أخبار قطاع الأعمال

المحتوى الرقمي وخدمة النطاق العريض يقودان النمو القوي للقطاع الإعلامي

كشف تقرير نظرة على الإعلام العربي 2008 – 2012، في نسخته الثانية والأخيرة حول واقع وآفاق الإعلام العربي، أن التطورات في مجال الإعلام الرقمي، وظهور الإنترنت ذات النطاق العريض وتلفزيون الهاتف المتحرك تمثل فرص نمو مهمة للشركات الإعلامية في العالم العربي.

إن النقص النسبي في إمكانيات الوصول إلى خدمات النطاق العريض ذات الأجور المعقولة في أنحاء المنطقة، وغياب إحصاءات موثوقة لقياس استجابة الجمهور للإعلام المطبوع والمرئي والمسموع في معظم وسائل الإعلام الإقليمية، يحد من مستويات النمو والثقة بالقطاع الإعلامي.

يغطي تقرير نظرة على الإعلام العربي، الذي أصدره اليوم (الثلاثاء 3 فبراير 2009) نادي دبي للصحافة بالتعاون مع شركة برايس ووتر هاوس كوبرز، تحت عنوان “تعاون من أجل النمو”، 12 دولة عربية. ويركز التقرير الذي تم إعداده بدعم من مدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للاستوديوهات، والمنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي، على تأثير الاتجاهات الإعلامية العالمية على وسائل الإعلام في العالم العربي، ويتضمن توقعات حول عائدات الإعلانات في كل دولة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

في هذه المناسبة، قالت منى المري، رئيسة نادي دبي للصحافة: “نحن فخورون بإطلاق الإصدار الثاني من تقرير نظرة على الإعلام العربي الذي بات يحظى بمكانة راسخة كدليل مرجعي متميز حول الإعلام في العالم العربي. ويمثل التقرير مصدراً مهماً للمعلومات حول التطورات الدولية والإقليمية التي تهم كل من يعمل في قطاع الإعلام العربي من الصحافيين، ومديري الشركات الإعلامية، وصانعي القرار الحكومي، والهيئات التنظيمية والقانونية، والمستثمرين، وشركات التكنولوجيا”.

بدوره قال مارسيل فينز، الشريك المسؤول عن الوحدة الدولية للإعلام والترفيه في شركة برايس ووتر هاوس كوبرز: “تعد الدول العربية ضمن أسرع المناطق نمواً في قطاع الإعلام على الصعيد العالمي. وقد أظهرت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية، والشركات الاستثمارية اهتماماً متزايداً بالاستثمار في قطاع الإعلام. وتمثل التطورات الجديدة في مجال الإعلام الرقمي وخدمات الإنترنت ذات النطاق العريض فرصاً هائلة لشركات الإعلام العربية، ونحن نتوقع أن نشهد نموا كبيرا في هذا القطاع عبر المنطقة خلال السنوات الخمس القادمة، على الرغم من تأثيرات الأزمة المالية العالمية”.

أشار التقرير إلى عدة عوامل تؤثر على صناعة الإعلام في جميع أنحاء العالم، وتوفر في نفس الوقت فرصاً جديدة ومتميزة لشركات الإعلام في العالم العربي. ومن ضمن هذه العوامل ازدهار صناعة المحتوى الرقمي على نطاق واسع مما أدى إلى فتح أسواق جديدة لمنتجي وموزعي المحتوى في كافة أنحاء المنطقة. وتكمن الفرصة الأكثر تميزاً في إيصال هذا المحتوى عبر الأجهزة النقالة المرتبطة بالإنترنت إلى الجيل الجديد من المستهلكين الذين نشؤوا مع الإنترنت، والذين يعتبرون الهواتف النقالة جزءاً أساسياً من حياتهم. ويكتسب هذا الجيل من المستهلكين ممن تتراوح أعمارهم بين 15-25 أهمية خاصة بسبب ارتفاع نسبة الشباب في معظم أنحاء المنطقة.

توفر هذه التطورات فرصاً هائلة وبعض التحديات أمام شركات الإعلام التقليدي من صحف وتلفزيونات ومحطات إذاعية، فضلا عن شركات الإعلام الجديد المتخصصة بإنتاج وتوزيع الإعلام الرقمي. كما تؤثر هذه التطورات على مشغلي شبكات النطاق العريض، وصانعي السياسات الحكومية، والهيئات التنظيمية والقانونية للقطاع. ويتمثل أحد القيود الرئيسية التي تمنع تطوير الإعلام الرقمي في المنطقة حتى الآن، في الافتقار إلى خدمات النطاق العريض ذات الجودة العالية والأسعار المعقولة في معظم أسواق المنطقة، الأمر الذي يشير إلى الدور الهام للتكنولوجيا النقالة مع ظهور الهاتف النقال بسرعة كوسيلة منافسة للوصول إلى محتوى الإنترنت ذات النطاق العريض. وقد تجسد النمو في التكنولوجيا النقالة عبر انتشار مواقع الأخبار والشؤون الراهنة التي تعتمد على مدخلات من “الصحفيين المواطنين” الذين يقومون بتحميل المعلومات مباشرة من هواتفهم النقالة ذات الكاميرا إلى غرف الأخبار في التلفزيون، أو محطات الكيبل في العديد من دول المنطقة.

