دراسات وتقارير

مسؤول في جوجل: تطوير المحتوى العربي سيسهم في التنمية

أقيم مؤخراً المؤتمر الدولي للإبداع العربي على الانترنت والذي شارك فيه أكثر من مائة مدير تنفيذي من دول الخليج العربي بالاضافة للشركة الراعية وهي جوجل العربية، حيث ألقى السيد فينتون سيرف نائب رئيس شركة جوجل لشئون المنطقة كلمة مهمة توضح اهمية المحتوى العربي على الانترنت وتأثير ذلك على اقتصاديات المنطقة والمجتمعات العربية ورؤية شاملة عن مستقبل الإنترنت وتحديات وطموحات الإبداع في الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث لا تحظى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يقطنها أكثر 337 مليون نسمة بتمثيل لائق في الفضاء الإلكتروني، حيث يقوم 56 مليون شخص فقط من مستخدمي الإنترنت بالبحث باللغة العربية “أي بنسبة 17% فقط”.

وفي كلمته التي أدلى بها أمام أكثر من 100 مدير تنفيذي لشركات مختلفة، إلى جانب مسؤولين حكوميين يمثلون كلاً من المملكة والإمارات ومصر والأردن وقطر، أكد سيرف على مدى التغيير الذي أدخلته الإنترنت على الطريقة التي نتواصل بها ونؤدي بها عملنا. حيث قال: “لقد غيرت الإنترنت التجارة العالمية بشكل دائم، حيث ألغت الحواجز التي تعترض طريق الدخول إلى الأسواق، وهو ما جعل الشركات قريبة من عملائها، إلى جانب خلق فرص تتجاوز الحدود الجغرافية التقليدية. لقد أنشأت الإنترنت أسواقاً جديدة ووفرت فرصاً لا حدود لها أمام الأفراد والشركات على حد سواء”.

وأضاف: “إننا نحتاج الآن إلى التركيز على النماذج المحلية، فمن المتوقع أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة إلى 82 مليون مستخدم بحلول العام 2013، وسيكون لدى الكثيرين من هؤلاء أفكاراً متميزة يمكن تطبيقها. وباعتبارنا من الرموز الرائدة في هذا المجال، يكون من الضروري أن نركز جهودنا على رعاية وتقوية تلك المهارات. كما تقع علينا جميعاً، سواء كنا أفراداً أو أصحاب مشاريع أو شركات أو حكومات، مسؤولية تحديث وتوفير المحتوى العربي الإلكتروني على نطاق أوسع. ومن خلال القيام بذلك، يمكننا أن نحقق تأثيراً إيجابياً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستمرة في هذه المنطقة”.

وفي إطار التركيز على الإبداع، والطريقة التي يمكن من خلالها لمنطقة الشرق الأوسط أن تلحق بركب الأسواق الأخرى في العالم، ألقى محمد جودت المدير الإداري المختص بالأسواق الناشئة في جوجل كلمة تناول فيها القواعد التسع المتبعة من جوجل والمعنية بالإبداع. وأكد جودت على أن الإبداع لن يحدث إلا من خلال التجربة والخطأ، مؤكداً على ضرورة إنشاء نظام يسمح باستمرار الإبداع.

وأضاف جودت: “من خلال توفير الأدوات التي تمكن مستخدمي الإنترنت من تبادل المعلومات ودعمهم ومساعدتهم على تنمية مشاريعهم، ستتمكن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من إبراز مهاراتهم إلى الجمهور العالمي. ولن يحدث الإبداع إلا بدعم من القطاع الخاص والحكومة. والمناسبة التي نحن بصددها اليوم تتناول فتح نقاش حول القيمة الحقيقية للإنترنت وتشجيع قادة القطاعات والصناعات المختلفة من أجل مناقشة الفرص المتوافرة في اسواقنا، وستتيح لنا أيضاً فهم كيفية استخدام المنطقة للإنترنت لتسهيل النمو الاقتصادي والتنمية”.

ولإظهار النجاح الذي يمكن تحقيقه في مجال تطوير المحتوى الإلكتروني، دعت جوجل “جيران”، وهو مجتمع الضيافية الإلكتروني العربي الأول، إلى تحديد مدى أهمية الحاجة إلى المحتوى الذي ينتجه المستخدمون في العالم العربي. ويضم “جيران” الذي تأسست في العام 2000 حالياً أكثر من مليون عضو، بالإضافة إلى تسجيل 7 ملايين زيارة في الشهر، واستضاف 800 ألف موقع نشط و112 ألف مدونة، وهو ما يؤكد على الطلب القوي الذي ينبع من هذه المنطقة.

وقد انضم هوغو بارا مدير إدارة المنتجات في جوجل ومدير المنتجات العالمية المحمولة ليشارك في تلك النقاشات من خلال عرض أحدث الإبداعات المحمولة التي تم ابتكارها. وقد أكدت تلك العروض على قوة الإنترنت والطرق التي تساعد بها الأجهزة الحديثة المتوفرة في العصر الراهن الناس على استخدام الإنترنت.

وفي إطار تشجيع النقاش طرح على طاولته موضوع حول دور الحكومة في دعم ورعاية الإبداع ومستقبل الإنترنت ودورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني، مروان جمعة، ورئيس هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات محمد الغانم، والمدير التنفيذي لوكالة تنمية صادرات تكنولوجيا المعلومات المصرية د.حازم عبدالعظيم، اتفق الجميع على أن تنمية القطاع الإلكتروني تمثل أهمية كبيرة لتمكين منطقة الشرق الأوسط من القدرة على المنافسة في الساحة العالمية.

واختتم سيرف حديثه بالقول: “في الوقت الذي أصبحت فيه الكثير من الدول والحكومات والمجتمعات والأفراد مرتبطين بالإنترنت، ستكون هناك حركة جديدة من التطوير تؤثّر على الديموغرافيا والثقافة والمحتوى الذي سيعرض على الإنترنت.

* صخيفة الرياض السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى