دراسات وتقارير

الإنترنت وتأثيره على الجرائد العالمية

فرض سؤال نفسه على سياتل، المدينة الأم لعمالقة التجارة الإلكترونية والبرمجيات، إذا كانت التكنولوجيا أحد الأسباب التي تهدد صناعة الجرائد، فهل يمكن استغلالها في إنقاذ هذه الجرائد من السقوط؟!!

فقد قام رئيس جريدة Seattle Post-Intelligencer بعقد اجتماع مع الموظفين أعلن فيه عن خسارة الجريدة 14 مليون دولار العام الماضي وإن لم يتم العثور على مشتري أقدم جريدة في سياتل خلال الشهرين المقبلين، فسيتم إغلاق الجريدة أو ستقتصر على النشر على الإنترنت. وفي كلتا الحالتين سيفقد الموظفون وظائفهم.

و طالت هذه الأزمة عدة جرائد، منها Rocky Mountain News في دنفر وUSA Today. وتراوحت طريقة إبلاغ الموظفين في كل صحيفة بين فرض إجازة غير مدفوعة الأجر أو تسريح عمالة أو عرض الشركة للبيع. وفي محاولة لإنقاذ هذه الجرائد، اقترحت جريدة نيويورك تايمز تصنيع iTunes للأخبار أو فرض رسوم زهيدة سنت أو اثنين مقابل كل رابط قصة تضغط عليه.

على صعيد آخر، أعربت الاستشارية الإعلامية آمي جاهران عن عدم اقتناعها بأن الإنترنت هي السبب “بشكل رئيسي” وراء الأزمة التي تمر بها الصحف الآن. وأرجعت السبب إلى سوء الإدارة والقرارات غير الصائبة. وأبدت استهجانها من قرار جريدة Rocky Mountain News في استثمار 160 مليون دولار في مصنع طباعة جديد بعد أن لمسوا الكساد الذي يعاني منه توزيع الجريدة مع عدم وجود أي بادرة أمل بتحسن الأمر.

وأشارت إلى أن الجريدة يمكنها أن تستغل خبر على الإنترنت حول التزحلق على الجليد بإضافة إعلانات تتناول كل ما يتعلق بالتزحلق على الجليد من ملابس وأحذية ومشغلات صوتية يمكن الاستمتاع بها أثناء التزحلق وكيفية التعامل مع الإصابات أثناء التزحلق وما إلى ذلك.

لهذا نصحت جاهران الجرائد بالتفكير بطريقة جديدة في الإدارة وفي كل شيء. فعلى الصحفيين البدء في وضع الجانب الربحي من الصحافة في اعتبارهم. عليهم أن يفكروا في كيفية صناعة الخبر جنبًا إلى جنب كيفية جني الأرباح من وراء الخبر.

زر الذهاب إلى الأعلى