أخبار قطاع الأعمال

العيار يعلن عن بيع الوطنية للاتصالات لـ «كيوتل»

«ليس من السهل أن يغادر أحد أطفالك منزل العائلة ويبدأ حياة جديدة»، بهذه العبارة استهل العضو المنتدب لشركة مشاريع الكويت القابضة فيصل العيار المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أمس للإعلان عن بيع حصة التحالف الذي تقوده «المشاريع» في الشركة الوطنية للاتصالات إلى شركة كيوتل للاستثمارات الدولية القطرية بسعر 4.6 دينار للسهم الواحد وبقيمة إجمالية مقدارها 1.075 مليار دينار.

وعلى رغم ان الطفل (الوطنية للاتصالات) سيغادر منزل العائلة (المشاريع) «بعد قصة نجاح بارزة في تاريخ الكويت والمنطقة»، إلا أن الأرباح الناتجة من الصفقة لـ «المشاريع» وشركاتها كانت مصدر فخر واعتزاز لمسؤولي المجموعة على رغم أهمية «الوطنية للاتصالات» في المجموعة، إذ كشف العيار أن الأرباح التي ستحققها «المشاريع» وشركاتها من الصفقة 550 مليون دينار، سيكون نصيب «المشاريع» الأم منها 490 مليون دينار وفق أرقام تقريبية غير نهائية كشف عنها العيار، وعلى رغم ان سعر تنفيذ الصفقة كان «جيداً جداً» لمجموعة «المشاريع»، إلا أن «الوطنية للاتصالات» هي شركة جيدة جداً وفق ما أشار إليه العيار.

وأضاف ان «المشاريع» ستعمل على توظيف المبالغ المتأتية من الصفقة في قصة نجاح جديدة، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام تغيير بند التوزيعات «إذا كانت القوانين في الكويت تسمح بتوزيع أرباح محققة في السنة الحالية عن السنة السابقة».

وفي كلمة ألقاها العيار في مستهل المؤتمر الصحافي الذي حضره كبار المسؤولين في شركات مجموعة «المشاريع» ان هذه الصفقة «تمثل علامة بارزة في تاريخ منطقتنا والكويت».

وبيـــن ان هـــذه الصفــــقــــة تعــــتـبر الأولى من نوعــها لأسباب عدة أهمها

• تبلغ قيمة الصفقة 1.075 مليار دينار كويتي (3.7 مليار دولار أميركي)، وبالتالي فهي أكبر صفقة يشهدها القطاع الخاص في تاريخ الكويت.

• هذه الصفقة هي أول صفقة تتم لبيع أصول استراتيجية في احدى دول مجلس التعاون الخليجي إلى شركة من دولة أخرى في المجلس.

• الصفقة تعتبر أول مثال على تحرير السوق الكويتي الذي وعد به صاحب السمو الأمير لدى تسلمه مقاليد الحكم في البلاد قبل ما يزيد قليلاً على سنة واحدة.

واستطرد في شرح الأسباب التي تجعل هذه الصفقة الأولى من نوعها في الكويت، وأن أوضح المبررات التي تجعل هذه الأسباب مهمة لمستقبل الكويت ومنطقة الخليج وأنشطة الأعمال التي نزاولها.

• حجم الصفقة

– مجرد كون الصفقة بقيمة 3.7 مليار دولار أميركي دليل واضح على أن استراتيجية العمل التي تتبناها شركة مشاريع الكويت، والرامية إلى إنشاء ومن ثم تطوير الشركات لخلق قيمة حقيقية لاستثمارات المساهمين وتعظيمها، هي استراتيجية قد حققت نجاحا باهرا.

– وأضاف ان حجم الصفقة يوضح ايضا ان اختيار قطاع الاتصالات كواحد من المجالات الرئيسية لأنشطة شركة مشاريع الكويت، إنما هو خيار خدم مصلحة المساهمين على النحو الأمثل، لأن «الوطنية للاتصالات» حققت ايرادات مستمرة على مدى السنوات السبع الماضية، جنبا إلى جنب مع ارتفاع قيمة أصولها، أي قيمة استثمار المساهمين فيها، وهي القيمة التي استطعنا الآن تحويلها إلى واقع ملموس لمصلحة مساهمي مجموعة المشاريع.

وتابع العيار انه كان هناك ومازال الكثير من الحديث عن اقامة «السوق الخليجية الموحدة» ولكن لم نشهد سوى القليل من التحرك حتى الآن في اتجاه تحويل هذه الأمنية إلى حقيقة واقعة، لكن هذه الصفقة بين شركة مشاريع الكويت و«كيوتل»، هي الأولى من نوعها على مستوى منطقة الخليج، تمثل بداية لفصل جديد من التاريخ التجاري للمنطقة.

وأعرب العيار عن أمله أن تكون هذه الصفقة محفزا لصفقات مماثلة، وان تكون نقطة البداية لاقتصاد خليجي موحد بالفعل، بحيث تنشأ بيئة اقتصادية جديدة تتراجع فيها أهمية الحدود الوطنية لدول الخليج لصالح منطقة اقتصادية موحدة تسمح بازدهار صفقات الأعمال بين الشركات العاملة في دول مجلس التعاون.

السوق الكويتي

ولفت إلى انه عندما تسلم صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم في البلاد في فبراير من العام الماضي، أوضح رؤيته لمستقبل الكويت، وحيث تضمنت الرؤية المستقبلية لصاحب السمو الأمير تحرير الاقتصاد الكويتي بحيث تركز روح المبادرة لهذه البلاد على بناء كويت المستقبل كمركز مالي واقتصادي وخدمي اقليمي، لافتا إلى ان هذه الصفقة دليل ساطع على بداية تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس.

وأعرب عن اعتقاده ان الكويت، بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير، ستبرز كبيئة أعمال جاذبة يمكن فيها مزاولة مختلف الأنشطة الاقتصادية بروح من المسؤولية والشفافية، ولكن من دون تدخلات سياسية غير ضرورية.

زر الذهاب إلى الأعلى