برامج وتطبيقات

تجارب شخصية حول التحول إلى أنظمة ماكنتوش

فواز عبد الرحمن، البوابة العربية للأخبار التقنية

عُرف نظام تشغيل “ماك أو إس” منذ أمد طويل بأنه نظام موجه لمحترفي الجرافيكس، والمبدعين، والأشخاص الذين يفضلون التعامل مع أجهزة الحاسب الشخصي الخاصة بهم كما لو كانت شيء شخصي. فيما لم يُسمع عن انتشار واسع لإستخدامه في مجال الأعمال.

ولكن في الآونة الأخيرة كان هناك مزيد من النقاش حول توجه شركة “آبل” الأمريكية بقوة نحو سوق المؤسسات التجارية. وتروي السطور التالية قصص لأفراد وشركات ربما تكون أفكارهم الإيجابية حول اجهزة الحاسب الخاصة بهم والتي تعمل بنظام تشغيل “مايكروسوفت ويندوز” غير مجدية.

قصة تحول شركة لتطوير مواقع الإنترنت إلى أنظمة ماكنتوش:

يقول جلين رومانيلي ، صاحب شركة ليتوس ديزاين ليمتيد المتخصصة في تطوير مواقع الإنترنت والواقعة في مدينة سميث تاون ، بولاية نيويورك الأمريكية ، “بالرغم من انه لا يزال هناك عدد قليل من أجهزة الحاسب الشخصية (PC) في المكتب ، سيتم حتمياً التخلص منها”، واصفاً عملية الإنتقال بأنها “في غاية السهولة”.

ويستدرك رومانيلي قائلا “هل لديك برنامج يعمل فقط علي جهاز حاسب شخصي (PC) ؟ لا توجد مشكلة”. ويلفت رومانيلي الي أنه عن طريق استخدام برنامج VMWare يمكنك تثبيت أي برنامج “ويندوز” تحتاجه، وسوف تعمل تماما مثل كما لو انك تستخدم جهاز حاسب شخصي عادي (PC)، بالإضافة انك لن تكون بحاجة لإعادة تشغيل الجهاز لعمل ذلك. وبديلاً عن استخدام باقة مايكروسوفت أوفيس المكتبية، هناك برنامج مجاني بديل لها متاح للتنزيل على الماك يسمى (نيو أوفيس) يمكنه فتح وحفظ ملفات برنامجي الورد والإكسل بنفس طريقة عملها الأصلية”.

ولمزيد من المعلومات حول برامج الماك المجانية ، انظر “7 تطبيقات مفتوحة المصدر تحتاجها الآن لنظام الماك”.

https://www.cio.com/article/395463/Seven_Open_Source_Mac_Apps_You_Need_Right_Now

وكخيار أفضل ، فإن جهاز الماك عمل بشكل ملحوظ على الحد من التكاليف المالية، ويقول رومانيلي “صدق أو لا تصدق ، انها كانت مسألة تكلفة. فعلاً فإنه كان من الأرخص شراء جهاز (آي ماك) مقارنة بأجهزة الحاسب الشخصي (PC) الأخرى.” مضيفاً إلى أنه ” منذ سنوات قليلة مضت لم يكن الوضع بهذا الحال”. وعلى الرغم من أن التكلفة تعتبر عاملاً مصيرياً لدي بعض الناس، فإن قرارات البعض الآخر تكون مبنية على مقدار بساطة وسهولة “ودودية” الجهاز بالنسبة للمستخدم.

فنانة تنتقل من الحاسب الشخصي (PC) إلى الماك :

انتقل العديد من المستخدمين إلى نظام الماكنتوش بعد إدراكهم مقدار التحسن في قدارت أجهزة “أبل” عبر السنوات الماضية. وبعد استخدامها أجهزة حاسب شخصي (PC) في كليتها وفي سنواتها الأولى في عملها في مجال الفن، فأن السيدة جين هوي ، مديرة الفنون في شركة (استراتيجيك إنسايتس) في مدينة ريليج بولاية نورث كارولينا الأمريكية ستستخدم الآن فقط جهاز حاسب يعتمد نظام ماكنتوش.

وتقول السيدة جين هوي “للإستخدام الشخصي ، أجد الماك اسهل من أجهزة الحاسب الشخصي (PC) ، علي الرغم من انني استخدمتها لسنوات قبل الإنتقال ، وخاصة الآن فهي الإتجاه السائد لدى معظم الناس، وبها المزيد من خيارات البرامج، وحتى انها يمكنها تشغيل نظام الويندوز عليها”. وتشير السيدة هوي الي أنها لا تري “أي سبب لعدم استخدام الماك” مضيفة أن إنتقالها لإستعماله منذ سنتين كان سلس وسهل. ومع ذلك فإن اضطرارها لعمل اختبارات علي مواقع الإنترنت في وظيفتها يعني انها لن تستطيع التخلص من جهازها الشخصي (PC) بسهولة.

وتقول السيدة هوي “كجزء من وظيفتي ،لا استطيع تجاهل الويندوز ، حيث أنني أحتاج لإختبار مواقع الإنترنت علي أنواع مختلفة من المستعرضات، ومنها تلك التي تكون متاحة فقط علي الويندوز.” وتشير السيدة هوي الي أن “جمال أجهزة الماك يكمن في أنه يمكنك تشغيل (باراليل) لتشغيل نظامين تشغيل مرة واحدة- نظام ويندوز واحد ونظام أو إس إكس- ، أو تشغيل برنامج (بوت كامب) لبدء الكمبيوتر كما لو انه جهاز ويندوز.

وبعيداً عن اختبار المواقع، فان السبب الآخر الوحيد في اختيار برنامج الويندوز هو الألعاب. وتقول السيدة هوي أن “أشياء مثل باقة الأوفيس المكتبية لم تعد ضرورية بعد الآن ، عندما يكون هناك خيارات مجانية متاحة مبنية علي شبكة الإنترنت”. وبشكل واضح فان هوي ليست وحيدة في مجال الفن بإستخدامها لجهاز حاسب الماك. وتؤكد السيدة هوي أن أجهزة الماك تعتبر “معيار قياسي” في مجال عملها.

وعلي الرغم من ذلك فانه لايزال بعض المشتغيلن في مجالها يستخدمون أجهزة الحاسب الشخصي (PC). وتعترف هوي قائلة “الشيئ الذي يخيفني هو انني عملت في اكثر من مكتب يشغلون كلهم أجهزة حاسب شخصي (PC) . اقول “مخيف” لأنه كما ذكرت مسبقاً فان جهاز الماك هو معيار قياسي للجرافيكس .” وتضيف هوي ” في مكتبي الحالي ، لدينا علي ما أعتقد عدد 5 أجهزة حاسب شخصي (PC) و 10 أجهزة ماك. حيث أن أجهزة الحاسب الشخصي (PC) محجوزة لموظفي الإدارة والمبيعات بالإضافة الي المبرمج الخاص بنا.”

مهندس برامج يتمسك بجهازه الشخصي (PC) :

بينما سيستمر الأن في استخدام الحاسب الشخصي (PC) الخاص به ، فإن السيد مات سولوواي، مهندس البرامج في شركة (أيافو للأبحاث والعلوم) ، يقول انه هناك 4 تغييرات في نظام تشغيل الماك سوف تثنيه عن قراراه : سعر أقل ، أمن أشد ، مزيد من أدوات هندسة البرامج ، ونظام أقل عرضة للإنهيار. ويؤكد السيد سولوواي “أنه حوالي 80 في المائة من العاملين في شركته يستخدمون اجهزة حاسب (PC) مقابل الماك. فهو يعتقد ان أجهزة حاسب (PC) داخل صناعته تفوق أجهزة الماك ثقلاً في الشعبية.”

ويلفت سولوواي الي أنه علي الرغم من أن أجهزة الماك بدأت تشق طريقها داخل المؤسسات التجارية . فانه يشك في انها ستصبح مستخدمة بشكل واسع عن أجهزة حاسب (PC) في هذا السوق. (الآخرين لا يتفقون معه في الرأي.

هل سيتغير الوضع الي صالح أجهزة الماك داخل المؤسسات التجارية؟

وبالرغم من أن البعض يشكك في قدرة أجهزة الماك علي التفوق في استمالة المؤسسات التجارية ، يشعر البعض الآخر ان تغييرات كبيرة لسوق الماك ربما تكون علي الأبواب. وطبقاً الي بيان أصدرته شركة (جارتنر) للأبحاث في يناير الماضي ، فانه بحلول عام 2012 ” سوف تضاعف شركة (أبل) من حصتها من الحاسبات في اسواق امريكا وغرب أوروبا.” لكن بإعتبار أن بعض الناس لا يزالون غير واثقين في أجهزة الماك ، فقط من الذي يضيف هذا للحصة؟

يؤكد السيد كريستوفر سمادرس ، نائب الرئيس لحوسبة العملاء في شركة “جارتنر” ، ان هذا التوقع جاء بناء علي الوعي بالعلامات التجارية ، والتوافقية ، وتصميم المنتج واحباط المستهلك من نظام تشغيل مايكروسوفت فيستا.”وأشار الي “أن أرباح الحصة هي بشكل اساسي في المنزل والأعمال صغيرة الحجم”

وقال سمادرس “أعتقد ان معظم أجهزة أبل سوف تدخل المؤسسات التجارية في عام 2009. وذلك سيكون نتيجة لعدد المستخدمين الذين سيوصلون اجهزتهم الخاصة بها اكثر منه قيام أقسام تكنولوجيا المعلومات بها بشرائها لهم”

وعلي إعتبار أن العديد من الناس يعملون علي اجهزة الحاسب الشخصية في كل من المنزل والمكتب بسبب بفضل الإرتفاع في ثورة الإتصال المجتمعي، فان ذلك يبدو محتملا . وكثير من الناس يتبعون ذلك الإتجاه. ويعتبر المحامي روب فليمنج ، صاحب شركة (روب ج. فليمنج بي سي) للمحاماة ، هو أعظم مثال علي ذلك الإتجاه .

يقول السيد فليمنج “أستخدم جهاز حاسب ماك في المنزل واعتقد انه حتي الآن هو افضل منصة تشغيل” ، مؤكداً أن شركته تخطط للأنتقال الي أجهزة الماك بعد قرب انتهاء استثماراتها في أجهزة الحاسب (PC). ويضيف السيد فليمنج “نحن نعرف بعض الشركات الأخري الصغيرة التي إنتقلت وهم الآن سعداء جدا مع الماك.”

زر الذهاب إلى الأعلى