تحت الضوء

الإعلان عن الجمهورية الفلسطينية كأول جمهورية إلكترونية في العالم

غزة، مرفت أبو جامع: “السيادة ، الأرض ، الحدود ، الحرية ،المساواة، العدالة ، الإبداع : مفردات لدولة فلسطينية لم يتمتع بها الفلسطينيين منذ تاريخهم، بسبب إجهاض الدول المتعاقبة على احتلال أراضيهم ، لفكرة قيام دولة فلسطينية تجمع شتاتهم ، ولقد توارثت الأجيال هذا الحلم ،ولازال يدغدغ أحلام الشباب الذين يتوقون للعيش في وطن تسوده قيم العدالة والمساواة والحرية ،ولان واقعهم المعاش والصراع الدائر في أروقة السياسة دفع إلى تهميشهم وإقصائهم عن المشاركة الفاعلة وغيب حقوقهم، لذا ارتأى الشباب الي تأسيس أول جمهورية الكترونية فلسطينية افتراضية تحاكي الواقع الفلسطيني وترسم وطنا أجمل، بملامح أكثر وضوحا وحرية بعيدة عن الصراعات والتجاذبات السياسية، وفي جو يسوده الحوار البناء والعلاقة التفاعلية المتسامية عن الحزبية الضيقة و الأجندات ذات المصالح المتعددة.

——————————-
حلم لم يفسده الاختلاف
——————————

“الفكرة بدأت صغيرة، دورة فمنتدى ، فجمهورية ، ولم تخرج عن سياق واقعنا الذي أصبحنا نتألم بحرقة لما وصلنا إليه بصنع أيدينا” : يقول محمد خريس رئيس الوزراء بالجمهورية ، ومدير مكتب xperts للعلاقات العامة بطولكرم، ويشرح قائلا: “كان سقف طموحاتنا يصعد بنا للوصول إلى واقع مثالي على غرار جمهورية أفلاطون ونحتفظ بصور للوطن ،أبهى وأجمل مما فصلوه لنا بخرائط طريق ملتوية ومتعرجة سئمنا السير فيها وهي لم تقودنا إلا إلى الخسارة والمزيد من التنازلات وضياع الحقوق، وأثرنا أن نبني بالتدريج الحلم، وان كانت المثالية غاية لا تدرك، فهي حافز يحثنا على العمل الجاد لرفض الواقع والمحاولة للإسهام في تطويره والحد من تدهور الأوضاع، التي تهدد مستقبل الشباب الذي يشكل ثلثي المجتمع.

ويسرد بدايات الفكرة قائلا: ” شاركنا مجموعة من الكوادر من مختلف الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية والتيارات الفكرية من محافظات الضفة ،في دورة تدريبية بعنوان تطوير الأحزاب عقدتها مؤسسة ( باسيا) الدولية برام الله ، قبل 4 أشهر، وفي سهرة حوارية بين المشاركين وتبادل للآراء والأفكار على مدار 5 أيام، كنا رغم اختلاف توجهاتنا السياسية نقترب من بعضنا البعض،ولا ننسى أننا أصدقاء ، فتصعد حدة الانتقادات وتخفض ولكن كثيرا ما نتفق ونحترم وجهات النظر المخالفة ونقبل النقد بصدر رحب، كان هدفنا في الاختلاف واحد وهو الوصول إلى الأفضل ، ويضيف:” كثيرة هي الدورات التي التحقنا بها ولكننا أثرنا أن نستفيد من تجمعنا ونجتهد في خدمة الوطن والقضية التي تشوه معالمها وتطمس هويتها بأجندة داخلية وخارجية.

——————————
مراحل وداعمين
——————————

ويوضح خريس ” 33 عاما ” أن الفكرة مرت بعدة مراحل، بدأت بإنشاء قائمة بريدية لتواصل المشاركين أو إنشاء مجموعة حوارية على الشبكة الالكترونية والالتزام بعقد لقاءات دورية لهم ، ثم إنشاء منتدى الكتروني حواري ثقافي يتيح المجال للتبادل والحوار والتعبير عن الآراء ومناقشتها بنطاق أوسع .

ويتابع:” على هذا الأساس تم الاتفاق على إنشاء المنتدى وطرح الفكرة التي وجدت دعما سخيا على الدكتور مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية الشؤون الدولية( باسيا) وكذلك د. صبري صيدم وزير الاتصالات السابق ومدير وحدة الإبداع بجامعة بيرزيت الذين احتضنا الفكرة ووقفا إلى جانبها وسانداها بالدعم المعنوي والمادي ولولا جهودهما لوئدت كحال الكثير من الأفكار التي لا تلقى من يساندها وما استطاعت ان ترى النور وتساهم في إصلاح ما أفسده الآخرون في الوضع القائم.

