أو البحرين، وبالتالي فإن لديهم الحق في تقديم الموسيقى التي يرغبون بها.

وعن أحلامها للمستقبل القريب، تقول إسراء: “المشروع الأكبر الذي أعمل عليه حاليا هو منبر لتوزيع الموسيقى المختصة بـ”التغيير الاجتماعي”، وأعتقد أنه سيحفز الموسيقيين المهتمين بهذا الأمر للتواصل مع الجمهور في هذا الجزء من العالم، من خلال استخدام وسائل الإعلام الجديد.”

زر الذهاب إلى الأعلى