أخبار قطاع الأعمال

شركات خدمات المحمول بنظام الشبكات الافتراضية تشق طريقها إلي المنطقة

شهدت سلطنة عمان إطلاق أول شركة لتقديم خدمات التليفون المحمول بنظام “الشبكات الافتراضية” Mobile Virtual Network Operator (MVNO). تحمل الشركة الجديدة اسم “فريندي” Friendi فيما يتوقع أن يتم تدشين الشركة الثانية قريباً وهي تحمل اسم “رنة” Renna.

مشغلو “الشبكات الافتراضية” هو مفهوم يقصد به تلك الشركات التي لا تمتلك شبكات اتصالات، وإنما تعتمد في تقديم خدماتها لعملائها، علي شبكات الشركات القائمة بالفعل. وسوف تعتمد الشركتان: “فريندي” و”رنة” علي شبكات شركة “عمانتل” الحكومية Omantel، التي تقدم خدمات الاتصالات المحمولة والثابتة. تجدر الإشارة إلي أن حصة شركة “عمانتل” في سوق الهاتف المحمول قد شهدت تراجعا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، في مقابل النمو الذي حققته شركة “نورس” Nawras وهي المشغل الثاني لخدمات الاتصالات المحمولة في عمان.

وتشير توقعات “انفورما تليكومز آند ميديا” -وهي كبرى المؤسسات العالمية في مجال البحوث والمؤتمرات وتقديم الخدمات الإستراتيجية لصناعة الاتصالات ووسائل الإعلام- إلي أن أفضل الخيارات المتاحة أمام شركات الاتصالات الجديدة من مشغلي “الشبكات الافتراضية” خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي الست، هي أن تركز علي الجاليات الأجنبية والعمالة الوافدة وهي قطاع كبير الحجم. يضم المجلس كلا من الكويت والبحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان والسعودية.

وحسب إحصاءات الأمم المتحدة فقد بلغ إجمالي الوافدين لدول مجلس التعاون الخليجي 12.8 مليون نسمة في عام 2005 أي ما نسبته 36% من إجمالي السكان. ويحتل مواطنوا دول جنوب آسيا النصيب الأكبر من هذا العدد حيث تأتي الجالية الهندية في المقدمة كصاحبة العدد الأكبر من الوافدين، في حين توجد جاليات ضخمة أيضا من بنجلاديش وباكستان والفيليبين وسيريلانكا.

وقال ماثيو ريد، المحلل الرئيسي لأسواق الاتصالات في الشرق الأوسط وأفريقيا، بشركة انفورما تليكومز آند ميديا: “إن تقديم خدمات الاتصالات التي تلبي اهتمامات واحتياجات وتتناسب مع ثقافة الجاليات الأجنبية في منطقة الخليج يمكن أن يمثل فرصا كبيرة أمام شركات الاتصالات المحمولة “الخليوية” من مشغلي “الشبكات الافتراضية” في الشرق الأوسط. فتستطيع تلك الشركات أن تتميز عبر تقديم خدمات المعلومات والمحتوي بلغات هؤلاء الوافدين وكذلك مراكز خدمة العملاء. وأضاف ماثيو ريد أن عددا كبيرا من هؤلاء الوافدين ربما تجتذبهم أيضا التخفيضات والعروض الخاصة بأسعار المكالمات “محليا ودوليا”، وهو ما يجب أن تضعه تلك الشركات في الاعتبار.

وتري شركة انفورما تليكومز آند ميديا أن كافة الأطراف المهتمة بسوق الاتصالات علي مستوي المنطقة، سواء كانت شركات اتصالات أو أجهزة تنظيم مرافق الاتصالات وكذلك الشركات المهتمة بالعمل في هذا المجال سوف تتابع عن كثب التطورات علي ساحة شركات الاتصالات من مشغلي “الشبكات الافتراضية” في سلطنة عمان. ولدي الأردن حاليا تشريع حديث لتنظيم عمل شركات الاتصالات من مشغلي “الشبكات الافتراضية”، هذا علي الرغم من أنه لا توجد شركة من الشركات الثلاث العاملة في مجال تقديم خدمات الاتصالات الخليوية في المملكة الأردنية غير راغبة حتى الآن في استضافة مشغلي “الشبكات الافتراضية” علي شبكاتها. كما أن البحرين وتركيا تدرسان حاليا إصدار تشريعات تنظم العمل في مجال مشغلي “الشبكات الافتراضية.

وعلي الرغم من كل ذلك فإن سوق خدمات الاتصالات الخليوية عبر مشغلي “الشبكات الافتراضية” سيظل متوسط الحجم علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا ربما لبعض الوقت. وحسب تقديرات انفورما تليكومز آند ميديا فإن عدد المشتركين في خدمات الاتصالات الخليوية عبر الشبكات الافتراضية وموزعيها نحو 2.65 مليون مشترك علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا بنهاية العام الحالي، ليرتفع إلي 3.77 مليون مشترك بنهاية عام 2013 ومن المحتمل أن تظل جنوب إفريقيا أكبر أسواق مشغلي الشبكات الافتراضية في المنطقة.

وحسب دراسة أجرتها انفورما تليكومز آند ميديا، فإن السياسات التي ينتهجها مشغلو الشبكات الافتراضية في ترويج خدماتها يمكن تصنيفها علي النحو التالي:

• الخصومات السعرية والعروض الترويجية
• استهداف شرائح أو تجمعات معينة من السوق
• خدمات متكاملة تضاهي تلك التي تقدمها الشبكات المضيفة
• خدمات فائقة الجودة في مجال نقل المعلومات والترفيه
• تقديم خدمات تجمع ما بين التليفون الثابت والخليوي
• خدمة تحديد الموقع الجغرافي
• التركيز علي خدمة الشركات وقطاع الأعمال
• الإعلانات.

وغالبا ما تركز الخدمات التي تستهدف جماعات بعينها على مجموعات عرقية أو وطنية مثل الوافدين الأجانب أو المواطنين من ذوي الأصول الأجنبية مثل ذوي الأصول التركية في ألمانيا أو المواطنين القادمين من شمال أفريقيا في فرنسا وبلجيكا.

وبحسب “انفورما تليكومز آند ميديا” فإن الخدمات التي تركز على جماعات بعينها هي ثاني أكبر فئة في خدمات التليفون المحمول بنظام “الشبكات الافتراضية” حيث وصلت نسبتها إلى 20.2% من خدمات التليفون المحمول بنظام “الشبكات الافتراضية” على مستوى العالم في عام 2007.

وتقدم خدمات التليفون المحمول بنظام الشبكات الافتراضية أيضا فرصة للشركات من القطاعات الأخرى – مثل محال بيع السلع بالتجزئة – ليدخلوا سوق خدمات الاتصالات. ففي الشرق الأوسط عادة ما تباع أجهزة ومستلزمات التليفون المحمول من خلال بائعي تجزئة مستقلين وليس من خلال شركات التشغيل. وبدخول خدمات التليفون المحمول بنظام الشبكات الافتراضية يمكن لهؤلاء الباعة أن يتوسعوا بشكل كبير ليقدموا خدمات إتصالات مستفيدين بعلاقتهم مع العملاء.

ولقد كانت محال التجزئة الأخرى مثل “السوبرماركت” من بين أنجح مشغلي خدمات التليفون المحمول بنظام الشبكات الافتراضية في أوروبا، ويمكن أن يتم نقل هذه الخبرة إلى الشرق الأوسط. إن سلسلة متاجر كارفور وإيكيا Ikea والتي لها تواجد في دول مجلس التعاون الخليجي، تُشغل خدمات التليفون المحمول بنظام الشبكات الافتراضية في أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى