أخبار قطاع الأعمال

ملتقى الفتاة الالكترونية يكشف المستور في الشبكة العنكبوتية

ملتقى الفتاة الالكترونية الأول الذي حمل شعار «فتاة واعية.. بقيم راقية» بتنظيم من مجلس أمهات ومعلمات منطقة دبي التعليمية تناول موضوع غاية في الأهمية لأنه يرتبط بالعصر الذي نعيش فيه ويعتمد عليه في الكثير من أمور حياتنا وهو تقنية الانترنت، وكشف المستور في عالم الشبكة العنكبوتية وأكد أن العيب في المستخدم قبل أن يكون في التقنية نفسها.

ولم يأت اهتمام ورعاية الشيخة لطيفة بنت حمدان آل مكتوم للملتقى من فراغ بل من نظرتها الواقعية لضرورة منح الفتيات في الدولة الحق في إدراك ايجابيات الانترنت وما يمثله الجانب الآخر له من خطورة حقيقية على الفتاة باعتبارها الضحية الأولى أمام مغرياته التي لا تعد أو تحصى، ومن هنا جاء الملتقى ليشتمل على العديد من المحاضرات التوعوية للطالبات التي ألقت الضوء أمامهن على مختلف المعلومات التي لم يدركنها من قبل، إلى جانب أولياء الأمور الذي لهم الدور الأساسي في توسيع مدارك أبنائهم الثقافية وتصحيح بعض المعتقدات الخاطئة التي قد تنال من أفكارهم وسلوكياتهم وأخلاقياتهم.

التقينا بعضا من الطالبات المشاركات في الملتقى لمعرفة الفائدة التي عادت عليهن من المشاركة، ومدى أهمية الانترنت في حياتهن اليومية وماذا يفعلن فيه، وهل الرقابة الذاتية والأهل لهما دور في وضع الخطوط الحمراء للابتعاد عن استغلال هذه التقنية الحديثة بالشكل السلبي الذي يضر بالمراهقين.

أوضحت الطالبة رندة المحتسب من الصف الأول الثانوي في مدرسة دبي الدولية أن وجودها في الملتقى جاء بناء على إعجابها بعنوان الملتقى الذي وجدته من خلال وسائل الإعلام وهو فتاة واعية بقيم راقية حيث أرادت أن تكون تلك الفتاة التي ترفع شأن مجتمعها العربي والإسلامي ويصبح لها دور ايجابي يفوق الرجل، خاصة أن الملتقى من خلال المحاضرات القيمة والورش العملية التقنية لأحدث برامج الحاسب الآلي كان لهما دور في توسيع المدارك المعلوماتية والثقافية في مجال التكنولوجيا،

مشيرة إلى أهمية الانترنت في الحياة في حال استخداماته الايجابية من خلال عمل مواقع ثقافية أو اجتماعية تحث على القيم العربية والأخلاقية، مؤكدة أن المستخدم هو الذي أعطى الصورة السلبية للانترنت لأنه الوحيد الذي بإمكانه إظهار سلبياته وايجابياته خاصة أن البعض من المستخدمين يجدون فيه التسلية فقط وقت الفراغ من خلال الدخول إلى مواقع تتنافى مع قيمنا العربية الأصيلة واستخدام صور غير لائقة أو استخدام الفيروسات المختلفة التي تدمر الحاسبات الآلية،

لذلك فان الملتقى غرس بداخلنا قيما حقيقية حول الاستخدام الأمثل للانترنت إلى جانب استفادتي الشخصية من ورشة «الفرونت بيج» وهو برنامج يعنى بكيفية تصميم المواقع الالكترونية الأمر الذي يعتبر خطوة أولى أمامنا للحياة الجامعية خاصة أنني أرغب في التخصص في مجال الجرافيك والتصميم.

مواقع بحثية

مروة محمد طالبة في الصف الثالث الأساسي «حلقة ثانية» من مدرسة الطلاع في الشارقة أوضحت أن الانترنت يعتبر بالنسبة لها هاما وضروريا خاصة في العصر الحالي من خلال تصفحها عبر مواقع عديدة للبحث عن المواضيع التي تفيدها في عمل البحوث المدرسية، إضافة إلى أنه فرصة في الدخول إلى منتديات تكتسب من خلالها معلومات عديدة وثمينة، مشيرة إلى أن دور أولياء الأمور يأتي في المقام الأول من خلال متابعة أبنائهم خاصة في سن المراهقة بمعرفة المواقع التي يترددون عليها والأسباب الحقيقية من الاستخدام، مؤكدة أن للانترنت مخاطر لا تعد ولا تحصى في حال اتجاه المستخدم ذاته إليها فهو الذي يقرر النفع من الضرر.

وأشارت مروة إلى المحاضرة التي استفادت منها الكثير والتي تعلقت في فن وكيفية ترتيب الأفكار والعمل في إطار منتظم، مع كيفية التخطيط للحياة وضرورة ترتيب الأولويات من أجل تفادي الأخطاء، موضحة كذلك أن استفادتها جاءت من خلال اكتسابها لمعلومات لم تدركها من قبل حول الأسس السليمة في استخدام الانترنت والمخاطر التي يعكسها على المستخدم،

كما أنها استفادت من الملتقى من خلال دخولها ورشة تقنية أضفت إليها المتعة والفائدة معا للمستقبل حيث مكنتها من العمل بمفردها وانجاز المهام المختلفة سواء في البيت أو المدرسة وهي حول تعلمها مختلف البرامج المتعلقة ببرنامج «الفوتوشوب» المعني بكيفية دمج الصور وتعديلها وإزالة العيوب منها وإبراز الصور بطريقة جاذبة.

من جانبها أوضحت الطالبة مي المحتسب من الصف الثالث الثانوي في مدرسة دبي الدولية أن الملتقى هام وضروري من ثلاث نواح، الأولى أنه جاء في فترة إجازة الربيع التي تعتبر فرصة لاستغلال الوقت بتعلم الجديد والمفيد الذي يعود على الطالبات بالنفع وتحسين أدائهن المهاري والعقلي لا سيما أنه يعتبر فرصة لتوجيه الطالبات نحو التخطيط السليم للحياة الجامعية وبما أنني أرغب في دراسة العمارة فان موضوع الملتقى له علاقة كبيرة بنوعية الدراسة،

إضافة إلى أن الملتقى تمكن من تقوية الروابط الاجتماعية بين الطالبات وزيادة مجالات التعرف على الأخريات من مختلف المدارس والمناطق التعليمية الأمر الذي ساهم على غرس الثقة بالنفس وتبادل الحوارات والأفكار وإيجاد الحلول لها، أما الفائدة الثالثة من الملتقى هو إكساب الفتيات أسس ومبادئ ذات قيمة تمكنها من إزالة العديد من التساؤلات والسلبيات التي تدور حول عالم الانترنت المليء بالتناقضات والاختلاط بين الإيجاب والسلب.

تغيرات جذرية

كما أن الملتقى له العديد من الفائدة التقنية من خلال اقتحامها الورشة التقنية في مجال الفرونت بيج وهو البرنامج المختص بكيفية تصميم المواقع الالكترونية والذي يعتبر محط أنظار العديد من الشباب في الحياة الحالية التي تتسم بالتغيرات الجذرية في المجتمع والتي أصبح بها الانترنت من الأساسيات التي لا غنى عنها، وأن الأغلبية لديها الاهتمام في إدراك الإجراءات اللازمة لعمل المواقع الالكترونية، مشيرة كذلك إلى المخاطر التي تنجم من الانترنت ترتبط بصورة وطيدة بالمستخدم الذي بنفسه يسيء التعامل خاصة أن منهم من يسعى إلى تلف الملفات والبرامج المختلفة واقتحام البريد الالكتروني للغير ووضع الفيروسات التي تدمر الأجهزة

إلى جانب أن العديد من الشباب الذين تزيد أعدادهم عن الفتيات يتجهون إلى البحث عن المواقع اللاأخلاقية واستخراج الصور الإباحية الأمر الذي ينبغي من أولياء الأمور منذ البداية بتقديم التوعية لأبنائهم حول كيفية استخدام الانترنت لضمان الأمن والسلامة عليهم وعلى المجتمع وإخراج جيل قادر على مواكبة التقنيات في إطار المحافظة على العادات والتقاليد العربية والإسلامية خاصة أن الانترنت ايجابياته ثمينة فهو بحر من المعلومات التي تحقق النجاح الدراسي والثقافي وتساهم في بناء الشخصية من جهة، كما أنه فرصة للتواصل مع الأهل والأصدقاء الذين يعيشون في الخارج.

مبدعة صغيرة

ومن شدة تعلقها وارتباطها بالانترنت تمكنت الطالبة الصغيرة سلمى مظفر من الصف السادس الأساسي من مدرسة دبي الوطنية من الالتحاق بالملتقى الذي تم تخصيصه لطالبات المرحلة الثانوية والجامعية وذلك لأنها تمتلك موهبة كبيرة في استخدام الانترنت حيث حصلت على شهادة «يكلٌ» الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب بتشجيع من أهلها الذين ذللوا العقبات أمامها ومنحوها الفرصة للإبداع واختراق عالم الانترنت ضمن حدود معينة ودراية حول البرامج والمواقع الالكترونية التي تلجأ إليها.

تقول سلمى لقد استفدت كثيرا من الملتقى الذي حقق هدفه الأساسي في بناء شخصية الفتيات حتى يكن واعيات وراقيات في المجتمع، كما أنني استفدت من الورش التقنية التي نفذت على هامش الفعاليات اليومية ومن بينها ورشة حول كيفية تصميم مواقع مختلفة على الانترنت والتي ستفيدني خلال دراستي بعمل مواقع إلى جانب مساعدة زميلاتي حول كيفية العمل،

مشيرة إلى أن أبرز المواقع التي تستخدمها وتلجأ إليها في الانترنت هو البحث عن المعلومات عبر مواقع محددة، مع التواصل مع صديقاتي في موطني سوريا، كما أن المنتديات تعتبر مفيدة بالنسبة لي خاصة المتعلقة في تبادل الحوارات والنقاشات الهادفة بيني وبين أشخاص آخرين من نفس عمري لعرض مواضيع عديدة سواء أهمها الدراسة والعقبات التي تواجهنا في المدرسة من أجل التوصل إلى حلها.

سمية عبد العزيز طالبة في الصف الثامن الأساسي من مدرسة قرطبة للبنات في دبي تجد أن الملتقى يعتبر فكرة جديدة للفتيات لم نعتد عليها من قبل وناقش موضوع العصر وهو الانترنت والتقنيات الحديثة وكيفية التغلب على مخاطرها، مشيرة إلى أن استخدامها للانترنت يتمثل من خلال البحث عن معلومات عبر مواقع معروفة، وأنه فرصة للتواصل مع الآخرين في العالم، أما خطورته وهو أن يتم استخدامه في أوقات الفراغ للتسلية فقط والدخول لمواقع غير أخلاقية من أجل إبعاد الملل،

لذلك فان الملتقى وضع باعتباره هذه المشاكل والأخطار التي تهدد شباب وفتيات المجتمع الأمر الذي دفع القائمين عليه من اختيار محاور لمواضيع مختلفة تصحح المعلومات الخاطئة عند الفتيات ومن أبرزها كيفية توجيه النشء للاستخدام الايجابي للتقنيات الحديثة ومدى أهمية الرقابة الذاتية في الحماية من مخاطر الانترنت وهو ما نجده ضروريا لأن الشخص هو المسؤول المباشر عن ذاته وحمايتها من الخطر الناجم من الانترنت.

وأوضحت أن الشباب هم أكثر استجابة لمغريات الانترنت والبحث عن مواقع تتنافى مع تقاليدنا وديننا الإسلامي لأنهم أكثر اختلاطا بنوعيات مختلفة من الأصدقاء والزملاء لذلك فان الأهالي لابد لهم من متابعة أبنائهم باستمرار وزيادة الوعي الديني بداخلهم.

دردشة الكترونية

أما الطالبة زينب طيب من الصف العاشر من مدرسة الشعلة الخاصة في الشارقة فان أكثر ما تلجأ إليه في الانترنت هو استخراج معلومات تساعدها في عمل بحوث دراسية، والدخول إلى منتديات والتواصل مع طلبة من مختلف المراحل والفئات سواء في الدولة أو خارجها لمناقشة مواضيع تعنى بيومياتنا

ومنها أبرز المشاكل التي يتعرض لها الطلبة وعلاقة المعلمين بهم والعمل على وضع حلول مناسبة، أما فكرة وجود «الدردشة الالكترونية» فهي تمثل البداية الأولى للانحراف سواء للفتاة أو الشاب وتشكل خطورة على الفرد وتساعده على إقامة علاقات خارجة عن الدين والتقاليد والأخلاق لذلك فان إقامة مثل هذه الملتقيات بصورة دائمة تعتبر ضرورية لغرس القيم عند فتيات المجتمع.

وجاءت مشاركة الطالبة مريم عبد الكريم من الصف الثامن الأساسي من مدرسة المنار النموذجية في الشارقة من أجل الاستفادة من كيفية التعامل مع الانترنت بالطرق الصحيحة والسليمة من ناحية، ورغبة في استغلال إجازة الربيع بتعلم أشياء تعود عليها بالنفع والفائدة خاصة بدخولها ورشة تقنية حول برنامج «الفلاش» الذي أكسبها علما ودراية في كيفية إجراء الأفلام الكرتونية ورسمها وتحريكها ووضع الشفافية لها، وكيفية تحريك الأسماء عليها، مؤكدة أن دخولها للملتقى مكنها من تحديد مستقبلها الجامعي الدراسي من خلال اكتشافها بأنها تمتلك مهارة في مجال تصميم الشعارات والإخراج.

وأضافت أن خطورة الانترنت تكمن من خلال المستخدم و الفيروسات، اقتحام المواقع والقرصنة وتدمير الأجهزة الشخصية، أما الايجابيات فهي متعددة حيث يمكنني الانترنت من التواصل مع الآخرين من خارج الدولة بهدف التعرف على عاداتهم وتقاليدهم وفرصة لتوصيل الإمارات إلى الخارج من خلال التحدث عن معالمها وعاداتها وشعبها وأبرز الأماكن السياحية فيها فنح سفراء لدولتنا إلى الآخرين أما الدردشة الغير هادفة فهي خطيرة تدعو إلى الانحراف، إلى جانب المواقع الإباحية التي يتطلب من المجتمع من عدم السماح للمستخدمين بشكل نهائي من الاطلاع عليها بوضع محظورات ثابتة وقوية.

مقهى للانترنت

كما التقينا مع أحد العاملين في «مقاهي الانترنت» لمعرفة أبرز الاهتمامات والمواقع التي يتجه إليها الشباب والفتيات في الانترنت، أوضح أسامة محمد أن الشباب هم أكثر مرتادي المقهى وتكمن اهتماماتهم في مواقع الدردشة الالكترونية، الماسنجر العالمية، مواقع الأغاني، مشيرا إلى أن مواقع الدردشة تمثل خطورة على الشباب

ولكننا لا نتمكن من منع الزوار من العبور إلى هذه المواقع لذلك فان التربية السليمة والقائمة على الحوار والنقاش والمتابعة الأسرية المستمرة لها الدور الكبير في توجيه هؤلاء الشباب نحو الاستخدام الصحيح لهذه المواقع خاصة أن هناك العديد من منتديات الدردشة تعتبر راقية وتزيد من ثقافة المستخدمين.

أما فيما يتعلق بالفتيات فان أعدادهن قليلة وتعتبر ساعات جلوسهن على الانترنت أقل بكثير من الشباب الذين تطول ساعات تواجدهم لأربع أو خمس ساعات في حين أن الفتيات لا تتجاوز ساعات وجودهن الساعة وتكون بقصد الاستفادة من مصادر علمية أو أدبية أو مطالعة مواقع المرأة والماكياج وآخر صرعات الموضة ووصفات الرشاقة والجمال.

قوة الإرادة توجه الإدمان

ترى الطالبة منال محمد أن الوازع الديني له دور كبير في التحكم بالإرادة عند الدخول على مواقع الانترنت وأن ما يدفع الشباب إلى إدمانه وخاصة من الناحية السلبية هو عدم تقديرهم لقيمة الوقت ما يجعلهم يدمنون على مواقع معينة لا سيما إذا كانت غير أخلاقية الأمر الذي يعكس مردودا سلبيا على حياتهم سواء الدراسية أو المعيشية وعلى علاقاتهم لأنها ستنحصر في أصحاب هذه الاهتمامات فقء مشيرة إلى أن إدمان الانترنت أخطر من إدمان المخدرات وذلك لأنه يؤثر على الفرد في كافة النواحي والمجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى