تحت الضوء

شركات التوظيف والعوالم الافتراضية… توجهات جديدة على الساحة التقنية

البوابة العربية للأخبار التقنية-دبي: على الرغم من الزخم الكبير الذي تشهده الفعاليات والمعارض المتخصصة في توظيف الكفاءات العالية إلا أن التحول إلى العوالم الافتراضية للحصول على القوى العاملة يعتبر جزءاً من حركة التطور التقنية التي يشهدها العالم أكثر من كونها فكرة ثورية. حيث اعتادت الشركات والجهات التي تبحث عن موظفين من ذوي الكفاءات العالية على مدى عدة سنوات ماضية اللجوء إلى مواقع الشبكات الاجتماعية بما في ذلك موقع MySpace و Facebook للحصول على مزيد من المعلومات حول الموظفين المستهدفين.

سيناريو..حلم.. أم توجه مستقبلي!

إنه سيناريو إبداعي: أحدث الأشخاص يبحث عن وظيفة مميزة في مجال فن الطبخ يدخل عالم “الحياة الثانية” الافتراضي، Secondlife.com، وفي الوقت الذي لم يسبق له الدخول في لعبة افتراضية من قبل، يقوم هذا الباحث عن العمل بحضور معرض متخصص بالتوظيف تقيمه شركة توظيف عالمية تدعى TMP Worldwide، ويجري مقابلة مع شركة عالمية رائدة في مجال الخدمات الغذائية، ويحصل كنتيجة لذلك على فرصة عمل مميزة كرئيس للطهاة مع هذه الشركة.

هذا تماماً ما حدث خلال شهر مايو من العام الماضي 2007 خلال فعاليات أول معرض متخصص في التوظيف يقام في مشروع الحياة الثانية، secondlife.com، والذي واجه تحديات كبيرة تمثلت في كون الفرص الوظيفية المعروضة والمتقدمين إلى العمل ليسوا ممن تم إقامة هذا المعرض من أجلهم، حيث أنه لم يكن المتقدمون إلى العمل أو الفرص الوظيفية المعروضة متخصصة في المجال التقني في حين وجود كل من مايكروسوفت وتي موبايل وإي بي وفيريزون فضلاً عن عدد من الاسماء الكبيرة العاملة في الحقل التقني.

وقد دخلت العديد من الشركات المتخصصة في مجال التوظيف العوالم الافتراضية، لاسيما مشروع الحياة الثانية، secondlife.com، بما في ذلك Manpower و Kellyو CareerBuilder، ولا شك بأن ذلك خير برهان على التأثير الكبير الذي تفرضه العوالم الافتراضية على قطاع التوظيف على المستوى العالمي.

وقد اتخذت الشركات عدد من الخطوات المهمة في إطار بحثها الدائم عن إمكانيات جديدة للاستفادة من العوالم الافتراضية وتسخيرها في خدمة أهدافها، فقد طالبت إحدى الشركات المتخصصة من شركة TMP الرائدة في مجال فعاليات التوظيف الالكترونية تخصيص “أفاتار” أو شخصية افتراضية تحمل هوية الشركة لإجراء مقابلات العمل مع الباحثين عن العمل في جزيرة TMP في مشروع الحياة الثانية.

ويشير الخبراء والمتخصصون في هذا المجال أن للعوالم الافتراضية تأثير مستقبلي كبير على قطاع التوظيف العالمي، كما أكدوا تأثيره على مجالات أخرى بما في ذلك التعليم الإلكتروني والتدريب.

مواقع الشبكات الاجتماعية في قلب التوجهات الراهنة:

العلامة الفارقة التي تحدث فرقاً كبيراً كما يرى الخبراء هي الحقيقة بأن العديد من مواقع الشبكات الاجتماعية الرائدة تتيح عادةً واجهات برمجية للتطبيقات أو ما يسمى APIs، مما يتيح للشركات المطورة الأخرى، كتلك التي تعمل لصالح شركات التوظيف، إمكانية تطوير تطبيقات مخصصة للاستخدام في مواقع محددة. فعلا سبيل المثال في موقع Facebook، هنالك بعض التطبيقات التي تم تطويرها خصيصاً للمحتوى الموجه لمسائل التوظيف. فقد قامت شركة TMP مؤخراً بإطلاق تطبيق خاص موقع Facebook يدعى “Work with Me” أو “اعمل معنا”، وهو عبارة عن أداة مخصصة لبرنامج ترويجي يستهدف الباحثين عن الوظائف.

تطور العوالم الافتراضية ومدى تأثيرها على صيغة التفاعل بين الأجيال القادمة:

ويرى المحللون أنه في الوقت الذي لاتزال فيه العوالم الافتراضية حديثة العهد، إلا أنه من الضروري أن نأخذ بعين الاعتبار بأنه خلال السنوات القليلة القادمة ستدخل هذه التقنية مجال التوظيف من أوسع أبوابه. ومن التوجهات المثيرة بالنسبة لنا مراقبة مدى تأثير العوالم الافتراضية على الفئة العمرية في سن المراهقة وما قبلها. فمع ازدياد عدد المواقع الافتراضية التي تخاطب هذه الفئات العمرية المبكرة، بما في ذلك Webkinz، و Zwinky فضلاً عن بعض العوالم الافتراضية المخصصة للصغار والتي تزداد شعبيتها وانتشارها يوماً بعد يوم، تبرز هنا ثمة تساؤلات تطرح نفسها بقوة فيما يتعلق بكيفية تفاعل الأجيال القادمة مع بعضها البعض من جهة ومع الشركات العاملة في مجال التوظيف من جهة أخرى، وهل ستكون فكرة التوظيف عبر العوالم الافتراضية مسألة أقل من عادية بالنسبة لهم؟

لن يقتنع عدد كبير ممن يقرأ هذا الموضوع المتخصص بأن مقابلة العمل القادمة الخاصة به ستجري في أحد المباني المميزة في واحد من العوالم الافتراضية، إلا أنه علينا أن نعلم بأن استخدام هذه العوالم الافتراضية وتسخيرها في مجال التوظيف وإدارة الموظفين بدأ يتخذ منحىً جدياً كما يرى الخبراء.

زر الذهاب إلى الأعلى