دراسات وتقارير

توقعات بانتشار البث التلفزيوني عبر الإنترنت والهاتف النقال

نظراً إلى التحول الذي ظهر أخيراً على سلوكيات المستهلك نتيجة تطور وتبني عدد من التقنيات المختلفة، يشهد الواقع الإعلامي الذي يتسم بالتفاعلية والطابع الشخصي نمواً ملحوظاً. وقد جاء هذا السوق بالتحديد كنتيجة متوقعة لتقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية، إلى جانب الانتشار الواسع للشبكات والأجهزة ذات الكفاءة والقدرة العالية، التي كانت جميعها كفيلة بخلق سوق عمل جديد وحاجة ملحة لإعادة النظر بأهداف السياسات ذات العلاقة.

وفي هذا الشأن، أكد مدير السياسات وعلاقات القطاع التنظيمي لدى إريكسون رينيه سمر أن هذه التغيرات الجوهرية الحاصلة في عالم التكنولوجيا والأعمال تدعو إلى إجراء بعض التعديلات والتغييرات على أنظمة القطاع الموجودة حالياً، والتي غالباً ما تكون غير مترابطة.

وحول مسؤولية الهيئات التنظيمية في هذا الخصوص، أفاد سمر بأنه لا يجدر بهذه الهيئات السعي إلى تنظيم التكنولوجيا، بل عليها تنظيم الخدمات المرتبطة بها كلما لزم الأمر، وأضاف قائلاً “في مثل هذا العالم الحافل بالتقنيات، ليس من المنطق أن نقوم بتنظيم التقنيات. فمن شأن التركيز على أنظمة الخدمات أن يزيل العوائق والمزايا غير المنصفة لبعض التقنيات، وبالتالي إيجاد بيئة مستقرة ومتكافئة لجميع الأطراف المعنية”.

أما بالنسبة إلى صانعي السياسات، فيمكنهم إيجاد الانسجام والتوافق اللازمين بين الأنظمة والتشريعات الخاصة بالقطاعات المرتبطة بالإعلام كقطاع الاتصالات والمعلومات والإعلام والترفيه، وبالتالي توفير مساحة متكافئة لمختلف الأطراف، ليكون لها دور في السوق. وفي هذا الإطار، نصح سمر صانعي السياسات بتركيز جهودهم على الحد من المنافسة المزيفة بين قطاعات الاتصالات وشبكات الكوابل والإنترنت والبث الأرضي وشبكات الأقمار الصناعية.

هذا وقد دعا سمر القطاعات المترابطة إلى العمل يداً بيد مع مزودي ومجمعي المحتوى التلفزيوني والفيديو على حد سواء، لتعديل خدماتهم، بحيث تلبي رغبات المستهلك وحاجاته وسلوكه، وذلك لكي يتمكنوا من تقديم عروض تلفزيون وفيديو مرغوبة وناجحة. ولكي يتسنى تحقيق ذلك، قال سمر إنه لا بد على القطاع من مراجعة واستعراض الأنظمة الحالية التي تحكم العروض المطروحة في السوق بحيث تعكس واقع هذا القرن الرقمي، وحول هذا أضاف “نحن نؤمن في شركة إريكسون بأن للمنافسة والشفافية أهمية بالغة لتوفير البيئة المواتية لتحقيق النجاح”.

وما يؤيد آراء السيد رينيه الدراسة التي أجرتها شركة إريكسون في هذا الخصوص، إذ كشفت بأن المستهلك يستخدم المزيد من القنوات للتواصل، ولديه الآن أدوات وقنوات أكثر لاستقبال المواد الإعلامية والقيام بمهام عدة في الوقت عينه. وما يدل على ذلك ارتفاع عدد مستخدمي شبكات الاتصال عبر الإنترنت؛ ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال بلغ عدد مستخدمي مثل هذه الشبكات 85.9 مليون مستخدم يشكل المراهقون جزءاً كبيراً منهم.

هذا وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن 75% من المراهقين في الولايات المتحدة يستخدمون مواقع الشبكات المباشرة للتواصل عبر شبكة الإنترنت. ومما يثير الدهشة ما وجدته شركة إريكسون حول قضاء أحد مقدمي طلبات العمل للشركة، والذي يبلغ من العمر 21 عاماً، 10.000 ساعة في التحدث عبر الهاتف النقال، و3500 ساعة في التواصل عبر الإنترنت.

وهكذا أصبح المستهلك من العناصر القوية وذات الثقل في المحتوى المقدم عبر الإنترنت. ووفقاً لسمر، فقد تمكن المستهلك من تعزيز سيطرته على المحتوى الإعلامي الذي يتابعه، بحيث أصبح بإمكانه اختيار ما يريد متابعته في الزمان والمكان وعبر الجهاز الذي يريده، أي بمعنى آخر تخصيص استهلاك المواد الإعلامية.

وأشارت الدراسات إلى أن 45% من مستهلكي المواد الإعلامية في الولايات المتحدة يمتلكون محتوى إلكتروني عبر الإنترنت، وتشير تقديرات إريكسون أنه وبحلول العام 2020 سيكون هناك حوالي 50 مليار جهاز قابلة للتواصل. ومن المتوقع أن يرتفع حجم سوق الدفع عبر النقال سوق دفعات الهاتف النقال ليصل إلى أكثر من 600 مليار دولار بحلول العام 2013، وأن تصل تصل قيمة الإعلانات عبر شبكة الإنترنت إلى 50 مليار دولار بحلول العام 2012.

تجدر الإشارة إلى أن الاختيارات الفردية لا زالت تسيطر على بعض العلامات التجارية الضخمة في قطاع الإعلام، وبحسب دراسة أجرتها إريكسون يبقى الهاتف النقال الخيار الرئيس والأول. إن نتائج هذه الدراسة كفيلة بالتأكيد على توقعات إريكسون التي تشير بأن الجهاز النقال سيصبح الأداة الرئيسة للدخول على شبكة الإنترنت بحلول العام 2020. ومع النمو الاستثنائي في أعداد مستخدمي الشبكة، لا نزال نتطلع إلى القوة الناتجة من الجمع بين الإنترنت والأجهزة النقالة.

زر الذهاب إلى الأعلى