أخبار قطاع الأعمال

الدول الأفريقية مهتمة بالاستفادة من التجربة العربية لتأسيس شبكة نقل وإدارة التكنولوجيا

تختتم اليوم الخميس الموافق 7 مايو، في العاصمة السنغالية داكار، فعاليات المؤتمر الإقليمي الثالث لإدارة التكنولوجيا في أفريقيا، بمشاركة حوالي 425 خبيرا أفريقيا وعربيا ودوليا، تحت عنوان: “المعرفة طريق أفريقيا للإندماج في الاقتصاد الدولي”، الذي عقد خلال الفترة من 4 – 7 مايو الجاري، برعاية الحكومة السنغالية والرئيس عبد الله واد، وبالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي. صرح بهذا الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.

قال الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، خلال كلمته في المؤتمر الإقليمي الثالث لإدارة التكنولوجيا في أفريقيا حول “الخبرة المؤسسية في نقل وإدارة التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة”، أنه قام بتقديم التجربة العربية، ممثلة في المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، التي تعد من التجارب الرائدة في نقل وإدارة وتطوير التكنولوجيا، وإن كانت المؤسسة إماراتية المقر، إلا أنها عربية التوجه، وتنفذ أنشطة في أكثر من 18 دولة عربية، ولها مكاتب في منطقة الخليج وبلاد الشام وشمال أفريقيا. موضحا أن هذه التجربة يمكن أن تستفيد منها الكثير من الدول الأفريقية، لأن عناصر عديدة من ظروف الدول العربية النامية تتشابه، مع ظروف الدول الأفريقية. موضحا أن أفريقيا قارة ثرية بالموارد الطبيعة والبشرية، ولكنها لم توظف بعد التكنولوجيا بالصورة الاقتصادية، وهو الأمر الذي لا يؤدي للاستغلال الأمثل لهذه الثروات. موضحا أن نوعية التكنولوجيا المستخدمة في الدول الأفريقية يجب أن تتسم بالخصوصية، وتلبية الاحتياجات المحلية للمجتمعات الأفريقية.

ودعا الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار إلى تبني مشروع طموح يحمل عنوان “التكنولوجيا من أجل الفقراء”. موضحا أن هذا المشروع هدفه نقل وتطوير وتوطين حلول تكنولوجية، تناسب خصوصية المجتمعات الأفريقية المحلية، وتساهم في تحويل الأفكار الخلاقة إلى شركات تكنولوجية واعدة وناشئة. مشيرا إلى أن هناك النموذج الإبتكاري الذي تطبقه المؤسسة في الدول العربية، والذي يراعي خصوصية المجتمعات الفقيرة والنامية، ويعمل على توظيف الإبتكار التكنولوجي، لتوفير حلول تكنولوجية، ذات سمات تنافسية من حيث السعر والجودة، بما يتناسب مع القوة الشرائية المحدودة للمواطنين، وتم عرض عناصر هذا النموذج الإبتكاري، المعني بتطوير سياسات العلوم والتكنولوجيا، وتطوير البحوث والدراسات، واستخراج الإبتكار، والتنمية البشرية، لبناء مجتمع واقتصاد المعرف، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التكنولوجية والصناعية الواعدة.

أكد رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، أن أهم جانب يجب دعمه، يتمثل في تحويل الأفكار الإبتكارية إلى شركات تكنولوجية واعدة، سواء كانت من الحجم الصغير أو المتوسط. مؤكدا أن هذه النوعية من الشركات تناسب ظروف البيئات المحلية في الدول العربية والأفريقية. كما أنها تستوعب أعدادا ضخمة من العمال، بجانب قدرتها على نقل وإدارة وتطوير التكنولوجيا، التي توظفها موضحا أن هناك مجالات ذات أولوية لنقل وإدارة وتطوير التكنولوجيا بالنسبة للمجتمعات النامية، منها: المشاريع ذات الصلة المباشرة باستغلال: الثروة الحيوانية، الأراضي الزراعية والحاصلات الزراعية، الثروة السمكية، الطاقة، فرص التصنيع الزراعي والغذائي، التعليم، الرعاية الصحية، إنتاج الأمصال الطبية للوقاية من الأمراض المتوطنة، إنتاج الورق، تشييد الطرق، تأسيس صناديق رأس المال المبادر، بناء محطات تنقية المياه، وحفر آبار المياه الجوفية، وبناء سدود صغيرة، مد شبكة الألياف الضوئية، دعم شبكات المياه والري، بناء شبكات الكهرباء، وبناء المدارس التكنولوجية.

قال الدكتور محمد عثمان جان، أمين عام الأكاديمة السنغالية للعلوم والتكنولوجيا أن الاستفادة من الخبرة العربية ممثلة في المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ومنظومتها الإبتكارية، التي ثبت نجاحها، تعد دليل قوي على اقتناع الدول الأفريقية الاستفادة من خبرات الدول العربية، خاصة الرائدة منها في نقل التكنولوجيا. موضحا أن الظروف في الدول الأفريقية تتشابه كثيرا مع الدول العربية، إذ تختلف الظروف السياسية والاقتصادية، وسياسات العلوم والتكنولوجية، ولكن النموذج الذي تقدمه المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجية لبناء مجتمع واقتصاد المعرفة، يجعل الدول الأفريقية متحمسة للانتقال من مرحلة المبادرة إلى التنفيذ والمؤسسات فيما يتعلق بإدارة المعرفة والتكنولوجيا لدمج الاقتصاديات الأفريقية في الاقتصاد العالمي. وأنهم يعتبرون نموذج المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، النموذج الأكثر واقعية والأقرب للتعاون العربي الأفريقي في المرحلة القادمة. ومن المخطط تأسيس شبكة أفريقية لإدارة التكنولوجيا عبر الدول الأفريقية، ويمكن الاستفادة فيها بخبرة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.

في سياق متصل، أكد الدكتور سيدو باري ممثل البنك الإسلامي للتنمية في كلمتة في الجلسة الافتتاجية للمؤتمر ان الشراكة الاستيراتيجية بين البنك الإسلامي والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تعتبر نموذجا ناجحا، خاصة وأنها تنفذ برامج لخدمة سياسات العلوم والتكنولوجيا في الدول العربية، وتعد بمثابة تعبير حقيقي عن المعجزة الاقتصادية والتكنولوجية لبناء مجتمع واقتصاد المعرفة، الذي تحقق في بعض الدول العربية. مشيرا إلى قيام المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بتنظيم الملتقى العربي السادس للاستثمار في التكنولوجيا، في مصر، برعاية رئيس الورزاء المصري الدكتور أحمد نظيف، خلال الفترة من 12-14 مايو الجاري، وهو التجمع العربي الوحيد الذي يجمع أصحاب رأس المال المستثمرين مع أصحاب الأفكار الخلاقة والمشاريع التكنولوجية الريادية، للمساهمة في بناء مجتمع المعرفة العربي، ويشارك فيه أكثر من 200 شركة ومستثمر.

يذكر أن هذا المؤتمر نظمه المركز الأفريقي لنقل التكنولوجيا، ومؤسسة نقل التكنولوجيا الأفريقية، والأكاديمية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا بالسنغال، بالتعاون مع حكومة السنغال. وشارك فيه عشرات المنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية العربية والأفريقية والدولية المعنية بنقل التكنولوجيا، منها البنك الأفريقي للتنمية، والاتحاد الأفريقي، واللجنة الاقتصادية بالأمم المتحدة لأفريقيا، وغيرها من المؤسسات. وتناولت جلسات المؤتمر موضوعات اقتصادية مهمة ذات صلة بمجالات الاتصالات، الطاقة، الصناعة، النقل، دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكان هذا المحور الأهم. كما ركزت الفعاليات على قضايا التعليم والتدريب، الصحة، الأمن الغذائي، التوظيف، قضايا الشباب والمرأة والفقر، والتغير المناخي، والتصحر، التلوث، والحكم الجيد، وتنمية البنية الأساسية، والشراكة الاقتصادية، وتنمية القدرات الإنتاجية الصناعية، وتطوير سياسات العلوم والتكنولوجيا، عبر المدن التكنولوجيا، والحاضنات، والجامعات العلمية والمراكز الأكاديمية، والمدن الإبتكارية، والنانوتكنولوجي والبايوتكنولوجي، وحماية حقوق الملكية الفكرية، والتكنولوجيا الجديدة والمتجددة، وتطبيق المعايير الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى