تحت الضوء

أجهزة الانترنت المحمولة MIDs .. هل ستغير شكل التعامل مع شبكة الانترنت؟

تحقيق: خالد البرماوي

الطبيعة البشرية يغلب عليها طابع التنقل وعدم الثبات، ومن هنا بدأت كل التكنولوجيات من حولنا تتجه للاستجابة لاحتياجات الإنسان في التنقل Mobility بحرية كاملة، وببساطة Simplicity في الدخول والتعامل مع التطبيقات والوظائف المختلفة بصورة يمكن الاعتماد عليها Affordability، وتحقيق هذا وما يشمله من مشكلات وتحديات تقنية أمر متروك لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. فلماذا يهتم البشر بمشكلات التكنولوجيا وتعقيداتها ؟ .. فهم يدفعون لهذه الشركات لكي تتعامل مع تلك الأمور في معامل البحث والتطوير لتلبية احتياجاتهم الحالية, وحتى تلك التي من المتوقع أن تكون في المستقبل.

ورغم أنها ليست مشكلتنا، ولكن يجب إن نقر أن التحديات إلي تواجه شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمية والمحلية كثيرة وما زالت في بدايتها، ويصف كريج باريت مؤسس شركة انتل التحديات التي تواجه شركات تكنولوجيا المعلومات بأنه مستمرة وتزداد صعوبة وحسب قوله أن شركات تكنولوجيا المعلومات مطالبة بجيل جديد من التكنولوجيا كل عام، يكون لديه القدرة علي التعامل مع التطورات التكنولوجية الجديدة في التطبيقات والحلول التي تحتاج دائما إلي السرعة والسهولة والبساطة.

العلبة فيها فيل
ويري أن هذه فقط نصف التحديات، ويردف قائلاً والنصف السهل منها، فالحجم الشق الأصعب هنا فكيف نطور التكنولوجيات ونسير بها خطوات للأمام ونتراجع خطوات مماثلة في الحجم ونضع في اعتبارنا العوامل البيئة والتقليل من احتياجات الطاقة والتكامل مع التكنولوجيات الأخرى التي تزداد كل يوم.

ما يحاول أن يشرحه كريج أشبه بمحاول إدخال فيل كبير في علبة صغيرة، وفي كل مرة يزداد الوضع صعوبة بزيادة عدد الفيله مع صغر حجم العلبة. مثال أخر ليس ببعيد, وحدات التخزين.. كانت في الستينات تماثل حجم غرفة صغيرة وتسع بالكاد 5 ميجا بايت من البيانات، ألان أكثر من ثلاثين ألف ضعف هذا الحكم يوضع في ” فلاش ميموري” بحجم عقلة الإصبع!!

هذا التطور يلمس كل شئ في حياتنا، في أجهزة الكمبيوتر وفي شبكة الانترنت وفي الاتصالات وهي الأدوات التي تمثل عصب الحياة، وما تحاوله شركة مثل انتل حالياً الدمج بين هذه التقنيات، ومؤخراً كشفت عن خطتها لجعل الانترنت محمولة، والجديد الذي قدمته هو تطوير معالجات مبنية علي تكنولوجية 45 نانوميتر تراهن علي إنها ستجعل أجهزة الانترنت المحمولة أكثر قدرة علي الاستجابة الحتياجات المستخدمين وهو ما يعرف بالاعتمادية، ويقول نور الدين ذكي مدير التسويق الإقليمي للشام وشمال إفريقيا بشركة إنتل، التجارب السابقة لجعل الانترنت متاح سواء علي أجهزة الهواتف أو علي أجهزة Mobile Internet Devises كان يعيبها عدم القدرة علي الاعتماد عليها في تطبيقات الانترنت الأساسية إما لبطئها أو لعدم قدرة بطاريتها علي العمل فترات طويلة، ومن هنا كان التفكير في طرح مجموعة من المعالجات الجديدة لدعم فكرة جعل الانترنت محمول وبصورة يمكن الاعتماد عليها.

