أخبار قطاع الأعمال

مسؤولو الأمم المتحدة: تحسين الوصول إلى تقنية المعلومات يمكن أن يطلق عنان الاقتصاد الإفريقي

قال مسؤولو الأمم المتحدة وقادة الأعمال في نيويورك يوم 19 سبتمبر إن تحسين الوصول إلى تقنية المعلومات يمكن أن يساعد إفريقيا على تحرير قدرات اقتصاداتها.

وكانت البلدان الإفريقية قد سجلت أعلى معدلاتٍ للنمو في الهواتف النقالة في العالم، تراوحت بين 50 إلى 400 بالمائة في السنوات الثلاث الأخيرة وفق ما ذكره للصحافة حمدون توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات ITU.

ويجب أن يكون هدف إفريقيا الآن محاكاة هذا النجاح في مجال توفير الحزمة العريضة، بالإضافة إلى جعل “الوصول إلى الإنترنت في كل قرية، وكل مدرسة، وكل جامعة، وكل مستشفى” حقيقة واقعة.

وبناء على الأرقام التي أعلنها الاتحاد الدولي للاتصالات، فإن الافتقار إلى قدرات الاتصال بالإنترنت على نطاق واسع يعيق النمو. يتوافر الوصول إلى الإنترنت لدى أقل من 4٪ من الأفارقة، ونسبة انتشار الحزمة العريضة تقل عن 1٪، ويتجه 70٪ من حركة البيانات في كامل القارة إلى خارج إفريقيا ما يرفع من التكلفة على المستهلكين. ووفقاً للبنك الدولي، فإن تكلفة الاتصال بالإنترنت في إفريقيا هي الأعلى في العالم، حيث تراوح بين 250-300 دولار أميركي في الشهر.

وأوضح السيد توريه إن إفريقيا بحاجة إلى بنية تحتية متطورة وتنافسية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وقال: “باستخدام الألياف البصرية في بعض أجزاء الشبكات ووصل الدارات الرئيسة، يمكننا تلافي التكاليف الزائدة لنقل البيانات عبر الإنترنت، ما يقلل التكلفة بنسبة الثلثين”.

وقال إن الصين والهند رفعتا من استثمارات القطاعين العام والخاص في تقنية المعلومات والاتصالات، وبإمكان الدول الأخرى أن تفعل الشيء ذاته. وأضاف: “بمجرد إقامة البنية التحتية وإنشاء السعات اللازمة، سيكون بإمكانك الحصول على نمو حقيقي وبمعدلات هائلة”.

وبرأي كريغ باريت، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة ورئيس مجلس إدارة شركة إنتل، فإن استخدام الهواتف النقالة في إفريقيا سيسير دون شك وفق الاتجاه العام السائد في المناطق الأخرى من العالم النامي. وقد دخل القطاع الخاص في الصين والهند وأميركا اللاتينية مجال المساهمة في تقنية المعلومات والاتصالات، وبفضل مشاركته الكبيرة والتنافس في السوق، فقد أصبح بالإمكان توفير الاتصالات بأسعار معتدلة لجميع أفراد الشعب. وعلق: “نتوقع أن نشهد شيئاً من هذا القبيل في إفريقيا”.

وتابع السيد باريت إن توفير الربط والاتصالات يمثل تحدياً حقيقياً، فمتوسط التكلفة الشهرية لاتصال بسرعة 256 كيلوبت في الثانية كان أكثر من تكلفة العتاد والبرمجيات مجتمعة، ويجب أن تنخفض تكلفة الاتصال بالحزمة العريضة بأكثر من الثلثين بحلول العام 2009. وأضاف أن مفتاح تنمية إفريقيا هو “توفير اتصالات منخفضة التكلفة في معظم أرجاء إفريقيا الشاسعة”.

أما محسن خليل، مدير تقنية المعلومات والاتصالات العالمية في مجموعة البنك الدولي فيرى أن نجاح قطاع الاتصالات في إفريقيا بيّن للمستثمرين أن بإمكانهم “المساهمة في التنمية وتحقيق الأرباح في الوقت ذاته”. وأضاف أنه تم ضخ استثمارات أجنبية مباشِرة في قطاع الاتصالات في إفريقيا بقيمة تقدر بحوالي 25 مليار دولار أميركي خلال السنوات العشرة الماضية.

وقال إن هناك عاملين ساهما في نجاح قطاع الاتصالات: الابتكار التقني في مجال اتصالات الهواتف النقالة، وانتهاج سياسات تحرير هذا القطاع. وما نحن بحاجة إليه الآن للتوسع في نشر الحزمة العريضة هو التشريعات التي تضمن مجال عمل متكافئ، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وأضاف: “عندما تمنح النفس البشرية القدرة على الوصول إلى المعلومات، فإنك تطلق طاقات الابتكار وإنشاء المشروعات لديها. إن الطاقات البشرية قوية جداً – وكل ما تحتاجه هو الوصول إلى المعلومات”.

وستركز قمة “وصل إفريقيا” Connect Africa التي ستعقد في أكتوبر في كيغالي في رواندا على إتاحة تقنية المعلومات والاتصالات من أجل التنمية الاقتصادية وتعزيز الاتصالات. وقال باريت: “سنحاول جمع القطاعين العام والخاص معاً لتحقيق ذلك”.

وعبر والتر فست، المدير العام للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون عن دعمه لقمة كيغالي لكي يبقى توظيف تقنية المعلومات والاتصالات في سبيل التنمية على رأس قائمة المهام التي يضطلع بها السياسيون، ومن أجل توسيع الحوار حول آليات التمويل المبتكرة وتوفير المحتوى المحلي، ولدعم “أصحاب الأفعال على أرض الواقع، وليس أصحاب الأقوال فقط”.

زر الذهاب إلى الأعلى