الأخبار التقنية

الى الآباء … احذروا محرك البحث الجديد بينغ

بعد اعلان مايكروسوفت عن اطلاق محرك البحث الجديد الخاص بها bing وكالمعتاد عكف الباحثون والتقنيون وحتى الأشخاص العاديون على تجربة محرك البحث الجديد والذي يوفر خصائص بحث متطورة وبخيارات شبيهة لتلك الموجودة في محرك البحث الشهير جوجل.

ومن خلال تجربتي لمحرك البحث الجديد وبعد دراسة للعديد من التقارير التي تحدثت عن ميزاته وعيوبه لفت انتباهي التحذير الذي نشره البعض تحت عنوان ” الوصول للمواقع الاباحية بات اسهل” ما دفعني لكتابة هذا المقال لتنويه الآباء للخطر المحيط بأبنائهم من امكانية استخدام محرك البحث الجديد.

حيث وبعد محاولتي القيام بعملية بحث باستخدام كلمة كنت متأكداً من أن نتائجها ستكون تتعلق بالاباحية ظهرت لي رسالة تفيد بأن بعض النتائج قد تكون ذات محتوى جنسي وأضافت خياراً للاستمرار بأنه يجب علي ايقاف خدمة البحث الآمن وعند ايقاف هذه الخدمة “بسهولة تامة” بدأت بعض المشاهد المشينة بالظهور ؛ وكما أعلنت مايكروسوفت أنه من خلال المرور بالماوس على مشهد الفيديو فانه يمكنني مشاهدته مباشرة فقمت بذلك وكانت النتيجة التي نعتبرها كمسلمين “كارثية” حيث بدأ الفيديو بالعمل بعرض مقطع فيديو اباحي.

قد يعارضني البعض ويقول بأن أبناءنا لن يحتاجوا لمحرك البحث بينغ للحصول على المقاطع الاباحية حيث أن جوجل ومحركات البحث الأخرى توفر امكانية البحث عن المحتوى الاباحي من خلال ايقاف خدمة التصفح الآمن التي نقوم جميعاً بتثبيتها في منازلنا ولكن الملاحظ هنا أن مايكروسوفت جعلت عملية الوصول لهذا المحتوى أسهل بكثير من غيرها، فعند استخدام جوجل يتوجب على الابن معرفة كيفية ايقاف خدمة التصفح الآمن للحصول على هذا المحتوى ولكن مايكروسوفت جعلت الأمر أسهل بكثير .

حقيقة لا أعلم ما اذا كانت مايكروسوفت تخطط لمعالجة هذه المسألة في أي التحديثات ، ولكن بغض النظر عما إذا كان الطفل يستخدم بينغ أو جوجل أو ياهو ، أو حتى أنه يعرف عناوين المواقع الاباحية ، فان الوسيلة الوحيدة لحماية الاطفال من الوصول الى هذا المحتوى هي بمراقبتهم ، أو منع الوصول لهذا المحتوى الاباحي.

قد تبدو عملية مراقبة أبناءنا مجدية للأطفال ولكنها لا تصلح مع أولئك الأكبر سناً. وأنا أنصح كافة الآباء بمراقبة أبنائهم عند منحهم أي جهاز به امكانية النفاذ المباشر للانترنت حيث أن للآباء الحق في فرض القوانين والقواعد لاستخدام الانترنت ويتوجب عليهم أيضاً فرض عقاب على أبنائهم عند دخولهم لمواقع محظورة، ولكن دعونا نواجه الأمر بواقعية أكثر فان للهرمونات الانسانية والفضول لدى البشر المفعول الكبير الذي يحدد سلوكياتنا حيث أن “كل ممنوع مرغوب” مما سيتسبب في جذب الأبناء لهذا المحتوى الاباحي ولا ننسى أيضاً أن عمليات بحث عادية قد يقوم بها الأطفال من الممكن أن تعود بنتائج اباحية مثل ما حدث معي عند البحث عن “باربي” مثلاً لذا يجب التروي أيضاً عند التعامل مع الأطفال في هذه المسألة المزعجة.

أخيراً يجدر بنا ألا ننسى برامج ترشيح المحتوى أو الفلترة والتي تقوم بعمل جيد في منع الوصول للمواقع الاباحية ، ولكن لم يتم حتى الآن معرفة من لديه القدرة ومن ليس لديه من منع المحتوى الموجود في بينغ بشكل كامل ولكن مطورو برنامج Safe Eyes أكدّوا من مقدرة تطبيقهم على منع كافة أنواع المحتوى الاباحي التي يقوم بينغ بعرضها خلال نتائج البحث الخاصة به، أما شركة نورتون فقد أفادت بأنها تفتقد القدرة لغاية الآن عن امكانية المنع لهذا المحتوى وهذا حال العديد من شركات الحماية الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى