دراسات وتقارير

فتيات هندسة جامعة عين شمس يفزن بالمركز الاول لمسابقة لكأس التخيل

خالد البرماوي – البوابة العربية للأخبار التقنية- : لم يكن مشهد متكرر ولا متوقع بالنسبة لاغلب الحاضرين.. عندما أعلنت لجنة التحكيم عن فوز فريق كلية الهندسة بالجائزة الأولي للتصفيات المحلية لمسابقة ” كأس التخيل Imagine Cup” العالمية في شهر يوليو التي تعد اكبر مسابقة تكنولوجية من نوعها في العالم.. سبب الدهشة التي انتابت الجميع تعود إلي أن الفريق الفائز مكون من 4 فتيات ومحجبات أيضا.. وما زاد الأمر دهشة إن مشروعهم الفائز لم يكن حول استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمرأة ولم كذلك حول موقع يقدم خدمات للأمومة والطفولة مع احترامنا لهذه المشروعات.. بل كان مشروع يتعرض لمشكلة اختناقات المرور في مصر بحلول تكنولوجية أكثر ما يميزها ملائمتها لمصر ولامكانيات الدول النامية وروح الابتكار التي برزت من بنات أفكار فتيات هندسة عين شمس.
رغم إن المسافة من حي مصر للجديدة إلي حي المهندسين لا تتعدي 20 كيلو متر إلا إنها تستغرق في المتوسط من ساعة إلي ساعة ونصف وتقول مي مدحت عضو مشروع OTS لتحقيق سيولة مرورية :” استغرق يومياً نصف الوقت في المواصلات كي أصل إلي الجامعة والحال هكذا مع بقية زملائي فكان تفكيرنا في حل تكنولوجي لمساعدة الناس على تجنب الاختناقات المرورية وذلك من خلال معرفة حالة المرور مسبقا”.

وتأخذ طرف الحديث منها يمني محمود وتقول نهال فارس من خلال فكرة المشروع نقدم حلا رخيصا مفتوحا يمكن استخدامه من الحركة ويمكنه التكيف مع أي تغييرات مناخية حيث يمكن استخدامه فى العديد من البلدان بتكلفة أقل كثيرا من أنظمة مراقبة المرور التقليدية.

لا تمتلك اغلب البلدان النامية مثل مصر الموارد الكافية لبناء نظام مراقبة مرورية متكامل خاصة وأن هذه الدول لا تمتلك الخرائط الجغرافية الدقيقة. وتوضح قائلة نستهدف بهذا الحل البلدان النامية، والتي لا يمكنها تحمل نفقات أنظمة الرقابة المرورية التقليدية للتحكم فى الاختناقات المرورية.
وتري مي وفيق عضو ان الاختناقات المرورية هى أحد المصادر الرئيسية لتلوث البيئة، كما أنها من أكثر أسباب إهدار موارد الطاقة والتي تؤثر على الاقتصاد العالمي، وتسبب عوادم السيارات الكثير من الأمراض مثل الربو وجميع أعراضه.

النهائيات في مصر

الاهتمام البالغ بالدورة السابعة من مسابقة” كأس التخيل Imagine Cup 2009″ التي تنظمها سنوياً مايكروسوفت وترعاها رسمياً منظمة “اليونسكو”.. يعود لعدة أسباب أهمها إن مصر سوق تستضيف النهائيات العالمية يونيه القادم بعد إن استطاعت أن تحسم المنافسات التي كانت دائرة حول الدولة التي تستضيف الحدث لعام 2009وحسمت النتيجة بصعوبة بعد أن احتدمت المنافسة مع دولة لها ثقلها مثل روسياً وأمريكا حسب ما قاله احمد عادل مدير قطاع المطورين الذي أكد إن مسابقة هذا العام كانت مليئة بالتحديات ولكن حسمها قوة الملف المصري الذي كان مدعوم بشكل رئيسي من السيدة الأولي سوزان مبارك ومن الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

قبل شهر تقريباً بدأت مرحلة التصفيات المحلية وتمت وفق جولات شارك فيها 63 فريق يمثلون مختلف الجامعات المصرية والعربية ويقول احمد عادل في كل جولة كنا نقوم بتصفية الفرق بعد شرح نقاط القوة والضعف لكل فريق وفي المرحلة التانية يتكرر الامر حتي وصلنا الي المرحلة النهائية باربعة فرق فقط. كان ادائها متميز للغاية ويختلف كثيراً عن مستواها في البدايات.

“المهمة لم تنتهي ومازال امامنا الكثير لكي نقوم به” والكلام علي لسان احمد عادل الذي يعتبر الاب الروحي لمسابقة” كأس التخيل” في مصر” ويضيف مازالنا امامنا الشوط الاصعب وهو النهائيات العالمية فاذا كانت هناك منافسة بين الفرق فهناك منافسة اخري بين افرع شركة مايكروسوفت حول العالم وسنبدأ مع فريق جامعة عين شمس ” معسكر” لضمان تأهيلهم بصورة تزيد معها طموحاتنا في الفوز وليس مجرد التمثيل المشرف !!”

المسابقة المحلية

تعد مسابقة “كأس التخيل” من أهم وأكبر المسابقات العالمية للشباب في مجال التكنولوجيا حيث تضع التحديات أمام شباب المتخصصين من جميع دول العالم والمحب للتكنولوجيا لإيجاد وابتكار حلول تقنية فاعلة تساهم في حل القضايا التي تهم المجتمع العالمي في الوقت الراهن والمستقبل القريب.

يذكر انه تقدم للمسابقة المحلية 63 فريق يمثلون 11 جامعة وذلك في فرع المسابقة المعني بتصميم البرمجيات وهو أشهر فروع مسابقة “كأس التخيل”. وقد تقدمت الفرق بمجموعة متميزة من المشروعات التي تطرح حلولا برمجية لباقة من التحديات التي تشغل بال المجتمع العالمي وتعمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية؛ وقد قام بالتحكيم فريق من الخبراء تم تشكيله من وزارة الاتصالات تكنولوجيا المعلومات، وحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام، وشركة مايكروسوفت مصر، ومركز مايكروسوفت للإبداع بالقاهرة. وشركة لينك ديفلوبمنت, وشركة او ام اس, وقد قام فريق التحكيم بتقييم المشروعات المقدمة طبقا للمعايير المستخدمة في نهائيات العالم للمسابقة.

ويقول المهندس كريم رمضان مدير عام شركة مايكروسوفت مصر “تحولت مسابقة كأس التخيل إلى ظاهرة عالمية فى عامها السابع، مع مشاركة أكثر من 300 ألف طالب من أكثر من 100 دولة، وتدور المسابقة هذا العام تحت شعار رئيسي وهو “تخيل عالم يمكن للتكنولوجيا فيه أن تساهم في حل أعقد مشاكل العالم”

تقارب المستويات

مهمة ايمانويلي اوجنيسانتي المسئول عن المسابقة العالمية بشركة مايكروسوفت التي يشغل فيها منصب مدير برنامج الاكاديميات تجعله يجوب مختلف دول العالم مما نمي لديه القدرة علي تقييم مهارات الشباب من مختلف دول العالم, ويقول هذا العام الوضع مختلف لاننا في مصر التي تمثل نقطة التقاء للكثير من الثقافات وايضا الكثير من الاتجاهات التكنولوجية باعتبارها في طليعة الدول النامية بالاضافة الي كونها نقطة ارتكاز في المنطقة العربية وافريقيا.

ويضيف حضوري للتصفيات المحلية في مصر مكنني من ملاحظة الفارق الذي كان موجود عن العام الماضي فمهارات العرض تقدمت والافكار اصبحت اكثر احترافية من العام الماضي واللغة الانجليزية للمتنافسين كانت جيدة للغاية, واتوقع ان تحتل مصر مكانة بارزة في جوائز افرع المسابقة المختلفة.

افرع المسابقة التسعة لهذا العام حسب قول ايمانويلي تدور: تصميم البرمجيات، تطوير الألعاب الالكترونية، والبرمجيات المدمجة، والتصوير الفوتوغرافي، والفيلم القصير والمخططات والأجهزة الآلية، وتكنولوجيا المعلومات، والتعديلات MashUp، والأقلام القصيرة والتصميم.

وتقول حنان عبد المجيد الرئيس التنفيذي لشركة ” لينك ديفلوبمنت” وعضو لجنة التحكيم لم يكن اختيار الفريق الفائز عملية سهلة مع تقارب مستويات الفرق والتطور الذي حدث في مشروعاتها من مرحلة لاخري ولكن في النهاية كان تقيمنا لمشروع المرور الذي راينا انها اكثر المشروعات التي يمكنها ان تمثل مصر في التصفيات.

حنان رغم انها العضو النسائي الوحيد في لجنة التحكيم الا انها رفضت ان يكون هناك اي تحيز مع او ضد الفريق الفائز المكون من 4 فتيات وتقول معاييرنا كانت موضوعية للغاية ففي نهاية الامر نحن نختار فريق مصري نأمل ان يكون واحداً من الفرق الفائزة في النهائيات العالمية.

معايير التحكيم

نقاط ثلاثة رئيسة لعمية اختيار الفرق الفائزة يفندها ايمن كحيل مدير التطوير بمركز مايكرووسوفت للابداع ويقول هذه المعايير تمثل دليل استرشادي للتحكيم محلياً ودولياً ايضا” النقطة الاولي خاصة بالعرض نفسه من حيث تقديمه والادوات المستخدمة فيه ومدي تفاعله وقدر الفريق علي شرح الفكرة والمعيار والنقطة الثانية فهمي خاصة بالعمليات الفنية من ناحية الادوات والبرامج المستخدمة ومدي مناسبتها لفكرة مشروهم والنقطة الاخيرة تعود الي فكرة المشروع نفسه والقدرة علي ان يصبح واقع ومنتج مفيد وليس مجرد فكرة مجردة.

وياخذ طرف الحديث منه محمد وهبي المشرف علي تنظيم البطولة من الجانب المصري ويقول اغلب المشروعات التي وصلت الي مرحلة التصفيات النهائية تصلح الي ان تتحول الي مشروع ناجح ومنتج جيد, ويضيف مقارنة بالعام الماضي فالاقبال كان كبير والمشروعات كانت افضل واكثر نضجاً وارتباطاً باحتياجات المجتمع.
تستوحي “مسابقة كاس التخيل ” موضوعها كل عام من الأهداف الإنمائية للألفية، وشعار المسابقة هذا العام “تخيل كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في حل التحديات التي تواجه عالمنا اليوم” ويقول محمد وهبي “هي المرة الأولي التي يترك فيها المجال مفتوح وليس محدداً بقضية بعينها، ويشارك شباب المبرمجين، والفنيين، والمتخصصين في التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم في المسابقة في محاولات خلاقة بحثا عن حلول تسمح بتطويع التكنولوجيا لتحقيق أهداف التنمية.

بينما ابدي احمد قابيل الرئيس التنفيذي لشركة “OMS” وعضو لجنة التحكيم استعداده لتبني مجموعة من المشروعات الفائزة لكي تتحول الي واقع وقال الافكار كانت اكثر من رائعة وجميعها تتميز بروح الابتكار خاصة مشروع التعليم باشارات الاصبع والذي قدمته الجامعة الالمانية فرغم انه حصل علي المركز الثاني الا انه كان متميز ويصلح للتطبيق وهذه صفة تشترك فيها الاربع مشروعات التي وصلت للتصفيات وهذا وضع لجنة التحكيم في حيرة كبيرة ولكن في نهاية الامر كان يجب ان نختار مشروع واحد فقط.

