دراسات وتقارير

تقريرآفاق جديدة من سيتا يحمل حلولاً لصناعة النقل الجوي

أظهرت بعض الأبحاث التي أجرتها مؤخرا سيتا، الشركة العالمية المتخصصة في توفير تقنيات المعلومات إلى صناعة النقل الجوي، بأن في العالم حاليا 3.2 مليار هاتف متحرك، وأنه من الممكن، في غضون خمس سنوات، تحويل هذه الثروة التكنولوجية إلى أداة فعالة لا غنى عنها للسفر جوا، وأنها إذا تمت الاستفادة منها لمتابعة المسافرين يمكنها أن توفر على صناعة النقل الجوي، التي تعاني من ضائقة مالية متفاقمة، حتى 600 مليون دولار أمريكي.

فإذا نحن نظرنا إلى الهواتف المتحركة وكأنها ملفات شخصية لإدارة كل ما يتعلق بإجراءات السفر، لوجدنا أنها يمكن أن تلعب دور بطاقات ركوب الطائرة، وأن تحفظ معلومات الأمتعة الخاصة وتفاصيل الدفعات المالية، لتقضي تماما على الحاجة إلى الورق في إجراءات السفر، كما أنها مستقلة تماما عن المواقع التي يتم استخدامها فيها. ولا ننسى أنه في المستقبل من الممكن الاستفادة من الهواتف المتحركة لتخزين معلومات تأشيرات الدخول والمعلومات الحيوية الشخصية.

كما يشمل التقرير، الذي تم توزيعه مؤخرا في قمة سيتا لتكنولوجيا المعلومات في صناعة النقل الجوي، نتائج الأبحاث التي أجرتها جامعة كامبردج، والتي تؤكد أيضا بأن بعض التقنيات الحديثة، مثل تحديد المواقع بواسطة الأجهزة المتحركة، يمكنها أن توفر على خطوط الطيران حتى 600 مليون دولار أمريكي، من خلال متابعة المسافرين، وإرسال الرسائل، وتوجيههم نحو بوابات الإقلاع بصورة أكفأ، وبشكل يحسن من الزمن الكلي الذي تستغرقه الرحلات ويقلل من ظاهرة تأخر الطائرات عن مواعيد الإقلاع.

فحسب معدلات النمو الحالية، سوف يكون في العالم 5 مليارات مستخدم لأجهزة الاتصالات المتحركة بحلول عام 2011، كما ستكون إمكانيات الهواتف النقالة ووظائفها أكثر تطورا بكثير. وسوف يفتح هذا الأبواب أمام صناعة النقل الجوي لتبني وسائل وأنظمة جديدة تساعدها في أداء عملها، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن 90% من المسافرين جوا هم من أصحاب الهواتف المتحركة.

علق هاني الأسعد، نائب الرئيس الإقليمي لشركة سيتا، الشرق الأوسط وتركيا، قائلا:” سوف يتمتع هؤلاء المسافرون الرقميون بالعديد من الخدمات المتنقلة التي سيحصلون عليها حسب الطلب، كالإطلاع على آخر معلومات الرحلات، والخدمات الذاتية للحجز والتسجيل وركوب الطائرة، والدفع بواسطة الهاتف المتحرك.

” بعض هذه الخدمات متوفر فعلا اليوم للمسافرين، فعلى سبيل المثال، في النرويج واليابان وألمانيا، أصبح السفر اللاورقي حقيقة واقعة في بعض الرحلات. ولكن ما تظهره أبحاثنا هو أن هذه الخدمات المتحركة سوف تصبح متوفرة إلى جميع المسافرين في جميع أنحاء العالم، في غضون السنوات الخمسة القادمة. في الواقع، أنه بحلول عام 2010، تخطط 67% من خطوط الطيران تقديم خدمة التسجيل المتحركة، بينما ستقدم 82% من خطوط الطيران خدمات التنبيه بواسطة الهواتف النقالة.”

كما يشير التقرير إلى عدد من المجالات الأخرى التي يمكن أن تستفيد من خلالها صناعة النقل الجوي إذا قررت تبني هذه التقنيات. فإذا تم استخدام الهواتف النقالة كأجهزة متابعة فإن المطارات سوف تستطيع توجيه المسافرين بصورة أكثر كفاءة وفعالية، بل وتقديم خدمات جديدة تشكل مصادر إضافة للأرباح. ففي تجربة أجريت في مطار مانشستر في المملكة المتحدة، وجد أن المسافرين الذين تسلموا قسائم الشراء بصورة إلكترونية على هواتفهم النقالة، استخدموها في الشراء بمقدار أعلى بنسبة 45% مقارنة بالمسافرين الآخرين.

أما السيد فرانشيسكو فيولانتي، المدير التنفيذي الأول، سيتا، فلقد علق قائلا:” يجب على صناعة النقل الجوي أن تتبنى هذه “التقنيات المستحدثة”، لتحظى بالعديد من الفوائد والمزايا التي ستترجم إلى زيادة في العوائد والأرباح، مثل تحسين الزمن الكلي للرحلات، والارتقاء بمستويات الخدمات المقدمة إلى المسافرين، بالإضافة إلى مصادر الدخل الجديدة. لقد استثمرت سيتا 110 مليون دولار أمريكي في الأبحاث والتطوير هذا العام، وشمل ذلك تأسيس مختبر سيتا الجديد، مما يؤكد على التزامنا المطلق بالإبداع وابتكار التقنيات الجديدة التي نعتقد بأنها ستعود بالنفع العميم على الصناعة ككل.”

زر الذهاب إلى الأعلى