الأخبار التقنية

عش عزيزاً 2

لقد سردت في الجزء الأول من عش عزيزاً ، العديد من قصص النجاح … لكنها كانت بوقتها مدوية في حين قراءتها ليس أكثر ، لأن السطور تبقى سطور إذا لم يترجمها دماغ القارئ إلى أفكار ومشاريع قابلة للتنفيذ ، ومن هنا وصلتني البارحة صورة مخطط زمني تبين تطور الويب وتقنيات الحاسب والإتصالات من عام 2000 إلى نهاية 2009 .

قد يتابع الكثير الأخبار ويسمع بها ، قيد يستخدم بعضها .. أو يستخدمها بشكل متأخر … فاستخدام التقنية في بادئ صدورها أمر قد يجلب الفائدة ويكون المستثمر سباقاً في كثير من الأحيان ، والقسم الآخر قد لايهتم بالجديد ويبقى مكانه يشرب القهوة .

دعونا ننتقل سويا بعيداً عن التكنولوجيا ونذهب إلى أهلنا في غزة ، فهناك السيول وهناك الاحتلال وهناك من يريد أن يقوم ببناء جدار فولاذي مع سابق الإصرار والتصميم ، لماذا نتابع الخبر … لماذا نتابع الأخبار أصلاً … ماذا نفعل بعد مشاهدة الأخبار …..

إن كان الشخص لايتابع الأخبار نهائياً فهناك مشكلة في انتمائه إلى هذه الأمة وهذا أمر خطير …

وإن كان يتابعها ويقوم بالدعاء المخلص النابع من حرقة قلب فهو يستحق أن يكون على عتبة الأبطال والعظماء …

وهناك قسم ثالث يريد تغير الباطل بلسانه وشئ من يديه ويملك مقومات عالمية كبيرة فهذا شرف له ، وإن كان البعض يشككون في نيتهم وهم جالسون يشربون الشاي في بيوتهم .. لكن هذا غير مهم فالله هو رب النيات والنوايا …

اعذروني على استطرادي ، لكن ذلك من صلب موضوعنا التقني “عش عزيزاً” ، فهناك الكثير من الأشخاص والمدونات على الشبكة تهتم بالأخبار ويصفون أنفسهم بال”تكنولوجيين” إن صح التعبير ، وهم يظلون تحت مظلة الهواية لايجدون مايكفيهم مادياً أصلاً ، وأنا لاألوم مواقع أخبار التكنولوجيا التي تسرد قصص النجاح أو أخبار التكنولوجيا. …. لكني أنصحهم إما التوجه إلى القطاع الإعلامي … ليصبحوا في ميدان الإعلام التقني كما هو حال في Aitnews بشكل احترافي ومرموق ، وهناك بعض المدونات والبودكاست الإعلامية الواعدة كما هو الحال في Hyperlinkpodcast.

ماذا يكون دورنا ؟؟؟ ماذا نفعل عندما نقرأ الأخبار التقنية ؟

لاشك أن هذا يتعلق بطبيعة متلقي الخبر فهناك مستثمر للتكنولوجياً ، وهناك مستخدم منزلي ، وهناك نسبة كبيرة ممن يسعون للعالمية بمشاريعهم وخصوصاً عندما أتيحت في السنوات الماضية البنية التي تساعدهم في ذلك من برامج مفتوحة المصدر وإنترنت ذو سرعات عالية …الخ ، ومن هنا نريد أن نتخيل مثالياً ليعصف بذهننا بعض الشئ ، دعونا نخيل العالم والتطورات والويب والشركات كلها بعجلة مثبتة بمحور وتنطلق بشكل سريع جدا .. هنا نريد أن ندخل مضمار هذه العجلة ونتسابق مع من في داخلها …

السباق برأي هو موضوع يحتاج للكثير من التفصيل والشرح ، لكننا نريد اليوم في هذه السطور التركيز على دخول العجلة فقط.

فالعجلة سريعة ومتسارعة بشكل مرعب .

وللسرعة قوانين فيزيائية ورياضية ، نريد أن نلم بهذه القوانين لكي ندخل هذه العجلة ، إذا كنا ندور ونتطور بسرعة 1 كيلو متر في الساعة ، والعجلة تدور بسرعة الضوء … فهل يمكننا الانضمام لهذه العجلة ؟؟؟

هنا يخطر ببالي سؤال مهم :

هل متابع الأخبار التقنية وأحوال الشركات والمنتجات كافي لدخولنا هذه العجلة ؟

إن متابعة الأخبار التقنية ليس كافياً لدخولنا هذا المضمار “العجلة العالمية” ، لكنه بنفس الوقت ضرورياً وبديهياً كجزء من الخطة الإستراتيجية ، لذلك هنا لابد من تشريح وتفنيد الأفكار التالية :

– متابعة الأخبار التقنية من الضروريات الحتمية لمتابعة مايجري داخل العجلة .
– طرح أوراق الأفكار الناجحة والمبتكرة على الطاولة ، وهذا لن يخرج إلا بمتابعة مايجري داخل العجلة ، وإلا ستصبح تفكر بما يربح منه غيرك في نفس الوقت .
– تفنيد الإمكانيات الحالية .
– إيجاد الحلول وتطوير الإمكانيات لإنجاح هذه الأوراق .
– التأقلم مع موضوع تكامل التقنيات Technology integration ، فهناك الكثير من الشركات تجني الأرباح على نجاحات شركات أخرى … إذا لاداعي لصناعة تويتر وفيسبوك جديد ، إذ أصبح الموضوع موضة ، كلما خرجت فكرة عظيمة وتألق أصحابها تعاد الكرة ويقلد الموقع بلغة ثانية للأسف في الغالب ماتكون عربية ، وفي النهاية تكلل بالفشل وإضاعة الوقت .
بل يجب هنا بناء تطبيقات تعتمد على هذه الأفكار ، أو أن تمتلك الجرأة بابتكار أفكار فريدة .

– عندما تصبح جاهز للانطلاق وتكون قد امتلكت سرعة جيدة يمكنك رمي نفسك في العجلة والبدء في السباق ، وهنا لا أدعو إلى الإسراع والتعجل ، ففي سباق جري المسافات الطويلة من أكبر الأخطاء الانطلاق بسرعة لأنه سيكون لذلك نتائج وخيمة ، فالتأخر حكم عديدة ، فالتحكم بالسرعة من إبطاء وإسراع في مجال تقنيات الأعمال أمر تسويقي بحت يتعرض للظروف والمنافسة وعنصر المفاجئة في هذا العالم السيبيري .

– أخيراً من وتلك السطور نستطيع أن نحدد إمكانيات وموقع أنفسنا من هذا العجلة – العالم السيبيري – ، الذي يتسارع بخطى مرعبة قد لايلاحظ الكثير حتى سرعة دورانها .

الكاتب : موفق جمال زكريا

زر الذهاب إلى الأعلى