أخبار قطاع الأعمال

«اتصـالات» تطـوّر نظـم الرقابـة والتدقيق الـداخلية

قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، محمد عمران، إن «المؤسسة دعمت نظم التدقيق والرقابة الداخلية فيها بعد اكتشاف اختلاس موظفة مبلغ 27 مليون درهم العام الماضي، وذلك بهدف منع تكرار حوادث مماثلة مستقبلاً».

وأكد أن «اتصالات» أجرت متابعة شاملة لكل القطاعات بعد اكتشاف حالة الاختلاس، وتم التأكد من أن هذه الحالة هي الوحيدة من نوعها، وأنه لا توجد حالات اختلاس أخرى داخل المؤسسة»، مشيراً إلى أن المؤسسة اكتشفت ضعفاً في نظام الرقابة الداخلية في ذلك الحين، وتم تقويته ولا يوجد نظام كامل 100٪ للرقابة في أي جهة».

وقال رئيس «اتصالات»، في حديث لقناة «العربية»، إن «دخل (اتصالات) السنوي يتجاوز 25 مليار درهم، وإن المؤسسة استرجعت المبلغ المختلس بالكامل في حينه، كما تم التحقيق مع الموظفة المختلسة وتحويلها الى النيابة، ثم جرت إحالة الموضوع إلى الجهات الأمنية المعنية»، لافتاً إلى أن «الموضوع شكل صدمة داخل المؤسسة، خصوصاً أن (اتصالات) معروفة بأنها منضبطة تماماً من النواحي المالية والإدارية».

توزيع الأرباح

ومن جانب آخر، قال عمران إن «المؤسسة وزعت أرباحاً على المساهمين بما فيها الحكومة بلغت 11 مليار درهم خلال السنوات الأربع الماضية فقط، وهو ما يوازي نصف ما تم توزيعه منذ إنشاء الشركة في السبعينات وحتى عام ،2004 والذي يقدّر بنحو 22 مليار درهم».

وأكد أن «اتصالات» رفعت من قدراتها وكفاءتها خلال السنوات الماضية بشكل لافت، حيث تقدر نسبة النمو في الدخل والأرباح والخدمات التي تقدمها «اتصالات» بـ25٪ بين عامي 2004 و2008 مقابل 12٪ فقط بين عامي 2000 و2004».

هيئة التنظيم

وأوضح أن «هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات لا تحابي (اتصالات)، بل على العكس من ذلك نشعر في بعض الأحيان أن هناك محاباة للمشغّل الثاني».

وأضاف أن «هيئة تنظيم الاتصالات هيئة جديدة، وهي بحاجة إلى خبرات أكثر في التعامل في قطاع الاتصالات»، مشيراً إلى أنه من المتعارف عليه عالمياً فرض حماية للمشغل الثاني لمدة لا تتجاوز أربعة أشهر، ثم ترك السوق لقوى المنافسة، وهو ما لم يحدث حتى الآن في الإمارات».

وأكد في الوقت ذاته ترحيب المؤسسة بالمنافسة، متوقعاً فتح الباب في المستقبل لشركة اتصالات ثالثة للعمل في الدولة، موضحاً أن «مناخ المنافسة جيد في الإمارات، وأن عصر الاحتكار قد انتهى ولا يمكن العودة له مطلقاً».

وتابع عمران «قد لا يشعر المستهلك بأثر المنافسة بشكل كامل في الدولة، لأن هناك تحكماً من جانب الهيئة في أسعار التجزئة، إلى جانب أن (اتصالات) لديها شبكة تعد من أفضل الشبكات في العالم من ناحية الجودة، وهذه الجودة لها سعر بالطبع»، مؤكداً في الوقت ذاته أن تكلفة خدمات المؤسسة تعد من أرخص التكاليف على مستوى المنطقة بأكملها». وكشف أن هناك مباحثات حالياً مع هيئة تنظيم الاتصالات من أجل فتح شبكة «اتصالات» أمام مشتركي «دو» وفتح شبكة «دو» أمام مستخدمي «اتصالات»، مشيراً إلى أن «هذا هو الوضع الطبيعي السائد في العالم وانه لا توجد عوائق لتحقيق ذلك، بل يأخذ الأمر وقتاً فقط».

