أخبار الإنترنت

رصد اتجاه بين الشركات الكبرى لتوسيع وتضخيم حجم الدعاية على الإنترنت

أكد العديد من العارفين بخبايا الأمور في عالم صناعة التكنولوجيا بشكل عام أن عمليات الشراء التي قامت بها كل من ياهو و مايكروسوفت لعدد من المواقع والشركات الصغيرة ما هي إلا مؤشر على نية تلك الشركات الكبرى لتدعيم وترسيخ أقدامها في السوق والتي سينتج عنها تدريجيا نشوء أنظمة تشغيل هائلة للإعلانات والدعاية.

فعمالقة الإنترنت بجانب شركة جوجل (Google) وعدد من الشركات المتنافسة الأخرى يعرفون أن أمامهم فرصة عظيمة لاستغلال تلك الميزانيات الهائلة المرصودة للدعاية والإعلان لكثير من العلامات التجارية والسلع وسيحاولون استغلال تلك الفرصة من خلال تقديم أنظمة شاملة لإدارة عمليات البحث والعرض والفيديو وجميع الأنماط الأخرى الخاصة بالحملات الإعلانية. وهي الأنظمة التي ستلعب دور مماثل لدور شبكات التلفاز في السنوات الأولى للبث التلفزيوني حيث ستقوم تلك الأنظمة الحديثة بتجميع وجذب جمهور المستخدمين المنتشرين عبر الإنترنت والشبكات المحمولة وقنوات الدعاية الأخرى المتاحة.

وبالنظر إلى الوقت الحالي فأن التعقيد الناجم عن اختلاف أنظمة الخدمة والدفع جعل إدارة حملات إعلانية كبيرة على الإنترنت بمثابة صداع مزمن لكبرى الشركات التقنية ولكن يمكن للأنظمة والشبكات الحديثة أن تمثل الحل لمشكلة عدم كفاءة و صعوبة التأثير التي تتسم بها الحملات الدعائية الكبرى على الإنترنت.

يذكر أن تلك التوجهات للشركات الكبرى تدعمها العديد من المؤشرات حيث أعلنت ياهو مؤخرا عن دفع مبلغ 680 مليون دولار لشراء حصة 80% من شركة (Right Media) كما أعلنت عن توقيعها لاتفاق لبيع إعلانات رسومية خاصة بالبوابة الإلكترونية لشركة (Comcast). أما مايكروسوفت فقد طورت من القدرات الخاصة بشبكتها وقامت بشراء خادم محمول للإعلانات كما قامت بشراء شبكة (ScreenTonic) وقد عقدت العزم على دمج الشبكة المحمولة مع نظام (adCenter) الخاص بها وذلك حتى تتمكن بالتدريج من تشغيل و إدارة الإعلانات على الإنترنت ومن خلال ألعاب الفيديو وعبر الهواتف المحمولة ومن خلال بروتوكول تلفاز الإنترنت.

وبالنسبة لشركة جوجل فقد خطت خطوات كبيرة في هذا الاتجاه عبر شراء شركة (DoubleClick) في صفقة كبيرة بلغت تكلفتها 3.1 مليار دولار حيث ستساعد تلك الصفقة جوجل في إمكانية تقديم خدمة إعلانات الفيديو. وهناك شركات أخرى منافسة لها خططها الخاصة في مجال الدعاية فهاهي شركة أمريكا أون لاين (AOL) لديها شبكتها الدعائية الخاصة (Advertising.com) والتي تضع العديد من الإعلانات على آلاف المواقع الإلكترونية.

كما أشارت التقارير إلى أن الشركة تجري محادثات مع شبكة الإعلانات المحمولة (Third Screen Media) كما أن لديها بوابتها الإلكترونية الشهيرة ولديها اتفاقية مع جوجل لبيع إعلاناتها الخاصة عبر عمليات البحث. وتشير التقارير إلى احتمال دخول شركة (News Corp) لهذا المجال والفضل يعود لشبكتها الاجتماعية الخاصة (MySpace) ومن بين أهم الشركات المرشحة لدخول المجال الدعائي أيضا شركة (IAC) المالكة لمحرك البحث (Ask.com) والعديد من الممتلكات الأخرى على الإنترنت.

ومن المتوقع أن تقوم أنظمة الإعلانات بتطوير جودة عمليات الدعاية المختلفة من خلال كم المعلومات الهائل التي قامت الشركات بجمعها ولكن بالطبع شدد الخبراء على ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات. ومن المتوقع أن تختلف طريقة تعامل الثلاثة شركات الكبرى (ياهو – مايكروسوفت – جوجل) مع هذا الكم الهائل من البيانات.

وقد توقع المدير التنفيذي لشركة (Right Media) السيد مايكل ولوارث حدوث تنوع في أساليب تطوير أنظمة الدعاية وأكد أن أهم خاصية في العملية الدعائية ستتمثل في مدى قدرة الشركات على إعلام المعلنين بأماكن وضع وتشغيل إعلاناتهم وإعلام الناشرين بالعروض التي يقدمها الآخرين للمساحات الإعلانية على مواقعهم.

والهدف الجديد لا يتمثل فقط في تقديم إعلانات أرخص ولكن تقديم مستوى جودة أعلى وقد أكدت جوجل على سبيل المثال أن المستخدمين سيحصلون قريبا على إعلانات أقرب لاهتماماتهم وذلك نتيجة حصولها على شركة (DoubleClick) حيث ستستفيد من تقنيتها الخاصة ونظام عملها في هذا المجال.

وقد أشار الخبراء إلى أنه من أهم نتائج عمليات الشراء الأخيرة التي قامت بها الشركات الكبرى ستتمثل في إمكانية تنفيذ عمليات البحث في نفس وقت عرض الإعلانات وقد كانت أحد أهم العوامل الضرورية حيث من الواضح حاليا أن كلا العنصرين يؤثر في جودة الأخر.

وقد أدى اتساع هذا السوق بشكل كبير في الآونة الأخيرة إلى اتساع دائرة المنافسة وخلق بيئة تنافس قوية. وتسعى حاليا الوكالات الدعائية لعمل أصول وممتلكات رقمية أكثر مرونة وتلقائية. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من عمليات الشراء للشركات المتخصصة في الدعاية على الإنترنت سواء كانت على أقل مستوى مثل صفقة (ScreenTonic) أو على أعلى مستوى مثل صفقة (DoubleClick).

زر الذهاب إلى الأعلى