أخبار الإنترنت

المشاركة : الثورة المقبلة للانترنت

أحدثت ثورة الويب طفرة في العالم على عدة مستويات. إلا أنها حتى الآن لم تأت بالأرباح. وفي ظل الركود الاقتصادي العالمي، سيظهر دور الويب جليًا في مساعدة الشركات على استغلال موارد أقل في عمل أكثر.

على سبيل المثال، يدعي موقع فيسبوك الآن بوجود 140 مليون مشترك فعال. فإذا كان موقع فيسبوك دولة، لكان أكبر عاشر دولة على مستوى العالم بعد روسيا مباشرة وقبل اليابان. لكننا إن أردنا أن نحسب جمالي الاستثمارات الثابت لموقع فيسبوك، فستكون النتيجة سلبية. بكلمات أخرى، خدمات موقع فيسبوك مسلية، لكنها غير إنتاجية.

لهذا إذا كان مقدرًا لثورة الويب الاستمرار، يجب ألا تعتمد على اكتساب المال السريع والسهل. فالشركات ستحتاج إلى برامج تدر عليها ربحًا وتزيد من إنتاجيتها، مما يعني أن التركيز الجديد سيكون على الشركات. فبعد أن كانت الويب تركز على سوق الشركة للعميل، هناك فرصة كبيرة لها اليوم لتركز على سوق الشركات للشركات.

خصوصًا في ظل سيطرة المعرفة التقنية على العالم اليوم. فأكثر من 50 % من العاملين في الولايات المتحدة يعملون أعمالاً تقنية. فحتى في عمليات التصنيع التقليدية، 90% من العمال لا يقومون بعملية التصنع بأنفسهم. وهذه تعد فرصة سانحة لزيادة كفاءة وفعالية الشركات ومن ثم زيادة أرباحها.

ففي الماضي، كانت الإنتاجية تركز على الأفراد. فعند النظر إلى الكمبيوتر المساعد الشخصي وبرنامج مايكروسوفت أوفيس واسع الانتشار، تجد أنها كلها أدوات مصممة للاستخدام من قبل الأفراد لإنجاز مهام فردية.

أما في الوقت الراهن، فأصبح الأمر كله يدور حول المشاركة. على سبيل المثال، برنامج المصدر المفتوح لينوكس هو البرنامج الذي يمنح الإنترنت قوة. كذلك موسوعة الإنترنت ويكيبديا التي بإمكان أي شخص إضافة المعلومات إليها، تقدم محتو أفضل وأكبر من موسوعة بريطانيكا.

لذلك سيكون النجاح المقبل بإذن الله سبحانه وتعالى لكل من ركز على المشاركة والأرباح. فإذا نجحت في ضم المشاركة والنمو الهائل لموقع فيسبوك إلى إنتاجية وإيرادات مايكروسوفت أوفيس، فستصل أرباحك إلى 1.8 بليون دولار. والفرصة سانحة جدًا الآن في ظل الركود العالمي.

لكن عليك أن تتوخ الحذر في اختياراتك. فإن قررت البدء ببرنامج تجريبي لفترة محدودة، ستصبح سهولة الاستخدام أهم من المزايا الإضافية. كما حدث مع مشغل iPod، فقبله كانت مشغلات MP3 أجهزة معقدة تمتلئ بأزرار التحكم ووسائل ضبط الصوت التقليدية. فقدمت شركة آبل مشغل iPod البسيط وسهل الاستخدام. كذلك أحد الأسباب التي جعلها الله عز وجل سببًا لنجاح برامج جوجل هو استغلال اعتياد الأفراد عليها. فعندما يستخدم الموظف البرنامج خارج عمله، سيكون من السهل جدًا عليه استخدامها داخل عمله.

علاوة على ذلك، من أهم مزايا المشاركة هو تعاون الأفراد مع بعضها البعض. لذلك من الضروري اختيار أدوات تتيح لشركتك التعاون والمشاركة عبر الحدود. ففي العالم يكتظ بالموظفين والعملاء والشركاء والوكلاء الموجودين في قارات ودول مختلفة، تبرز أهمية المشاركة والتنسيق بينهم عن أي وقت مضى.

ولعل النجاح الذي حققته الشركات التي انتهجت المشاركة أكبر دليل على جدواها. فعلى سبيل المثال، شركة Deloitte Digital، نجحت في تقليل 90% من الوقت المستغل في تحرير خطط الأعمال الجديدة بالتغيير من الوسيلة التقليدية لإرسال مستندات مايكروسوفت وورد عبر البريد الإلكتروني كمرفقات من خلال المشاركة عبر بيئة ويب مشتركة.

زر الذهاب إلى الأعلى