الأخبار التقنية

لعنة البرمجة ولهث المبرمجين للتأقلم مع متطلبات مهنتهم

كما نعلم جميعا فان كل المهن تتطلب نوعا من الجهد المبذول من قبل ممتهنيها للتأقلم مع التطورات التي تطرأ عليها مع مرور الوقت.

وكما أن هناك مجالات عمل تتطور ببطء وأخرى تتطور بسرعة, فان تقنيات البرمجة تدفع بممتهني هذه المهنة – الممتعة في ظاهرها – الى اللهاث خلف التكنولوجيا الجديدة المبتدعة التي تظهر كل يوم.

منذ سنين لا يتجاوز عددها اصابع الكفين كنا نكتب برامج عالية المستوى باستخدام بعض أحدث أدوات البرمجة المتوافرة في ذلك الوقت.شخصيا كنت استعمل Borland Delphi وغيري كان يستعمل Visual C أو Visual Basic لبناء التطبيقات و ASP لبناء تطبيقات الويب.

وكنا نقوم ببناءهيكليات للبرامج مستعملين البرمجة غرضية التوجه OOP بنجاح . ومع ظهور تقنيات .NET وتقنيات أخرى وجد المبرمجون أنفسهم مضطرين الى الانتقال الى بيئات جديدة مختلفة قليلا أو كثيرا عن بيئاتهم السابقة التي تاقلمو معها وبنو رصيدا كبيرا من الخبرة باستخدامها.

وتفاوتت الصعوبات التي واجهوها خلال هذه العملية. ولم يكادو يتأقلمون مع المبادئ الجديدة المختلفة ويكملون تخليهم عن المبادئ القديمة (التي استغرقت أيضا وقتا طويلا لتعلمها وقتها) حتى ظهر جيل جديد من تقنيات .NET عاد ليرمي بجهودهم في مهب الريح وليساوي بينهم وبين مبرمجين جدد غير ذوي خبرة لم يكن لهم احتكاك الا مع آخر التقنيات البرمجية التي ظهرت.

تبقى هناك أفضلية في ايجاد الحلول البرمجية للمبرمجين ذوي الخبرة, لكن هذا لايلغي حقيقة انها وضعتهم في مقارنة مع مبتدئين في نفس مجال المهنة.وهو امر نادرا مايحصل في مهن اخرى.

وتبقى ايضا حقيقة أخرى هي أن بعض المبرمجين الاقدم والمستعملين للغات برمجة أعرق (مثل Cobol) لم يستطيعو الانتقال بخبراتهم الى عوالم .NET الجديدة. أو الى مبادئ تطبيقات الويب Web Applications المختلفة جذريا عما خبروه في عوالم تطبيقات ويندوز Windows Applications.

المبرمجون الذين كانو من بضعة سنوات يعتبرون جواهر نادرة في شركاتهم وجدوا أنفسهم في مقارنة مع مبرمجين جدد اقل خبرة لكن بنفس المهارة في مجال استعمال الادوات البرمجية المتاحة لهم, وفي نفس الوقت هم اقل تكلفة واقل تطلبا من المبرمجين الأقدم والذين – غالبا – مايجدون انفسهم مضطرين للبحث عن عمل جديد بسبب خلافاتهم في شركاتهم بخصوص مايستحقونه ومالا يستحقونه.

هذه هي اللعنة الملتصقة بهذه المهنة وعيبها الأساسي. فاذا كنت من ممتهنيها جرب الانقطاع عن ممارستها بشكل منتظم لمدة سنة واحدة. ثم ارجع وحاول ممارستها لتجد أن الجميع قد سبقوك بمسافات وانك اصبحت رجل الكهف الذي استيقظ من سبات عميق ليشاهد السيارات والطائرات أمامه وهو ممسك بهراوته ومستغرب من نوع الحلم الذي يراه.

لمراسلة الكاتب: tbahri@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى