تحت الضوء

أفريقيا تليكوم 2008 .. جلسات ساخنة .. وحضور باهت في أجنحة المعرض

مصر تستضيف مؤتمر عالمي لادار شبكة الانترنت العام القادم

جلسات قوية حضور متنوع من كل افريقيا في المؤتمر.. هدوء يخيم علي قاعات العرض هذا ما يمكن ان نصف به فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر افريقيا تليكوم 2008 جلسات المؤتمر ركزت علي سيناريوهات ما بعد قمة WSIS وماذا كنا في احتياج لقمة اخري ؟ وتطرقت ايضا لنتائج قمة توصيل افريقي التي عقدت بروندا اكتوبر الماضي وفيما يخص الجلسات المتخصصة فكانت حول الابتكار علي الصعيد العملي وكيف يمكن دعم الجتمعات التكنولوجيا في افريقيا مثل مشروعات القري الذكية.

تقرير / خالد البرماوي
بدأت جلسات اليوم الثاني بمجموعة من وارق العمل كانت بمثابة مراجعة لأهداف القمة العالمية للمعلومات WSIS والتي عقدت بجنيف وتونس عامي 2003 و 2006 علي التوالي وحاولت هذه الجلسة أن تجيب علي عدة تساؤلات حول قمة المعلومات خاصة فيما يخص أفريقيا التي كانت حاضرة بقوة في القمتين بتحدياتها رأس الجلسة هولين زاهو نائب رئيس الاتحاد الدولي للاتصالات وتحدث فيها تيتسو ياماكاو مدير الشئون الدولية بوزارة التجارة والاتصالات باليابان وكذلك جون دافيس نائب إنتل للمبيعات والتسويق نيابة عن كارج باريت رئيس مجلس إدارة إنتل العالمية وحضر كذلك دكتور اليسون جيلوالد ممثل مركز ” لينك” جنوب أفريقيا.
وكان تركيز الجلسة التي لم تحظي بتواجد كبير نظراً لأنها كانت في بداية اليوم علي السيناريوهات المعدة لما بعد القمة ومسألة التعهدات التي قطعت علي الدول والشركات لدعم أفريقيا وما إذا كانت هذه التعهدات بمثابة التزام وهو ما لفت النظر اليه الحاضرين, وتطرقت كذلك لأفضل طرق دائما بيئة اتصال وخدمات بين شعوب القارة الأفريقية المختلفين كثيراً فيما بينهم فيما يخص الإمكانيات والموارد والبنية البشرية.
واستبعد الحضور التفكير في عقد قمة مشابهة لقمة المعلومات مؤكدين أن القمتين السابقتين وقعتها اطر العمل ويبقي التنفيذ وهذا يتم علي مراحل من خلال جلسات ومؤتمرات إقليمية وعالمية تركز علي قضايا بعينها مثل مؤتمر لإدارة “حوكمة الانترنت” الذي تستضيفه مصر العام القادم.

ما بعد كجالي
وفي نفس التوقيت عقدت جلسة مطولة ضمن محور الاتصالات المحمولة وتركزت حول خطة عمل قارة أفريقيا بالبروداند والتطبيقات العديدة ذات الصلة وهو ما يترتب توفيق أوضاع العديد من مشغلي الشبكات وأجهزة تنظيم الاتصالات ومزودي الخدمات والمحتوي, وكانت الجلسة الثانية أكثر سخونة تحت عنوان ” أفريقيا اليوم – ما بعد كجالي” وهي كانت تبحث ما وصلت إليه قمة توصيل أفريقيا التي عقدت بروندا أكتوبر الماضي وكانت مصر مشارك رئيس في محاور هذا المؤتمر . أدار هذه الجلسة سامي البشير.

شارك في هذه الجلسة التي كانت احد أهم جلسات اليوم الثاني للمؤتمر خوزية جالا المبعوث لأفريقيا من المفوضية الأوربية ورومانا مورنزي وزيرة العلوم والتكنولوجيا والاتصالات بدولة روندا وكذلك السفير ديفيد جروس مسئول الاتصالات الدولية وقواعد تكنولوجيا المعلومات وشبكة الانترنت الخارجية الأمريكية وتطرق ديفيد لعدة نقاط تخص واقع وتحديات القارة الأفريقية فقال أكثر ما تسعي إليه أفريقيا ألان هو تطوير بنيتها التكنولوجية لتوصيل جيد بين مجتمعاتها الصغير وبين الدول وبينها وبين العالم وهو طلب مشروع لا يمكن إلا إن تمد كل دول العالم يدها لتساعد.

ديفيد والذي يعد احد مهندسي سياسية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدثة اتفق علي حق الدول الأفريقية في استخدام كافة إمكانيات شبكة الانترنت لإدارة مواردها بصور تساعدها علي التطوير بما لا يتعارض من وجه نظرة من تسير حركة شبكة الانترنت وهو الأمر الذي يعد احد أهم النقاط الساخنة في الخلاف حول إدارة شبكة الانترنت.

السفير جروس أكد أن الطريق لتنمية إفريقيا وتوفير بيئة اتصالات ونفاذ علي المعلومات لكل شعوب القارة يجب أن يمر بفكر يضمن تيسر تلك المعلومات وشبكة الانترنت بدون عوائق وتطرق كذلك للمنافسة باعتبارها احد أكثر اطر العمل دفعاً للتنمية وتطوير الأسواق وضرب مثلاًُ بالسوق المصري فقال النموذج الذي قدمته مصر في تحرير قطاع الاتصالات والخدمات يصلح كتجربة يجب أن نعمل علي تكرارها بأكثر من شكل في العديد من دول أفريقيا وأيضا الدول النامية.

وقال النموذج الذي نفذته مصر يقف بين مرحلة وسط بين إتاحة المنافسة وبين ضبط الأسواق لصالح جميع الإطراف مما أدي إلي طرح تقنيات حديثة وخدمات كثيرة بأسعار اقل مع موارد أكثر للدول أي أن الأمر في مجملة غني بالمنافع.

قيادة النمو

وفيما يخص ندوات أول أمس فكانت الجلسة الافتتاحية بحضور دكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي أعطي مجموعة من النقاط الرئيسة كانت علي شكل رسالة ركزت علي دفع الدول الأفريقية لحوار تكنولوجي مفتوح لمحاول تامين الفضاء الاليكتروني وشبكة الانترنت بماض يضمن تيسير امن للمعلومات علي الشبكة بالصورة التي تضمن حماية حقوق الأطفال مشيراً إلي أن انتشار شبكة الانترنت و أجهزة الهواتف المحمولة والاتصالات فائقة السرعة وغيرها من التقنيات تفرض تحديات لقيادة هذا النمو وتوجيه لأهداف التنمية.
ما حاول أن يركز عليه دكتور كامل يخدم بشكل او بآخر أهداف الأجندة السياسية المصرية والأفريقية أيضا وان كان الحديث عن قيادة التحول الذي يحدث في أفريقيا وتوجيه بالصورة السليمة أمر مشروع ولكن محاول تقيد او فرض أي نوع من الوصاية والسيطرة علي شبكة الانترنت أمر صعب للغاية وهو ما أكد عليه حمدون تورية الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات في كلمته حيث أكد أن المعلومات حق أصيل من حقوق الإنسان وشرح جوانب الحصول علي المعلومة وقال كل ما هو من شانه تيسر وإبداع وتمكين وإتاحة الحصول علي المعلومة يعتبر حق من حقوق الإنسان.

ادارة الانترنت
دكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حاول في كلمته أن يدعو إلي تحريك أفريقي لإثارة قضية حوكمة وإدارة شبكة الانترنت وهو ما يعد بمثابة دعوة مفتوحة للمشاركة في مؤتمر ” حوكمة الانترنت الذي سيعقد في مصر العام القادم وهو يعد ضمن الخمس مؤتمرات الكبرى التي أوصت بها قمة المعلومات لحسم مسالة ادارة شبكة الانترنت بعد ان تنتهي الاتفاقية بين الولايات المتحدة و منظمة ” ايكان” سبتمبر من العام القادم.

ما ظهر جلياً خلال جلسات المؤتمر وأكثر خلال الأحاديث الجانبية ان هناك اهتمام من العديد من الدولة بالاطلاع علي تجربة مصر ولا مانع من تعاون وشراكة وهو ما تمثل في مشروع ” اونلاين أفريقيا” والذي أطلق دكتور احمد نظيف لدعم التواصل مع أفريقيا وتقديم الدعم والمشورة والخبرة الفنية او كان لم يحظي هذا المشروع بحقه من الإيضاح, هناك شراكة أخري أيضا لم تأخذ حقه من الضوء وهي التعاون الذي تفكر فيه مصر مع عدد من الدول الأفريقية لإنشاء تجمعات تكنولوجية بما يشبه القرية الذكية في بعض دول أفريقيا. دكتور كامل استغل الاهتمام الأفريقي بالتجربة المصرية في اغلب كلماته فأكد أن مصر مفتوح لأي دعم او تعاون وطرح فكرة أن تكون مصر بوابة أفريقيا لصناعة الخدمات والتعهيد وهو ما أكده أيضا الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء في كلمته بحيث تكون مصر محطة رئيسية بين خدمات التشغيل للغير من أوربا إلي أفريقيا مرور بوابة مصر.

اداة للديمقراطية

قيادة النمو والسيطرة علي الزيادة الكبيرة في شبكة الانترنت وان كان أعداد المستخدمين قليل نسبياً – حوالي 50 مليون مستخدم في كل أفريقيا- أمر شغل الكثير من الحضور فهذا النمو الكبير يفرض تحديات كثيرة بعضها اجتماعية واقتصادية والأخطر سياسية وهو ما تطرق إليه في جلسات اليوم الأول وأيضا في المؤتمر الصحفي رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة اوراسكوم تليكوم وقال التغيرات التي تحدثها الاتصالات المحمولة وشبكة الانترنت لم تترك مجال إلا واخترقته وأثرت عليه بصور عديدة ولفت النظر بصورة سريعة إلي أن بعد الدول بالتأكيد لن يعجبها هذا الوضع.
وأكد كذلك أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكنها ان تكون أداة ايجابية لتعزيز الديمقراطية بصعوبة جيدة حتى في الدول الأفريقية ذات الإمكانيات المحدودة ما قال ساويرس لاقي تأييد الكثير من الحضور خاصة وان يلمح في الأفق بعض المحاولات لتوجيه عملية النمو والزيادة في أعداد مستخدمي الانترنت والمحمول لصالح الأجندة السياسية لبعض الدول. ساويرس أكد كذلك أن اوراسكوم كانت من أوائل المستثمرين الذين طرقوا باب أفريقيا وأضاف يسعدني ان أعود مجددا بصورة أكثر تركيزاً وبأفكار ومشروعات جديدة خاصة وان هناك العديد من فرص للعمل والاستثمار في هذه القارة التي تحتاج منا لمجهود مضاعف لمساعدتها علي النمو بصور تناسب طموحاتها.

شبكات الجيل الثاني
احد أهم الجلسات خلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر كانت حول شبكات الجيل الثاني NGN وهو الفكر الذي بات تتحرك به وله كل تكنولوجيات العالم والجديد في هذه الجلسة ان التفكير لم يكن مقصورا علي شبكات المحمول وهو ما أوضح دكتور عمرو بدوي رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وأكد أن فكرة Next Generation Network لم يعد مقصور علي شبكات الهواتف المحمول فشبكات الجيل القادم مفهوم أوسع من شبكات الثابت و المحمول مفهوم اتسع ليشمل الشبكة بمفهومها باعتبارها أصبحت عصب الحياة والتنمية ومن هنا كان الحديث عن التلاحم لانه مفهوم يوحد بين فكر وفنيات كل شبكة. وهو ما بداناه في مصر حيث بدأنا بالفعل في العمل ضمن منظومة شبكات الجيل القادم.

لم ينسي دكتور بدوي ان يلمح الي الدور الذي يجب ان يقوم به أجهزة تنظيم الاتصالات في الدول الأفريقية لكي تضبط إيقاع أسواقها فقال لا يمكن ان نقول ان هناك معايير واحدة لتنظيم مختلف الأسواق وحتى في أفريقيا مع إننا نتشارك الكثير من التحديات والفرص ولكن لكل دولة وضعها المختلف, وأضاف ورغم ذلك فان تحديات العمل علي تشريعات واطر تنظيمه لإدارة عملية التحول لشبكات الجيل القادم امر حتي خاصة وان الأمور ليست فنية بحته ولكنها تتداخل بعلاقات عمل وشراكة وحقوق مستخدمين وحقوق بث وملكية فكرية وغيرها من الأمور المتعلقة بالتطبيقات والمحتوي التي أصبحت ركن أساسي من شبكات الجيل القادم.

قاعة المعرض
فيما يخص المعرض المصاحب للمؤتمر لم يكن الإقبال في اليوم الأول والثاني علي المستوي الذي كنا ننتظره وهو ما لفت نظر الكثير من العارضين وان كان البعض عزز ذلك إلي سعي الاتحاد الدول للاتصالات إلي إكساب الحدث طابع الجدية بصورة تضمن دخول رجال الأعمال والشخصيات المهتمة, وان كانت وجه نظر الاتحاد مقبولة لا إنها جعلت قاعات العرض “بارة” للغاية وخالية من الحركة والديناميكية التي نراها في المعارض العالمية وبعض المحلية, وهي سياسية يجب علي الاتحاد الدولي للاتصالات أن يراجعها مرة أخري لأنها جعلت البساط يسحب من تحته لصالح المعارض الأخرى.

من الملاحظات الجيدة في المعرض هو انتشار الشركات الصينية والأسيوية بشكل عام فبرزت شركة هواوي احد اكبر الشركات الصينية العاملة في قطاع الاتصالات خاصة حلول تزويد المشغلين وعرضت الشركة مجموعة من حلول الجيل التالي من الشبكات وأكدت إنها تطرح خلال أفريقيا تليكوم مجموعة من الحلول التي بنيت بصورة تضمن العمل بشكل جيد علي البنية الأساسية الموجودة في العديد من دول أفريقيا وهي بالتأكيد ليست بنية قوية.

وهو ما اثأر التساؤل هو قدرة هذه الحلول علي تلبية احتياجات القارة المتزايدة ويقول غطاس مدير تطوير الأعمال بهواوي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا توافر حلول خاصة للدول النامية والأفريقية بالتحديد لا يعني إطلاقا أنها حلول ناقصة ولكن حلول تم تصميمها بصورة يمكنها ان تعمل وفق الاحتياجات الأفريقية ووفق بنيتها سواء بنية الشبكات او بنية الموارد الأخرى من شبكات كهرباء وخدمات وهي الأمور التي راعيناها.

مدي الاحتياج
وحول مدي احتياج أفريقيا في الوقت الحالي للحلول والتطبيقات المتقدمة مثل البرودباند و اي بي تي في وعمليات نقل الصوت عبر الانترنت قال غطاس الفكرة ليست منصبة فقط علي التطبيقات فالصور اشمل من ذلك فهذه التطبيقات جزء من الإمكانيات ولو استطعنا ان نطلق عليها تطبيقات ترفيهه فلا يسعونا أن نقول ذلك علي تطبيقات التعليم والصحة والخدمات وهي كلها تحتاج الي هذه النوعية من الشبكات وفي نهاية الأمر الاحتياج هو الذي يحكم المسالة ولكن هذا يدعونا للتفكير في تصورنا للاحتياجات التي تنقص القارة الأفريقية.

هواوي حاولت خلال مشاركتها أن تعرض مجموعة من قصص النجاح لها في المعرض ويقول تيان فنج المدير الإقليمي للشركة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشهد قطاع الاتصالات في أفريقيا طفر استثنائية خاصة في مصر وجنوب أفريقا ونيجيريا ورغم التحديات المحيطة فأننا واثقين في قدرة حلولنا علي مساعدة دول القارة, وأضاف نعرض هذا العام بشكل دقيق حلول E2E بما في ذلك شبكات النفاذ العريض اللاسلكي ” واي ماكس” ونظم إدارة المعلومات وتطبيقات الخادم وحلول VOD-FTP وتقنيات نقل الفيديو والبث المباشر للتليفزيون.

زر الذهاب إلى الأعلى