الأخبار التقنية

هاتف جوجل المحمول G1 هل هو جاسوس؟

قامت جوجل باطلاق هاتفها المحمول G1 في أواخر العام 2008 بالاشتراك مع T-Mobile ومباشرة قام الكثيرون بمقارنته بهاتف iPhone وكان الانطباع بأن هذا الهاتف كان سيحقق مبيعات أفضل بكثير لو تم اطلاقه في وقت أبكر من وقت اطلاق iPhone.

لا للخصوصية !!!!
دعمت جوجل موقفها بخصوص الخصوصية الفردية, فهاتفها الجديد يعتبر نقلة نوعية في مجال انتهاك الخصوصية الفردية للهواتف المحمولة!! باختصار المبدأ هو : تعود على أن الجميع يعرفون كل شيء عنك.

المبدأ غريب, أما الأغرب فهو طريقة رد جوجل حول هذا الموضوع, ببساطة جوجل أعلنت ان “الخصوصية لم تعد موجودة” !! وبالتأكيد كان هذا التصريح مثار انتقادات ومقالات عديدة للصحف.

بالطبع نتفهم وجهة نظر جوجل بكونهم صريحين ومباشرين مع عملائهم, لكن هذه الصراحة قد تكون مثار جدل قد يضر بسمعة الشركة اذا ماتم التصريح بمثل هذه الطريقة للعلن.

يتوارد سؤال مهم للأذهان الآن, هل تثق بجوجل ؟؟؟

مع تعاظم استعمال تقنية “التخزين في السحاب” (والتي تعني ببساطة تخزين معطياتك على الانترنت بدلا من دفع تكاليف لشراء معدات خاصة لتخزينها عليها. وأكبر مثال لذلك هو GoogleApps و Gmail … وسنتحدث عن تقنية التخزين في السحاب لاحقا في مقال آخر لأنها تعتبر ثورة في عالم تكنولوجيا المعلومات) فان الكثير من الشركات تقوم بتخزين معطياتها لدى شركات أخرى (جوجل مثلا) وتقوم بائتمانها على اسرارها علاوة على الثقة في أن جوجل وغيرها من الشركات الموفرة لخدمة التخزين ستضمن توافر هذه المعطيات بشكل دائم واعتمادية عالية لخدماتها.

لكن ماذا لو أن جوجل وغيرها تقوم بتخزين معطياتك, ولا تمسحها عندما تقوم أنت بمسحها. ماذا لو ان بياناتك الشخصية (اذا كنا سنتكلم على مستوى الفرد) أصبحت مخزنة في قواعد بيانات جوجل وغيرها. قابلة للبحث والتحليل والعرض على بعض الأشخاص أو حتى على العلن.

ما الذي يفعله هاتف G1 ؟

أيضا قامت جوجل بتوضيح طبيعة هاتفها. فهو “طريقة سهلة لتتبع عادات التصفح لدى المستخدم”. هذا الهاتف هو نقلة نوعية فهو يسهل لجوجل جدا تتبع تصفح المستخدم للانترنت باستعمال هاتفه المحمول, وستقوم بارسال دعايات له بشكل دوري كما تفعل على متصفحك العادي (كثير من المواقع تضع اعلانات لجوجل فيها). أما ماهو اكثر فهو أنه وباستعمال هذا الهاتف فان جوجل تستطيع تتبع بريدك الالكتروني, رسائلك القصيرة, قائمة الاتصال لديك, سجل تصفح الانترنت بواسطة الهاتف, وحتى موقعك الجغرافي (عن طريق تقنية GPS) ومن هذه المعلومات تستطيع اختيار نوعية الاعلانات المرسلة لك ومتى يكون توقيت ارسالها هو الانسب !!

ان هاتف جوجل الفريد يحتاج الى حساب Google Account لتستطيع تشغيله !! وفي كل مرة تقوم فيها بتشغيل الجهاز يجب أن تسجل الدخول باستعمال هذا الحساب, هذه أول مرة تظهر فيها هذه الظاهرة في الهواتف النقالة.

جهات الاتصال المخزنة في هاتفك مع ارقام الهواتف يتم تخزينها على مخدمات جوجل وفي قواعد بياناتها, جميع رسائلك القصيرة يتم تخزينها على مخدمات وقواعد بيانات جوجل تماما مثلما يتم تخزين الايميلات في Gmail.

بعكس أجهزة الكومبيوتر فان أجهزة الهاتف المحمول تستخدم غالبا من قبل شخص واحد, وترافقه في كل مكان وكل وقت, لذا فانها تعطي معلومات أفضل عن طبيعة اهتمامات هذا الشخص وبالتالي توفر بيئة افضل بكثير لاختيار نوعية الاعلانات التي تصل له, كما أن الاعلان الذي يتم ارساله الى جهازك النقال غالبا ستتم قراءته (بسبب ضيق مساحة شاشات الأجهزة النقالة مقارنة بشاشات الكومبيوتر الشخصي) والحقيقة أن ارسال الاعلانات المختلفة للاشخاص باختلاف موقعهم الجغرافي وفي أي وقت هي نقلة نوعية في مجال الاعلانات.

في النهاية تجدر الاشارة الى أنه بمجرد ان يتم تخزين بياناتك على أي مخدم على الانترنت فما من طريقة تجعلك تضمن ان هذه المعلومات سيتم مسحها في الوقت الذي تطلب انت فيه مسحها, وما من طريقة تضمن لك أن هذه البيانات لن يتم استعمالها بشكل أو بآخر. ان اتفاقيات الخصوصية موجودة لدى التسجيل في العديد من المواقع لكن هل هناك طريقة حقيقية لضمان تنفيذها؟ اضافة الى أن بعض المواقع أصبحت تجاهر صراحة بأنها لن تقوم بمسح بياناتك الشخصية منها (مثلما يفعل موقع فيسبوك كما أشرنا في مقال سابق).

زر الذهاب إلى الأعلى