المشروعات الفائزة

المركز الثانية:
مشروع Big Buddy: فريق العمل:
عائشة عبد العزيز – محمد عزب – مروة الشافعى- ريم العارف , الجامعة الألمانية بالقاهرة

إذا تخيلنا طفل يجلس فى مواجهة جهاز كمبيوتر به كاميرا ويب، وسوف يتم سؤاله أن يكتب حرف A على سبيل المثال، سيقوم التلميذ برسم الحرف بأصابعه فى الهواء، وسوف يتعرف الكمبيوتر على الحرف، وبعدها يتقدم للمرحلة التالية فى برنامج التدريب. هذه ببساطة فكرة المشروع الذي يعتمد علي كمبيوتر مثبت به كاميرا ويب، ونظام تعليمى سيكون بمقدوره أن يتعامل مع البث الحى لكاميرا الويب ويعالجها وفقا لمخطط الإحساس بالحركة ليكون قادر على التعرف على علامات محددة، على سبيل المثال حرف ملون مصنوع من البلاستيك، ولذا فعند تحريك هذا الحرف أمام الشاشة سيقوم بتشغيل مخطط الإحساس بالحركة عبر بث الكاميرا وهو ما يجعل البرنامج قادر على معالجة مجموعة من الحسابات لتحويل هذه الحركات إلى إحداثيات على المحورين X و Y بالشاشة الأمر الذى يمنح التلميذ القدرة على مشاهدة ما قام برسمه.

المركز الثالث:
مشروع FCI Zagazig UNI, فريق العمل: باسم أسامة – أمير على – محمد سمير من جامعة الزقازيق
فكرة المشروع تعتمد علي تغيير تصميم أكثر مواقع الانترنت زيارة لتستخدم ألوانا داكنة سوف يوفر ذلك الكثير من الطاقة.نقوم بتطوير حل يمكنه وضع “تيمة” على تصميم المواقع ليجعلها أكثر إعتاما، كما أنه سيسمح للمستخدم باختيار “تيمة” لكل موقع يزوره أو يمكنه حتى تصميم “تيمته” الخاصة لكل موقع ومشاركته مع الآخرين.
يتكون المشروع من اضافة Plug-in لمتصفحات الانترنت ستقوم بوضع “تيمة” مختلفة لكل موقع باختيار المستخدم. والعنصر الثاني مصمم للتيمات يمكن المستخدم من تصميم تيماته الخاصة لكل موقع، ومن خلال طريقتين للعمل، طريقة المستخدم المحترف، وسوف يتمكن المستخدم من تشغيل وإغلاق هذه الإضافة من خلال زر بسيط فى متصفح الانترنت.

المركز الرابعة:
مشروع smartGive فريق العمل: كريم عوارة – هند عرفة – سارة مرسى- ياسر ابراهيم
الجامعة الأمريكية بالقاهرة:

الفكرة تدور حول تصميم نظام يمكن أن يساعد فى تجسير الفجوة بين الناس فى المناطق الفقيرة، وبين الناس الذين يرغبون فى المساعدات بغض النظر عن أماكن تواجدهم الفعلى، وسوف يحاول النظام الذى نقدمه أن يبنى بشكل أساسى على رغبة المجتمع العالمى فى العمل على مساعدة الآخرين.

سوف تستفيد العديد من الهيئات من النظام الذى نقدمه، وعلى رأسها المنظمات غير الحكومية، وهيئات المعونات وافرادها، والمحتاجين. أولا: سوف تستفيد المنظمات غير الحكومية بقدرتها على البحث عن المعونات بسهولة، مع إمكانية الظهور أمام عدد كبير الهيئات الدولية المانحة، ثانيا: بما أن الجهات المانحة للمعونات ربما تواجه صعوبات فى العثور على المناطق المحتاجة ومعرفة احتياجتها بسبب مشاكل الوقت أو قلة المعرفة بالأماكن الفقيرة الأخرى، ثالثا: سوف تستفيد المناطق المحتاجة من النظام بقدرتها على الحصول على الاحتياجات بشكل سريع. كما أن الجهات المانحة سوف يمكنها من توفير احتياجات بشكل أكثر كفاءة من خلال التقارير التى ينشرها النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى