الأخبار التقنية

المنبع العربي للتقنيات الحديثة.. مطالبة بحلم أم حقيقة تائهة؟

كلما نشرت البوابة العربية للأخبار التقنية خبراً تتناول فيه تقنية جديدة تردنا العديد من التعقيبات التي تطالب بالصحوة من حالة السبات التي يعيشها التقني العربي. فهذا يشتم الحال الذي وصلنا إليه وذلك يناشد أبناء يعرب باقتحام هذا المجال.. والذي يؤثر بي بشكل شخصي تلك التعليقات التي تحمل نبرة يائسة عن استحالة الريادة العربية في المجال التقني وأننا سنبقى تبعاً للغرب.

ولكن أؤكد على حقيقة التفوق والإبداع العربي في المجال التقني ولدي من الأمثلة الواقعية الكثير، فكم أعرف من زملائنا العرب، لاسيما المسلمين، ممن يتولون مناصب حساسة جداً في كبرى الشركات العالمية العاملة في المجال التقني. إلا أنني ومن جهة أخرى أرى بأن مسألة “المنبع العربي” للتقنيات الحديثة لا تزال مجرد حلم. ولعلي أجد تفسيراً واقعياً لذلك من خلال انخراطي المكثف في هذا القطاع. وألقي باللوم كل اللوم على المستثمرين العرب.

فلاشك بأن إيجاد بيئة مناسبة على الصعيد المهني والمعيشي ستساعد كثيراً في البدء في تحقيق هذا الحلم. ولعل المتابعين على دراية بأن هنالك نسبة لا يستهان بها من الخبراء التقنيين العرب العالمين لدى شركات أجنبية. فأنا شخصياً أعرف أكثر من 200 خبير تقني يعملون هنا في منطقة الشرق الأوسء ناهيك عن بلدان العالم الأخرى. فلو قامت إحدى الجهات الاستثمارية، ممن يتمتعون بهويةً عربيةً، بتوفير بيئة عمل احترافية وتقديم عروض مناسبة لهؤلاء الأشخاص المبدعين تؤمن لهم حياة كريمة أفضل من تلك التي توفرها لهم الشركات الأجنبية، فأنا أجزم بأن الحلم سيدخل مرحلة التحول إلى واقع ملموس.

وقد شهد العالم العربي على هذا الصعيد مبادرات ممتازة على الرغم من قلتها، بما في ذلك مبادرة “الحاضنة السورية” و”مؤسسة جيل التقنية” بإشراف الدكتور سلمان العودة. حيث تعمل كل منهما على طريقتها الخاصة لاحتضان المواهب العربية، لاسيما التقنية.

إلا أننا بحاجة إلى استثمارات ضخمة في هذا المجال لنلامس حلم المنبع العربي للتقنيات الحديثة….. فهل سيخرج لنا في الفترات القادمة مستثمرون يراودهم ذات الحلم؟ أراهن بأن مستثمر ضخم واحد فقط سيحدث زلزلة في مفهوم المنبع الغربي، فنحن العرب لدينا تاريخ إبداعي يشهد له العالم في مختلف المجالات…وعسانا من عواده..

زر الذهاب إلى الأعلى