أجهزة محمولة

الهواتف المحمولة كبطاقات ائتمان داخل الولايات المتحدة

علي الرغم من توفر خاصية استخدام أجهزة الهواتف المحمولة للدفع مقابل المنتجات المختلفة عبر التلويح بها من فوق أجهزة قراءة بيانات بطاقات الإئتمان في مناطق عدة حول العالم إلا انه يستبعد أن تستخدم هذه التقنية في الوقت القريب داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

ففي اليابان مثلاُ تستخدم تلك الخاصية منذ خمس سنوات حيث يستطيع اليابانيون الدفع بهواتفهم المحمولة مقابل كل شيء مثل تذاكر القطارات والمشتريات المختلفة.

لكن الوضع مختلف في الولايات المتحدة الأمريكية فالشركات العملاقة التي منوط بها توفير تلك الخدمة للناس لم تتفق بعد علي كيفية اقتسام دخل تلك الخدمة.

يقول جيرهارد رومان، مدير تطوير الأعمال المؤسسية في شركة نوكيا العالمية ان الوضع في اليابان كان أسهل، فشركة “إن تي تي دوكومو”، ناقل تلك الخدمة، كانت مسؤولة عن أكثر من نصف السوق الياباني في وقت انتشر هذا النظام وهكذا أصبح لها نفوذ هام علي كل من المؤسسات المالية ومصنعي أجهزة الهواتف.

وهذا لا ينطبق علي الولايات المتحدة، فلابد أن يلعب كل مصنعي الهواتف المحمولة وناقلي الخدمة والمؤسسات المالية والبائعين دوراً هاماً وفعالاً لنجاح طرق الدفع الجديدة هذه.

كما انه هناك حاجة لوجود وسيط لتفعيل بطاقات الائتمان الافتراضية داخل الهواتف المحمولة يثق فيه كل من المؤسسات المالية وناقلي الخدمة.

وتسمح تقنية “حقل الاتصالات القريبة” القصيرة المدى التي تعرف اختصاراً بـ (إن إف سي) للهاتف بالتخاطب مع أجهزة القراءة الإلكترونية. وهي منتشرة الاستخدام خارج اليابان لكن في مجالات أخرى غير الهواتف.

ففي لندن تستخدم التقنية عبر دمجها في بطاقات “أويستر” التي تستخدم للوصول إلى نظام المواصلات. كما تستخدم في بطاقات ائتمان “بيف واي” من “فيسا” و”باي باس” من “ماستر كارد”. والتي يتم التلويح بها فوق أجهزة القراءة الإلكترونية بدلاً من مرورها بداخلها.

وبالنسبة للهواتف، فان التقنية الجديدة تخزن معلومات الحساب بأمان، وهي متقدمة بالقدر الكافي وبالتالي فإن يمكن وضع بطاقات مختلفة داخل جهاز الهاتف ويستطيع المستخدم اختيار الحساب عبر شاشته.

كما يمكن دمج معلومات حساب المستخدم في جهاز الهاتف أو في بطاقة “إس آي إم” أو بطاقة “مايكرو إس دي”.

ويعتبر عامل “القرب” هو المفتاح الأساسي لنجاح عمل تلك التقنية، حيث يجب أن تكون الهواتف قريبة علي بعد سنتيمترات قليلة من أجهزة القراءة الإلكترونية.

ومن ناحية قلق بعض الناس من فكرة تزويد الهواتف المحمولة ببطاقات ائتمان افتراضية واحتمال سهولة فقد تلك الهواتف أو سرقتها. يؤكد سيمون بوغ رئيس قسم مجموعة الدفع المحمول في شركة “ماستر كارد” العملاقة انه في حال فقدان الهاتف ،فان المستخدم يستطيع الاتصال بالبنك من أي هاتف آخر وغلق الحساب، كما انه يمكنه اختيار أن يحمي الجزء الخاص بالدفع في هاتفه من خلال شيفرة دخول خاصة به. مشيراً إلى أن الدفع يكون آمن حتى بدون تلك الإجراءات.

ويصف كيفين فو ، الأستاذ المساعد لعلوم الكمبيوتر في جامعة ماساتشوستيس الأمريكية مخاطر خداع الحسابات من خلال خاصية الدفع عن طريق الهواتف المحمولة بالقليلة.

وتوقع فو ان تصبح الهواتف المحمولة المزودة بتقنية (إن إف سي) أفضل طرق الدفع بالهواتف.

ومن المؤكد أن تقنية الدفع بالهواتف المحمولة ستصل في النهاية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وستستفيد كل الأطراف المعنية بها. فبالنسبة لشركات بطاقات الائتمان ستتمكن من فتح طريق جديد للحفاظ علي عملائها الحاليين وجذب المزيد من العملاء الجدد، أما شركات نقل الخدمة سوف تتمتع بمصادر أخرى للدخل، كما سيستفيد البائعون من سلاسة وسهولة عمليات البيع.

ويقول جون تاروت، نائب رئيس شركة الاتصالات العالمية في شركة “ماستركارد” أنه لن يكون هناك أي مصاريف إضافية يتكبدها المستهلك عند استخدام بطاقة الائتمان داخل هاتفه المحمول.

ويتوقع كي بوسيتشي، رئيس مجموعة أبحاث “وي-موبايل” بجامعة أوجسبيرج الألمانية، انه بحلول العام 2012 سيتم تزويد معظم الهواتف المحمولة بتقنية (إن إف سي) التي ستمكن مستخدمي تلك الهواتف من التلويح بها فوق أجهزة قراءة بطاقات الائتمان للدفع مقابل منتجاتهم.

لكن بوسيتشي حذر من أن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه الخدمة ستتوفر في الولايات المتحدة الأمريكية في غضون ثلاث سنوات.

وحتى يحدث ذلك فإنه سيكون علي اللاعبين الكبار في هذا المضمار أن يعملون معاً من أجل وضع المعايير وتحديد نسب الدخل بالإضافة إلى توسيع شبكة أجهزة قراءة البيانات الإلكترونية.

زر الذهاب إلى الأعلى