الأخبار التقنية

غزة والإنترنت

المتابع لوسائل الإعلام الغربية بأنواعها، من صحافة وقنوات فضائية وإنترنت، يلاحظ قلة الصور التي تنقل واقع العدوان الإسرائيلي على غزة في هذه الأيام. ورغم وجود عدد لا بأس به من المواقع العربية والإسلامية التي غطت الأحداث بالكلمة، والصوت، والصورة، وتنشر بعدة لغات بما فيها اللغة الإنجليزية، إلا أن ذلك غير كاف لإيصال الرسالة للإنسان البسيط في أنحاء العالم، خصوصاً في الولايات الأمريكية، والدول الأوروبية.

إن الوسائل التقنية سهلة الاستخدام، فإنشاء قناة فضائية لم يصبح بالأمر المستحيل، وإنشاء موقع على الإنترنت سهل للغاية وغير مكلف، ولكن هذه ليست القضية. وكما يقال “إنك تستطيع أن تجيء بالحصان إلى الماء، لكنك لن تستطيع إجباره على الشرب”، فالقنوات والمواقع التي يملكها العرب والمسلمون منها المتميز في نقل قضايانا، ولكن كيف نصل بها إلى الآخرين؟.

لا يخفى على الجميع أهمية الوصول للإنسان العادي في جميع أنحاء المعمورة، بما فيها إسرائيل، وإيصال رسالة واضحة وحقيقية عن القضية الفلسطينية، والظلم الصريح والفاضح من قبل الجانب الإسرائيلي. تقنية المعلومات تساعدنا على ذلك، ولكن ليس فقط بإنشاء مواقع الإنترنت، فهناك طرق أخرى تحتاج إلى جهد كبير، وذلك بالدخول على مواقع المحادثة والمنتديات باللغات المختلفة وإيصال رسالة واضحة، ولكن علينا أن نتحدث لغة القوم، ولا أعني اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ولكن المقصود أن نتحدث بلغة يفهمونها وبأسلوب يتناسب مع ثقافتهم، وأكثر من يستطيع القيام بهذه المهمة هم من يعيشون بين أظهرهم ويعرفون طريقة تفكيرهم.

أما الصور فهي في الغالب لا تحتاج إلى شرح، فالصورة تغني عن مليون كلمة، ومن الممكن اختيار أكثر الصور تأثيرا، وهي تلك التي تمس فلذات الأكباد من الأطفال وبثها في المواقع المختلفة وتبادلها بالبريد الإلكتروني، فهذا، وبإذن الله، سيؤثر في الإنسان العادي، ولا يخفى علينا دور هذا الإنسان وتأثيره في القرار السياسي في الدول “الديمقراطية”.

زر الذهاب إلى الأعلى