ويوضح خريس أنه بعد انتهاء الدورة أقر المشاركون بإنشاء جمهورية الكترونية افتراضية تحاكي الواقع الفلسطيني وتحاول أن تخطو بهذا الواقع نحو الأفضل في إدارة الشأن الوطني وتجمع بين التناقضات والممارسة الديمقراطية والتخطيط والمتابعة والتقييم والتجديد والتصحيح من خلال التفاعل الايجابي بين مختلف شرائح الشعب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .

——————————
افتراضية ومبدعة
——————————

ويشير خريس ان الجمهورية الالكترونية هي الساحة الواسعة لطرح جميع الآراء والأفكار والمناقشات والحاضنة للحوار الايجابي وتبادل الخبرات والثقافات وتنمية المعارف ومهارات الاتصال والتفكير والايجابي وهي مصنع الإبداع الفكري والبرامجي والتنظيمي الإداري وهي النموذج الأفضل لإدارة السلطة الوطنية الفلسطينية في التخطيط والمتابعة والتقييم والتعايش والتقبل والممارسة الديمقراطية التي من شئنها خدمة وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني .

ويؤكد خريس بأن الجمهورية افتراضية ” virtual” بمعنى ان لها امتداد على ارض الواقع وهي تمثل مايطمحو الى ان تكون عليه حكومتنا ودولتنا ونظامنا بعد تخليصه من شوائبه وغربلة ما يتناقض والمعايير الدولية والقوانين المعمول بها.

وعن أهداف الجمهورية يتحدث خالد منصور من نابلس الطالب الجامعي ووزير المالية في الجمهورية :” ارتأينا إلى تحقيق عدة أهداف على المدى القريب والبعيد منها :”تنمية مهارات التفكير الايجابي والإبداعي لدى الشباب وتعزيز قيم التسامح والديمقراطية والتقبل والتفهم وتنمية مهارات وقدرات التحليل والتمييز،خلق روح التنافس الايجابي في تطوير المهارات والقدرات الذاتية وتعزيز مفاهيم وقيم النقد الايجابي البناء وروح المشاركة والتفاعل المجتمعي والعمل الطوعي .

وعن الوسائل التي سيستخدمونها لمواصلة عملهم يقول هيثم يحيى يخلف وزير الخارجية في الجمهورية، نعكف على إنشاء موقع الكتروني يمثل الجمهورية بكافة مقومات الدولة من سلطة وشعب وأرض وحدود ويحتوي على كل فعاليات الوزارات ونشاطات المجتمع ومؤسساته ويضم مواقع فرعية للوزارات المختلفة و منتديات للتواصل معها منها :منتدى السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ،منتدى خاص بمؤسسات المجتمع المدني، منتدى خاص بالتنظيمات والأحزاب السياسية، منتدى حواري ثقافي، منتدى عام .حواري، ترفيهي”.

وأضاف يخلف بأنه سيكون هناك سفراء يتولوا مهمة تجنيس فلسطيني الخارج ويضبط حركة انضمامهم للجمهورية ، ويضيف بأن أول نشاط حقيقي بهذا الصدد هو ما يحدث بيننا الآن وبين الدكتور الفلسطيني سامر في لندن وهو يحضر رسالة الدكتوراه في موضوع الحكومات الالكترونية في بريطانيا والذي أبدى استعداده للتعاون معنا ووضع خطه ليس لثلاث سنوات بل لعشرة أعوام.

ويقول عمر ابو شرار ” رئيس الجمهورية” بان الجمهورية سيعلن عن انطلاقتها في منتصف نوفمبر الجاري وتشمل المرحلة الأولى زيادة عدد الحاصلين على جنسية الجمهورية ” الشعب” وهو كل فلسطيني داخل الوطن أو خارجه.والتعريف بالجمهورية ووزرائها ومن ثم سيؤدي الرئيس ” ابو شرار” اليمين أمام المؤسسين وسيطالب ” رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة ،التي ستقوم بمهمة وضع الدستور والمحكمة الدستورية العليا وقانون الانتخابات والدعوة لعقد انتخابات، وخطة عمل وزراتها المستقبلية.

وتدشين الموقع الالكتروني الذي هو قيد الإنشاء حاليا ويمكن زيارته على العنوان التالي https://www.e-republic.ps والذي مازال قيد الإنشاء.

