أخبار قطاع الأعمال

انفورما تليكومز آند ميديا تتوقع استمرار النمو القوي لأسواق الاتصالات

تتوقع المؤسسات العالمية، علي الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، أن يحقق قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط نمواً قوياً خلال العام الحالي، 2009.

تشير توقعات “انفورما تليكومز آند ميديا”، وهي إحدى المؤسسات العالمية في مجال البحوث والمؤتمرات وتقديم الخدمات الإستراتيجية لصناعة الاتصالات ووسائل الإعلام علي المستوي العالمي- إلي أن إجمالي المشتركين في خدمات التليفون المحمول في المنطقة سوف يرتفع إلي 79و250 مليون مشترك في نهاية العام، حيث سيبلغ صافي عدد المشتركين الجدد خلال العام نحو 68و28 مليون مشترك.

دفعت التوقعات الخاصة بهذا النمو القوي، شركة “انفورما تليكومز آند ميديا” إلي تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط، عبر افتتاح مكتب إقليمي في دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة. يقدم المكتب الجديد لصناعة الاتصالات والإعلام بالمنطقة، خدمات الاستشارات والدعم ذات الطبيعة الإستراتيجية وذلك من خلال باقة “إنفورما” الواسعة من الخدمات التي تتضمن الدراسات والأخبار والتقارير التحليلية ومعلومات الاتصالات الخليوية في العالم (WCIS) وخدمة معلومات الاتصالات ذات النطاق العريض في العالم (WBIS) بالإضافة إلى مركز التحليل Intelligence Centre، وهو أداة “إنفورما” لتحليل الصناعة.

رغم ما شهدته المنطقة من نمو قياسي خلال السنوات القليلة الماضية، فإن أحد الأسباب الرئيسية وراء تفاؤل المحللين بشركة انفورما تليكومز آند ميديا، هو أن المنطقة لا تزال تتمتع بالعديد من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع. وعلي سبيل المثال، فإن المملكة العربية السعودية، رغم أن اقتصادها يعد من بين الأكثر تقدما، إلا أن نسبة انتشار خدمات الاتصالات الخليوية ذات النطاق العريض في المملكة لا تزال منخفضة نسبيا. ولعل محدودية انتشار تلك الخدمات في ظل ما تتميز به المملكة من مجتمع شاب في مجموعه، حيث أن نحو 50% من السكان هم في الفئة العمرية تحت 15 عاما فيما ترتفع النسبة لتصل إلي 67% من السكان تحت سن 25 عاما، هو ما يفسر الدافع القوي لدي المستثمرين لدخول هذا السوق.

فيما قد تبدو نسبة انتشار خدمات التليفون الخليوي في المملكة مرتفعة، حيث تصل إلي نحو 80% من السكان، فإن تلك النسبة بمقارنتها مع دول خليجية أخري تصل فيها نسبة انتشار خدمات التليفون الخليوي إلي أكثر بكثير من 100%، فإن الأمر يثبت بجلاء أن المملكة لا يزال لديها فرصا كبيرة للنمو.

قال مايك وولفري، المدير العام لإدارة أبحاث سوق الاتصالات في شركة انفورما تليكومز آند ميديا: “من المثير للاهتمام بالسبة لمنطقة الشرق الأوسط، هو أن فرص النمو لا تأتي فقط من الدول التقليدية، بل أيضا من دول مثل العراق وإيران”.

وأضاف، لقد شهدت إيران أكبر معدلات النمو علي مستوي المنطقة، متجاوزة السعودية، لتصبح أكبر أسواق الخليوي في المنطقة. وقد بلغ إجمالي المشتركين في خدمات الاتصالات الخليوية في إيران 79و42 مليون مشترك بنهاية سبتمبر 2008. وفيما تمكنت شركة “إم تي إن إيرانسيل” MTN Iranccell، – الشركة الثانية لتقديم خدمات الاتصالات الخليوية في إيران- من الوصول إلي 14و13 مليون مشترك خلال عامين فقط من بدء عملها، فإن فوز شركة “اتصالات” الإماراتية برخصة الشبكة الثالثة للخليوي، سوف تقود إلي مرحلة جديدة من النمو في إيران.

أما بالنسبة لمصر، وهي أكبر دولة عربية في عدد السكان والذي يبلغ 74 مليونا، فإن نسبة انتشار خدمات الاتصالات الخليوية بنهاية سبتمبر 2008، لم تتجاوز 65و49 من السكان. وقد قامت الشركات الثلاث العاملة في مصر بالانتقال إلي شبكات الجيل الثالث، مما يمكنها من تقديم خدمات جديدة في مجالات المعلومات والمحتوي.

لا يقتصر النمو الذي تحققه الشركات الخليجية علي داخل أسواقها فقط، حيث تتحول شركات الاتصالات الخليجية بشكل سريع إلي شركات تعمل علي المستوي العالمي. وحسب أحدث التقارير التي أصدرتها مؤسسة “إنفورما تيليكومز آند ميديا” فإن ثلاثة من الشركات الخمس الأسرع نموًا علي المستوي العالمي، خلال العام الماضي هي شركات خليجية. وقد جاءت كيوتيل في مقدمة الشركات الأسرع نموا حيث قفز عدد مشتركيها بنسبة 129% خلال ال12 شهرا، حتى نهاية الربع الثالث من عام 2008، لتصل إلي 3و22 مليون مشترك بدلا من 7و9 فقط. وقد جاءت “اتصالات” في المرتبة الثانية كأسرع شركات الاتصالات نموا علي المستوي العالمي بينما احتلت “زين” المرتبة الخامسة.

قال ماثيو ريد، محلل أسواق الاتصالات الخليوية بشركة انفورما تليكومز آند ميديا: “إن استراتيجيات التوسع التي تتبناها تلك الشركات الخليجية تتسم بالجرأة الشديدة. ويأتي الاستثمار في أسواق الدول الصاعدة في قلب استراتيجيات الكثير من تلك الشركات، مما مكنها من تحقيق معدلات نمو سريعة جدا، ساعدتها في التحول إلي شركات عالمية”.

تتوقع إنفورما تليكومز آند ميديا أن يشهد عام 2009 المزيد من التطورات علي صعيد تقديم التكنولوجيات والخدمات الجديدة، بما فيها تكنولوجيات “الواى ماكس” WiMAX وشركات تشغيل شبكات الاتصالات الخليوية الافتراضية (MVNOs). وفيما تزيد معدلات طلب المستهلكين علي خدمات الاتصالات ذات النطاق العريض، عن العرض المتاح في السوق من قبل شركات الاتصالات، فإن التكنولوجيات الجديدة مثل ال”وايماكس” WiMAX، لديها القدرة علي ردم تلك الفجوات الهامة. وكبديل قوي لتكنولوجيات “دي إس إل” DSL، فإن الكثير من شركات الاتصالات تدرس بناء شبكات “وايماكس” في بلدانها. وحسب توقعات إنفورما تليكومز آند ميديا، فإنه في عام 2012، سيكون هناك 6و3 مليون مشترك في خدمات ال”وايماكس” علي مستوي الأفراد و840 ألف مشترك علي مستوي الشركات وذلك في الشرق الأوسط وأفريقيا. وعلي الرغم من أن ال”وايماكس” تعد تكنولجيا واعدة- كما تقول إنفورما تليكومز آند ميديا- إلا أنها ستواجه منافسة حادة من جانب أنظمة الاتصالات الخليوية الأخرى، مثل ال” HSDPA” التي يمكن إدخالها علي الشبكات القائمة.

تقول إنفورما تليكومز آند ميديا، أنه من المتوقع أن تكون سلطنة عمان، هي الدولة الأولي علي مستوي الشرق الأوسط، التي تقدم الاتصالات الخليوية الافتراضية (MVNOs)، حيث ستقدم خدمتين خلال الأشهر القليلة القادمة. ومن المتوقع أن تقوم الدول الأخرى في المنطقة، خاصة مصر والسعودية بمتابعة التطورات في عمان عن كثب، وربما تقوم بتطبيق أنظمتها الخاصة خلال السنوات القادمة. وربما يكون التوسع في شركات تشغيل شبكات الاتصالات الخليوية الافتراضية، هي أكثر الخطوات القادمة منطقية علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة وأن الكثير من الأسواق تتجه نحو مرحلة التشبع في ظل شركات الاتصالات القائمة والتي تبلغ 3 أو أكثر في كل دولة. وتتمتع شركات تشغيل شبكات الاتصالات الخليوية الافتراضية، بميزة التحرر من تكلفة بناء شبكاتها الخاصة- حيث تعتمد في تقديم خدماتها علي الشبكات القائمة بالفعل- كما يمكنها التوصل إلي وسائل جديدة لخدمة شريحة معينة من العملاء.

فيما تسعي شركات الاتصالات لضمان نصيبها من السوق، فإنها سوف تبذل جهدا إضافيا لتعزيز علامتها التجارية، وتطوير خدماتها. ويمكن أن يمثل برنامج التجوال الدولي الذي طرحته شركة “زين”، والذي يقدم للعملاء تعريفة موحدة عبر كافة شبكاتها بدول المنطقة، أداة فعالة للحفاظ علي عملائها واكتساب عملاء جدد، هي يدفع العملاء نفس سعر الدقيقة محليا، وذلك خلال سفرهم بالدول التي يوجد بها شبكات “زين” في الشرق الأوسط وأفريقيا. وتخطط “زين” حاليا لكي يشمل هذا البرنامج شبكات لشركات أخري في أوروبا وأسيا.

أضاف ماثيو ريد، محلل أسواق الاتصالات الخليوية بشركة انفورما تليكومز آند ميديا: “خلاصة القول، نحن ندخل مرحلة جديدة علي مستوي سوق الشرق الأوسط، هذه المرحلة سيكون لها تأثيرات إيجابية جدا بالنسبة للمستهلكين.” وقال أن “تزايد المنافسة وتدفق التكنولوجيات الجديدة مع الاتجاه لطرح خدمات جديدة سيخلق مناخا يتسم بالحيوية والنشاط لجميع شركات الاتصالات خلال العام القادم”.

زر الذهاب إلى الأعلى