استثمارات خارجية

وأفاد بأن «استثمارات (اتصالات) الخارجية تفوق 18 مليار درهم»، نافيا أن التوسع في الاستثمارات الخارجية قلل من عوائد الشركة، موضحاً أنه «من الطبيعي أن تستثمر (اتصالات) في بعض الدول المجاورة بالرغم مما يراه البعض من خطورة الوضع السياسي في بعض هذه الدول».

وأشار إلى أن «الإمارات لها علاقات جيدة للغاية مع مختلف دول المنطقة، ما وفّر حماية لاستثمارات (اتصالات) بالرغم من تغيير الحكومات مرات عديدة في بعض هذه الدول، فضلاً عن أن الاستثمار في هذه الدول يحقق عوائد كبيرة على المدى الطويل، بينما لا تزيد عوائد الاستثمار في بعض الدول الغربية عن 5٪».

وبين أن «المؤسسة تدرس حالياً بعض فرص الاستثمار الخارجي في المنطقة العربية والدول المحيطة، كما أن لديها اهتماماً بالاستثمار في أسواق الجزائر وسورية»، مؤكداً أن «اتصالات» باقية في أفغانستان وباكستان، لافتاً إلى وجود 80 مليون مشترك مع «اتصالات» في 18 دولة.

وتوقع حدوث تحالفات واندماجات بين شركات الاتصالات في المنطقة العربية لمواجهة الأزمة العالمية.

ولفت إلى أن «اتصالات» تتوقع مليون مشترك في العام الأول لبدء شبكتها في إيران، مضيفاً «تحمسنا للعمل في إيران لأسباب تجارية بحتة، حيث توجد إمكانات نمو كبيرة، خصوصاً أن الرخصة تتيح استخدام خدمات الجيل الثالث والانترنت».

وأشار إلى أن «(اتصالات) هي المؤسسة الوحيدة في العالم التي تمتلك سفناً لتمديد الكابلات الخاصة بالانترنت»، موضحاً أن «تكلفة امتلاك السفن أقل بكثير من استئجار سفن في حالة وجود عطل، كما توجد عقود مع شركات في دول عربية والهند وإيران لاستخدام السفن نظير مبلغ مقطوع، فضلاً عن عائد مالي جيد نظير خدمات الإصلاح».

وأقرّ بأن المساهمة الاجتماعية لمختلف المؤسسات في المنطقة العربية لاتزال ضعيفة بالرغم من وجود مساهمات كبيرة لـ«اتصالات» في المجال الاجتماعي، لافتاً إلى ضرورة تنمية هذا الإسهام وتنمية الوعي بالعمل الاجتماعي في المنطقة العربية.

واختتم عمران حديثه بالقول «إن (اتصالات) غطت 25٪ من مساكن الإمارات بشبكة الألياف الضوئية المتطورة، والمتوقع استكمال الشبكة خلال عامين فقط، بينما سيتم تغطية أبوظبي بكاملها بالشبكة نهاية العام الجاري، ما يتيح خدمات التلفزيون عالي التعريف والانترنت عالي السرعة وألعاب الفيديو وغيرها».

«اتصالات» والأزمة

قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، محمد عمران إن «(اتصالات) لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية، مرجعاً ذلك إلى تحفّظها في الحصول على تمويل مصرفي، حيث تستخدم الأموال الموجودة لديها بدلاً من الاقتراض من الخارج، كما تستخدم أموال البنوك بشكل بسيط وحذر، ما ساعد على حمايتها من تأثيرات الأزمة»، لافتاً إلى أن «التأثر الأكبر كان من نصيب الشركات التي تعتمد على التمويل المصرفي بشكل أكبر».

زر الذهاب إلى الأعلى