أخبار قطاع الأعمال

الإشارات الصادرة من أبراج الاتصالات المتنقلة ليست خطرة

نظمت هيئة تنظيم الاتصالات مؤخراً ندوة حول هذا الموضوع، وقد حضر هذه الندوة ممثلون عن وزارة شئون البلديات والزراعة، قوة دفاع البحرين، وزارة الداخلية، هيئة تنظيم الاتصالات، شركات الاتصالات، الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية (الهيئة العامة للبيئة) والمجالس البلدية للاستماع إلى ثلاثة أساتذة بشأن أهمية موضوع الإشارات الصادرة من أبراج الاتصالات المتنقلة وتقنيات الاتصالات الأخرى.

إن أول الاستخدامات الرئيسية لخدمات الاتصالات اللاسلكية كانت لأغراض التطبيقات العسكرية وخدمات البث الإذاعي التلفزيوني. إن ظهور شبكات الهاتف المتنقل أدى إلى زيادة عدد محطات الاتصالات المتنقلة بالقرب من المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات والأماكن العامة الأخرى. ومع طرح التقنيات اللاسلكية الحديثة، مثل البلوتوث وخدمات الإنترنت اللاسلكية Wi-Fi و WiMAX والتي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية، فقد أثيرت العديد من التساؤلات عن تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة من الهوائيات التي تستخدمها هذه التقنيات على الصحة البشرية.

أدت بعض المقالات والتقارير الصحفية التي تظهر آراء متعارضة حول إحتمال أن يكون لهذه الإشعاعات آثار صحية ضارة وعدم استناد هذا الأمر دائماً إلى مصادر موثوقة، إلى قلق في أوساط الجمهور.

وقد أوضح الأساتذة أنه بعد إنفاق أكثر من 300 مليون دولار على الأبحاث ونشر أكثر من 10,000 ورقة، فإنه لا يوجد أي دليل موثوق به على أن الإشارات الصادرة من أبراج الاتصالات المتنقلة المتوافقة مع المعايير المتفق عليها دولياً والتي تعتمدها أكثر من 40 دولة في العالم، تضر بصحة الناس.

وقد أشير إلى البيان التوضيحي الذي أدلت به منظمة الصحة العالمية وهو: “بالنظر إلى مستويات التعرض المنخفضة جداً ونتائج الأبحاث التي جمعت حتى الآن، فإنه لا يوجد أي دليل علمي مقنِع على أن إشارات الترددات الرديوية الضعيفة الصادرة من محطات الاتصالات المتنقلة والشبكات اللاسلكية لها آثار صحية ضارة”.

وقال البروفيسور مايكل ريباتشولي من جامعة روما (الرئيس الفخري للهيئة الدولية للوقاية من الإشعاعات غير المؤينة ICNIRPالمنبثقة عن الأمم المتحدة والتي تُعتمد توصياتها من قبل منظمة الصحة العالمية): ” أن حدود مستويات إشارات الترددات الراديوية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية هي أقل بخمسين مرة من المستوى الذي لا يوجد دليل على أنه يضر بصحة الإنسان.” وتابع البروفيسور ريباتشولي حديثه قائلاً: “تم إجراء أبحاث دولية ووطنية كبرى وأفادت نتائج هذه الأبحاث أنه لا يوجد أي دليل مقنِع على أن التعرض للترددات الراديوية يزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان، وحتى عند مستويات أعلى بكثير من مستويات الإشعاعات الصادرة من محطات الاتصالات المتنقلة والتقنيات اللاسلكية”.

وقال البروفيسور د. وهيب الناصر (أستاذ الفيزياء في جامعة البحرين، رئيس القسم العربي للجمعية العالمية للطاقة الشمسية (ألمانيا)، ورئيس المنظمة العالمية للطاقة للشرق الأوسط) خلال العرض الذي قدمه: “كيف يمكن للناس أن يصدقوا أفراداً غير مؤهلين والشائعات بدلاً من تصديق الأدلة القاطعة من العلوم ونتائج الأبحاث؟ كلما كثر استخدام أبراج الاتصالات المتنقلة من قبل مشغل ما، كلما انخفضت مستويات الطاقة اللازمة للوصول إلى أجهزة الهواتف المتنقلة وكذلك الطاقة اللازمة للأجهزة أنفسها. إن زيادة عدد الأبراج فقط يقلل مستويات الإشعاعات المنبعثة”.

وقال رئيس قسم مراقبة التلوث في الهيئة العامة للبيئة السيد ميرزا خلف، مخففاً من مخاوف الجمهور: “إن البحرين هي أول دولة في المنطقة تصدر معياراً للإشعاعات الصادرة من المجالات الكهرومغناطيسية يتوافق مع المعيار الذي تتبعه الهيئة الدولية للوقاية من الإشعاعات غير المؤينة ICNIRP والتوصيات التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية. ووفقاً لجميع القياسات التي أجريناها، فقد تبين أن مستويات الإشعاعات الصادرة من محطات الاتصالات المتنقلة أقل بكثير من المعايير”.

وقال مدير عام الهيئة السيد ألن هورن: “إن الهيئة قامت بشراء المعدات اللازمة لرصد مستويات الإشارات وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة وستواصل رصد مستويات الإشارات الصادرة من جميع المصادر التي تشمل الطيف الترددي للاتصالات الراديوية. وسيتم تحديث التقارير بانتظام على الموقع الإلكتروني للهيئة. وسوف ترصد الهيئة بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة عن كثب مستويات الإشارات لضمان بقاء مستويات الإشعاعات الصادرة من أبراج الاتصالات المتنقلة أقل بكثير من الحد الأقصى للمستوى المحدد في المعيار المنشور. وتعمل الهيئة كذلك مع وزارة شئون البلديات والزراعة، الهيئة العامة للبيئة وشركات الاتصالات لضمان أن تتضمن اللائحة التنظيمية حول المشاركة في أبراج الاتصالات المتنقلة الصادرة عن الهيئة نتائج إيجابية من حيث تأثير شكل الأبراج على عامة الناس. وتود الهيئة أن تكون أبراج الاتصالات المتنقلة المثبتة على أسطح المباني والأبراج المثبتة على الأرض تتلائم وبشكل أفضل للبيئة المحيطة بها”.

وأعطى مدير شئون التراخيص والعمليات بالهيئة السيد فيليب هاريس لمحة عامة عن القياسات التي أجرتها الهيئة لمستويات الإشارات، حيث تم قياس 13 موقعاً حتى الآن وتبين أن جميع إشارات ترددات الاتصالات أقل بكثير من الحد المسموح به.

وحول نفس الموضوع، خلصت مجموعة الخبراء المستقلة المكلفة بالهواتف المتنقلة في المملكة المتحدة في تقريرها (تقرير ستيوارت) إلى القول: “إننا نخلص إلى القول إلى أن هناك خطر كبير على الصحة ناشئ عن تقنية الهواتف المتنقلة، أي من خلال زيادة حوادث المركبات عند استخدام الهواتف المتنقلة. وتشير الأدلة إلى أنه لا يوجد أي خطر عام على صحة الناس الذين يعيشون بالقرب من محطات الاتصالات المتنقلة حيث أن التعرض ليس سوى أجزاء صغيرة من الإرشادات.”

واختتم المشاركون بورشة العمل بالاتفاق على مجموعة من التوصيات، من بينها؛ قيام الهيئة بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة بمواصلة رصد مستويات الإشارات ونشر النتائج وقيامها كذلك بالتعاون مع وزارة شئون البلديات والزراعة والهيئة العامة للبيئة بتشجيع المشغلين للاستفادة من اللائحة التنظيمية حول المشاركة في أبراج الاتصالات المتنقلة لتخفيف مخاوف الجمهور من الأبراج التي قد تضر بشكل البيئة المحيطة بها واستخدام المزيد من التصاميم الصديقة للبيئة تدريجياً للتقليل من تأثير شكل الأبراج وكذلك تشجيع البلديات لمباشرة الطلبات المعلقة لتركيب محطات الاتصالات اللاسلكية. وأخيراً تم الاتفاق على ضرورة القيام بحملة توعية مستمرة لضمان توفير المعلومات المناسبة لعامة الناس بشأن حقائق الإشارات الصادرة من أبراج الاتصالات المتنقلة حتى يتمكنوا من إدراك الشائعات التي لا سند لها.

زر الذهاب إلى الأعلى