ويوضح ابو شرار ” 40 عاما ، وهو ناشط تنموي من رام الله ، أن الفكرة لاقت إقبالا لدى طلبة الجامعات والمواطنين الذين رحبوا بها واستعدوا بدعمها وقال بان كثير من الخبراء والاكاديمين استعدوا أيضا بالتعاون معنا والعمل كمستشارين قانونيون للمساعدة في وضع الدستور والقوانين المتعلقة بالجنسية ونظام الحكم وصلاحيات الجهاز التنفيذي والتشريعي يتم العودة للدستور الفلسطيني، وصياغة خطط عمل الوزارات المختلفة. مع معالجة بعض المواد وتنقيتها مما يشوبها للوصول الى افضل القوانين .

——————————
تفاؤل وثقة
——————————

وسيسجل للفلسطينيين أنهم الأوائل في تأسيس هذه الجمهورية حيث لا يوجد على الشبكة االعنكبوتية ، مواقع مشابهه رغم بحثنا عنها عبر محرك ال GOOgLe وان كان هناك إشارات لا تعدو كونها ، مجرد اقتراحات لم تدخل حيز التنفيذ او تؤخذ بجدية ،وفي هذا الصدد يقول خريس بابتسامة اعتزاز وثقة:” ان الفكرة فلسطينية محضة وحاولنا أن نبحث عن نموذج مشابه فلم نجد ، وكل ما وجدناه هو مواقع لحكومات الكترونية واقعية ،ونتوقع ان تكون تجربتنا مرجع، لجمهوريات مشابهه مستقبلا ولتثبت للعالم أننا رغم حلاكة ظروفنا وتعقيد واقعنا المتأزم ،لازلنا على قدرة على الإبداع والتفكير في وضع اسمنا على خارطته .

الإرادة والثقة بالنفس وحب التغيير والتجديد دفعت بمحمد وعمر وخالد وهيثم ورولا وغادة وغيرهم ممن تجمعوا من مختلف محافظات فلسطين” من القدس ورام الله ونابلس وطولكرم والتفوا، رغم الحواجز والعراقيل حول الفكرة بل ووصلوا الليل بالنهار للعمل الجاد الذي ابتدأ بمخيم صيفي تكويني للتعريف بالجمهورية بين طلبة الجامعات ، وتقول غادة سمان من القدس ووزيرة الشؤون الاجتماعية بالحكومة المستقبلية للجمهورية كانت باكورة عملنا تنظيم مخيم صيفي للتعريف بالجمهورية بجهود فردية ودعم من مؤسسة الأشبال والزهرات وبعض الشخصيات السياسية والمجتمعية ومن خلال المخيم ازداد عدد المؤسسين للجمهورية إلى خمسين شاب وفتاة ، وأعطينا تدريبات في الإدارة والتخطيط والإعلام ولقاءات مختلفة مع صناع القرار مضيفة ان هناك المزيد من ورش العمل والبرامج التي ينوون تنفيذها منها مكتبة وطنية عامة وإذاعة خاصة بالجمهورية يتم ترجمتها لكل اللغات .

——————————
الأحلام واقعية والعائق مادي
——————————

“الأحلام كبيرة وتحقيقها ليس صعبا ولكن العوائق مادية فقط” وهي التي أخرت الانطلاقة رغم جاهزيتها ، يقول منصور ويوجه دعوة إلى كافة الفلسطينين الى الانضمام للجمهورية وتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي او المالي لها كي تستطيع ان تجمع ما فرقه الاحتلال والصراع ، وتعيد لحمة الفلسطينين المشتتين في مختلف اصقاع الأرض ويدعو الراغبين بالحصول على الجنسية او الاستفسار على الايميل التالي: info@E-REPUBLIC.PS

تري هل سيقدر الشباب الفلسطيني الذي هزمه الصراع وحشره في زاوية مظلمة، يلقى مصيرا مكبلا ببطالة، وفقر وتقصير في حقوقه وغياب أفق سياسي لعودة الأمور إلى مجاريها على عودة اللحمة للوطن المنقسم وجمع شتات الفلسطينيين وكلمتهم ما لم تستطع فعله السلطة الوطنية في سنوات تأسيسها، فلننتظر لعل الجمهورية تحمل المزيد من المفاجأت. نقلاً عن مدونة أرض البرتقال الحزينة لمرفت أبو جامع: https://merfatpal.maktoobblog.com/.

موقع الجهمورية الفلسطينية الإلكترونية:
https://www.e-republic.ps/

زر الذهاب إلى الأعلى