بدورها قالت الدكتورة أمينة الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجمعات تيكوم للأعمال:” يقدم التقرير توقعات متفائلة لقطاع الإعلام. وفي حال تمت معالجة القضايا المرتبطة بالوصول إلى خدمات الإنترنت عريض النطاق وعمليات قياس رأي الجمهور بشكل ملائم، فإن القطاع الإعلامي سيتمكن من الحصول على قيمة كبيرة خلال السنوات الخمس المقبلة. إلا أن ذلك يتطلب تعاوناً وثيقاً والتزاماً قوياً من قبل كافة المشاركين في توفير المحتوى وسلسلة التوزيع بما في ذلك المؤسسات الإعلامية، والشركات المالكة والموزعة للمحتوى، ومشغلي الإنترنت عريض النطاق، والمعلنين، ومزودي خدمات التكنولوجيا، والمستثمرين، وصناع القرار الحكوميين، والهيئات التنظيمية. والأمر متروك لنا نحن العاملين في هذا القطاع لضمان تطوير بيئة عمل ملائمة لتحقيق النمو المستقبلي”.

ذكر التقرير أن الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة تؤثر في الشرق الأوسط وجميع مناطق العالم الأخرى، وهي تترك آثارها على كافة قطاعات الاقتصاد بما فيها الإعلام. وفي وقت لم تتضح فيه بعد التأثيرات الدقيقة للأزمة العالمية على قطاع الإعلام، فإن تباطؤ الاقتصاد العالمي سيؤثر بالتأكيد على عائدات الإعلانات، وخاصة نتيجة انخفاض النمو في قطاع العقارات الذي ساهم بنسبة عالية من الإنفاق الإعلاني في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

يتوقع أن يرتفع إجمالي عائدات الإعلانات عبر الدول التي شملها التقرير بمعدلات نمو سنوي مركب تتراوح بين 5 – 25 بالمائة بالقيمة الاسمية خلال الفترة من 2008 – 2012. ويشمل هذا تأثير التضخم والنمو الحقيقي على حد سواء، كما يأخذ بالاعتبار انخفاض النمو الحقيقي نتيجة التباطؤ الاقتصادي الراهن.

من المتوقع أن تشهد كافة جوانب القطاع معدلات نمو كبيرة خلال فترة قصيرة، وخاصة في ظل ما تشهده الإعلانات الخارجية “مثل اللوحات الإعلانية الطرقية” من نمو كبير في معظم الأسواق. كما يتوقع أن يشهد الإعلان الإلكتروني في المنطقة معدلات نمو كبيرة مرتفعاً من مستواه الحالي المنخفض، وخاصة في الدول التي فتحت أسواقها أمام شركات الاتصالات. ويعد مجال عمل شركات الإعلانات الإلكترونية وتوفير المحتوى الإلكتروني لأجهزة الهاتف المتحركة من أكثر الفرص المتميزة في المنطقة. ويرجح أن الإنترنت ذات النطاق العريض وتلفزيون الهاتف المتحرك من أكثر الوسائل المفضلة للحصول على الأخبار والمحتوى الترفيهي في المستقبل للجيل الجديد من المستهلكين في معظم أنحاء العالم العربي.

حدد التقرير عاملين رئيسيين للحصول على الفوائد التي تمثلها هذه الفرصة، يتجسد العامل الأول في الاستثمار في الخدمات عريضة النطاق بأسعار معقولة، والخدمات المتعلقة بالربط بشبكة الإنترنت العالمية والتي لا تتوفر حالياً في معظم أنحاء المنطقة. أما العامل الثاني فيكمن في تطوير آليات قياس أعداد الجمهور. وأشار التقرير إلى أن عدم وجود بيانات دقيقة حول أعداد الجمهور في الوقت الحالي يقلل من ثقة المعلن حول فعّالية العمل الإعلاني، وبالتالي تخفيض رغبتهم في الإنفاق على الإعلانات.

تطلعت مريم بن فهد المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة إلى ضرورة التفات صناع القرار إلى أهمية الاستثمار في مجال النطاق العريض والربط العالمي بشبكة الإنترنت عبر اتخاذ سلسلة من الخطوات المناسبة لتشجيع وتسهيل الاستثمار. وقالت:” يقدم تقرير (نظرة على الإعلام العربي 2008-2012) صورةً دقيقة بقدر المستطاع لواقع المسيرة المتنامية لواقع الإعلام العربي، ورغم وجود العديد من التحديات الكبيرة أمامنا بسبب الأزمة المالية، إلا إن الرسالة التي يقدمها التقرير تؤكد معرفتنا بوجود التحديات دون إهمال الفرص المتوفرة والعقبات القائمة التي يجب العمل على تجاوزها”.

يذكر أن الطبعة الثانية من “نظرة على الإعلام العربي” تعد أحدث تقارير الوحدة الدولية للإعلام والترفيه في شركة برايس ووترهاوس كوبرز، وتتكامل مع التقرير السنوي العالمي الذي تعده الشركة حول توقعات وسائل الإعلام والترفيه، في طبعته الجديدة التي ستصدر في شهر يونيو 2009.

زر الذهاب إلى الأعلى