معالجات جديدة
بطرح إنتل خمس معالجات جديدة يراها السوق المصري لأول مرة من طراز أتوم (Intel (Atom وتقنية المعالجات (سنترينو أتوم – Centrino Atom)، بسرعات تصل إلى 1.86 غيغاهيرتز، فهي بذلك تجيب علي سؤال الحجم والوظائف التكنولوجية والاعتمادية، ضمن سلسة ” سنترينو” التي تعتبرها إنتل منصة كامل للمعالجات اللاسلكية، وليس معالج حسب قول نورالدين، الذي أضاف تدعم هذه المعالجات الجديدة أجهزة الانترنت المحمولة التي يتوقع أن تصل مبيعاتها إلي 250 مليون وحدة بحلول 2011 نتيجة ترحيب العديد من الشركات العالمية بطرح هذه الأجهزة والتي ستبدأ مع طرح هذه المعالجات في الأسواق في الربع الثالث من هذا العام.

تقف أجهزة الإنترنت المحمولة (MIDs) بمسافة يصعب حسمها بسهولة بين أجهزة UMPC والتي تعد الجيل الجديد من أجهزة الكمبيوتر اللوحية Tablet PC والتي تبنتها مايكروسوفت قبل خمس سنوات ولم تحقق النجاح اللازم، ويقول نور كل هذه التجارب السابقة بنيت علي نفس المعالجات التي تخدم أجهزة الكمبيوتر المحمولة” ولكن الجديد في أجهزة الانترنت المحمولة إنها بنيت علي معالجات صممت خصيصاً لمتطلباتها مثل الطاقة حيث تحتاج طاقة تشغيلية ما بين 0.65 و 2.4 واء وهو اصغر معالج في العالم، يقابله استهلاك 35 واط في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والتي تعتمد علي بقية عائلة معالجات سنترينو الأخرى وليس اتوم.

توقيت الطرح
ويقول ما يميز أجهزة الانترنت المحمولة يسهل حملها حيث أنها لا تزيد على حجم الجيب. وستسمح للمستخدمين بالتواصل، والترفيه، والحصول على المعلومات، ومواصلة استخدام البرامج الأساسية لعملهم أثناء تنقلاتهم، ومن المتوقع أن تمثل هذه الأجهزة فئة جديدة من الجيل المقبل من مشغلات الفيديو، وأدوات التجوال، والأجهزة اللوحية المتقاربة، وغيرها من المنتجات الاستهلاكية المحمولة المستندة إلى الإنترنت. تستطيع هذه الأجهزة إن تتصل بالانترنت عبر شبكات الجيل الثالث وشبكات الواي فاي والواي ماكس.

وتؤكد انتل أهمية طرح ” اتوم سنترينو”، والذي وصفته بأنه حدث تاريخي علي لسان النائب الأول للرئيس ومدير عام مجموعة التقنيات فائقة التنقل أناند تشاندراسيكر، الذي أشار إلي إن هذه المعالجات أتت لتسد عجز كبير في السوق وتلبي احتياجات ملايين المستخدمين، وستغير مع أجهزة MID طريقة استخدام شبكة الانترنت دعماً للتوجه نحو الجيل الجديد من التطبيقات التي تعتمد علي Web 2.0. ويقول أناندا ما يجعلنا متفائلين بهذه الأجهزة أن الكثير من المصنعين العاملين في أجهزة الكمبيوتر والاليكترونيات قرروا طرح هذه الأجهزة في النصف الثاني من العام مثل ال جي وتوشيبا ةلينوفو واسوس وبنكيو بالإضافة أي العديد من مزودي الحلول والتطبيقات مثل ادوبي ونيرو وساكايب.

هذا الطرح فتح شهية الكثير من المصنعين المحللين، وتؤكد إنتل أن الباب مفتوح أمام الجميع بشروط يصفها نور الدين ذكي مدير تسويق انتل في مصر والشام وشمال أفريقيا بأنها منطقية وعادلة، ويضيف الفرص متاحة أمام جميع المصنعين المحلين في المنطقة العربية ومختلف دول العالم فقط نحتاج مخطط واضح وبرهان لاستعداد جيد لتصنيع أو حتى تجميع مثل هذه الأجهزة التي يجب أن تكون جيدة بصورة تساعد علي بناء سمعة متميزة لاجهزة MID كي يتم الاعتماد عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى