تحت الضوء

الوسائل المتعددة وتقنيات المعلومات تشكلان المحرك الرئيس لمستقبل الاعلام العربي

ان سرعة الانتشار الذي يشهده العالم العربي في مجال النشر الالكتروني والبث الفضائي عبر الانترنت تؤكد على ان الوسائل المتعددة والاعلام الجديد هما المحرك الرئيس لمستقبل الاعلام، هذا ما قاله علي الأحمد، نائب الرئيس والمدير التنفيذي للتخطيط والاستراتيجية في “اتصالات”الإماراتية وذلك خلال كلمته التي ألقاها في منتدى الإعلام العربي الذي انطلقت فعالياته أمس بدبي.

وأعتبر الأحمد ان الإعلام الالكتروني أخذ بالانتشار كونه استطاع تحقيق التوزان بين الانتشار الجماهيري وبين تقديم المعلومات والحقائق التي تهم القراء، مؤكدا على ان تكنولوجيا المعلومات وفرت للعالم فرصة معرفة الكثير مما أحجمت عن الخوض به الكثير من محطات التلفزة ووسائل الاعلام، وهذا ما ساهم في رفع سقف حرية النشر في الإعلام العربي.

وبحسب أحصاءات لعدد من المؤسسات الدولية فإن عدد الاشخاص الذين يستخدمون شبكة الانترنت في العالم وصل 1.3 مليار مستخدم يمثلون 20 % من سكان العالم، فيما يستخدم الهاتف المتحرك نحو 3 مليارات شخص.

وعلى صعيد المساهمة في رفع سقف حرية النشر في العالم العربية أوضح الأحمد ان الاعلام الالكتروني وفر الفرصة للعديد من الأشخاص في العالم العربي للتفاعل مع الاخبار المنشورة والتعليق عليها بهامش كبير من الحرية مما صبغ هذا النوع من الاعلام بصبغة التفاعلية والابتعاد عن الاسلوب التقليدي في الاعلام والذي كان لسنوات طويلة باتجاه واحد من الناشر الى المتلقي، بعكس الوضع الحالي الذي اصبح فيه الاعلام باتجاهين.

وأضاف ان التطبيقات الحديثة للانترنت والوسائل المتعددة وفر الفرصة لأي شخص تنزيل مقطع فيديوي لحدث معين على شبكة الانترنت مباشرة، الأمر الذي جعل من العالم مترابط اخباريا بشكل مباشر وسريع، فمن خلال الهاتف المتحرك يستطيع اي شخص تسجيل أي حدث وتحميله على شبكة الانترنت في غضون دقائق معدودة بحيث يصبح متاحا للملايين حول العالم.

ويمثل الأحمد إحدى اكبر شركات الاتصالات العربية حيث وصل عدد المشتركين مع الشركات التي تديرها “اتصالات” أو تساهم فيها 63 مليون مشترك مع الشركات، و830 مليون نسمة تغطيهم عمليات “اتصالات، واستطاعت ان تدخل العديد من الخدمات التقنية المتطورة الى المنطقة، الأمر الذي ساهم في تسريع وتيرة استخدام تطبيقات الانترنت والوسائل المتعددة في العالم العربي بشكل عام وفي دولة الامارات العربية المتحدة بشكل خاص، حيث وصل عدد الاشخاص المشتركين في مدونة (face book) من الامارات إلى 197 الف مشترك، و 5 الاف مجموعة، فيما وصل عدد المقاطع الفيديوية التي تم تنزيلها عن الدولة على شبكة الانترنت الى اكثر من 19 الف مقطع فيديوي.

وحول الدور الذي لعبته “اتصالات” في توفير الدعم التقني للارتقاء بواقع تكنولوجيا المعلومات في المنطقة قال نائب الرئيس والمدير التنفيذي للتخطيط والاستراتيجية في “اتصالات” ان المؤسسة حققت تقدما كبيرا في مجال شبكات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتوفر احدث الوسائل المتوفرة على الصعيد العالمي، وهذا ما جعل من دولة الامارات مركزا لمئات من وسائل الاعلام العربية والأجنبية، هذا فضلا عن عملها على تقديم خدمات جديدة ترتقي بواقع الاعلام الالكتروني العربي حيث من المتوقع ان يشهد العام الحالي اطلاق النسخة الالكترونية للصحف الاماراتية عبر الهاتف المتحرك.

وتأتي ورقة العمل التي قدمها الأحمد خلال المنتدى في إطار تخصيص المحور الرئيسي هذا العام للمنتدى للتكنولوجيا حيث يعقد تحت شعار “التكنولوجيا وتكامل الإعلام العربي”، ويناقش دور التكنولوجيا المتطورة في دعم مجريات العمل الإعلامي وتنامي دور التكنولوجيا وإسهاماتها في إفراز أشكال جديدة من الإعلام واستحداث تقنيات غيّرت وجه العمل الإعلامي خلال السنوات القليلة الماضية.

وفيما يتعلق بقدرة شبكة الانترنت على استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات والصور والمقاطع الفيديوية قال الأحمد ان عالم الانترنت عالم متغير بشكل متسارع وكل يوم هناك تطورات جديدة في هذا المجال لذا فمن الصعب القول بأن خدمات ارسال البيانات ستؤثر على سرعة الشبكة كون هذه الخدمات تأتي بشكل لاحق للتطور الذي يحدث على الشبكات، فمثلا تصل سرعة اتصال شبكات الألياف الضوئية الى أكثر من 60 ميجابت/الثانية.

وتعتبر “اتصالات” حالياً أكبر ناقل للبيانات الصوتية في الشرق الأوسط. حيث تتيح لعملائها الاتصال بـ600 جهة حول العالم، كما أنها ترتبط باتصال مباشر مع 118 دولة، إضافة إلى امتلاكها مراكز ارتباط في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، لندن، نيويورك، أمستردام، سنغافورة، وفرانكفورت.

وفيما يتعلق بجهوزية العالم العربي التقنية اشار الاحمد الى عدم امكانية تصنيف الدول العربية كوحدة واحدة فيما يتعلق بجهوزية قطاع تكنولوجيا المعلومات، اذ ان هناك تفاوتا بين دولة واخرى من حيث توفر البنى التحتية المتطورة والتطبيقات الحديثة للشبكة ومدى انتشار الانترنت، لافتا الى ان انتشار الانترنت في الامارات وصل الى 38.4 % و 17% في السعودية و10 % في عُمان فيما لم يتعدى 1.2 % في اليمن.

يذكر ان “اتصالات” انشأت في العام 1976 وتعد اليوم واحدة من كبريات شركات الاتصال على الصعيدين الاقليمي والعالمي، وهي في طريقها لتصبح واحدة من أفضل 10 شركة اتصالات في العالم بحلول عام 2010، وتعمل حاليا في 16 بلدا بحجم استثمارات خارجية يقدر بنحو 40 مليار دولار، فيما تقدر قيمتها السوقية بنحو 34 مليار دولار مما وضعها في المرتبة 16 عالميا في قطاع الاتصالات.

زر الذهاب إلى الأعلى