أخبار قطاع الأعمال

المدن السعودية الأعلى طلبا لتقنيات “واي ماكس” في الشرق الأوسط

قال متخصصون في هندسة الاتصالات والنظم، إن المدن السعودية تعتبر الأكثر طلبا في منطقة الشرق الأوسط لتقنيات الواي ماكس التي تتيح الاتصال اللاسلكي بالإنترنت عبر وحدات مركزية للتراسل تغطي كل منها منطقة تمتد حتى مسافة 30 كيلومتراً، بما يتيح المجال أمام ولوج مدن بكاملها إلى التعاملات الرقمية.

ويعتقد هؤلاء أن تغطية عاصمة أكبر دولة نفطية في العالم بهذه التقنية قد يكلف ما لا يقل عن 280 مليون دولار، إلا أن المردود الاقتصادي المتحقق قد يتجاوز هذا الرقم بكثير، إذ إن كثيرا من الأجهزة الحكومية، ومنشآت قطاع الأعمال ستجدها فرصة موائمة للتحول إلى الأعمال الإلكترونية، فضلا عن نشر تطبيقات جديدة في كافة المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، والثقافية.

ويقول مسؤول حكومي إن التحول إلى المدن الذكية، يتطلب توفير تطبيقات الوسائط المتعددة، وتوسيع دائرة الاتصال اللاسلكي بالإنترنت وهو ما تتيحه بالدرجة الأولى تقنيات الواي ماكس، إلى جانب الاستعانة بتقنيات الألياف الضوئية لربط المباني والمنشآت المنتشرة في المدن بشبكات الاتصالات ذات السرعة العالية، إلى جانب آثارها الإيجابية خلال مواسم الحج والعمرة،وتنظيم الحركة المرورية خلال الذروة عبر بث رسائل متواصلة لمستخدمي الطرق، لإرشادهم نحو أفضل المسالك التي يمكن أن يتبعوها لتجنب الزحام، ومساعدة المنشآت الاقتصادية، وخاصة المتوسطة والصغيرة في تحسين أدائها التشغيلي.
ويوضح مهندس الاتصالات ونظم المعلومات في شركة سيسكو سيستمز العالمية سمير بلبول أن تقنية الواي ماكس تمثل حلقة هامة للوصول إلى آخر نقطة للاتصال بمستخدم الإنترنت، إذ إن خدمة الاتصال السريع بالإنترنت قد لا تكون متاحة في أي مكان، مما يجعل من تقنية الواي ماكس الخيار الأمثل للارتباط بالإنترنت السريع.

ويتطلب الارتباط بالإنترنت عبر هذه التقنية حاليا استخدام أجهزة خاصة يتم تثبيتها في المساكن والمنشآت للاتصال بوحدات الواي ماكس المركزية، والوصول بالتالي إلى وحدات المعالجة الرئيسية بشبكة الإنترنت، إلا أن التقنيات التي يجري تطويرها حاليا من قبل شركات تقنية المعلومات تستهدف إنتاج شرائح إلكترونية يمكن ربطها بأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ومنح المستخدم مساحة أوسع للتحرك وإجراء تعاملاته الإلكترونية من أي موقع.
ويمثل شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية) باكورة مبادرة المدن الذكية التي تسعى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى نشرها في المدن السعودية الرئيسية، حيث استفاد الشارع من تقنية الـ “واي ماكس” لنشر الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، وهي أول تجربة لتغطية كل أحياء المدينة، بمرافقها الخدمية، ومنشآتها العامة والخاصة، بالاتصال الرقمي اللاسلكي في كل وقت وكل مكان.

ولا يقتصر مرتادو الشارع على الشباب المتعطشين لتقنية العصر الإلكترونية، بل إن الزائر يلحظ أيضا تزايد أعداد التنفيذيين من موظفي الشركات الذين يفضلون في بعض الأحيان الالتقاء في أحد المقاهي، وعقد الاجتماعات عن بعد مع عملائهم باستخدام شبكة الإنترنت، وبجانب أقداح القهوة المنكهة.

ويقول نائب الرئيس لشؤون التقنية في شركة الاتصالات المتكاملة، وهي واحدة من بين ثلاث شركات ساهمت في تحويل “التحلية” إلى شارع رقمي، إن “الواي ماكس” تعتبر من أسرع الحلول المتاحة لتغطية المدن بخدمات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت, وأضاف: “نحن نخطط لأن يكون لدينا 250 محطة واي ماكس تغطي المدن الرئيسية السعودية خلال العام الجاري، وهي مرحلة مهمة لمساعدتنا في تحقيق طموحنا بتوفير الاتصال بالإنترنت السريع لنحو 80 % من مساكن المدن السعودية الرئيسية”.

وتسهم تقنيات “واي ماكس” مع حلول تقنية أخرى في تحقيق خطط تستهدف الوصول باستثمارات صناعة المعلومات إلى 5 مليارات ريال مع نهاية عام 2009، وأتمتة 50 % من الإجراءات الحكومية، وإنشاء 10 قاعدات بيانات، وتحويل 30 % من البرامج التعليمية إلى تفاعلية قبل حلول عام 2010.

زر الذهاب إلى الأعلى