الأخبار التقنية

نحو معالجة أذكى للمعلومات

هل لك أن تتخيل كيف كان يعيش الناس في الماضي، قبل اختراع السيارات والطائرات والكهرباء والهاتف وغيرها من التطورات التي أضفت على حياتنا مستوى من الرفاهية يصعب التخلي عنه. هو أنه بالامكان أن يتحول الحال إلى ما هو أفضل، فلربما أتى زمان يصبح فيه السفر بالطائرات مشقة كبيرة مقارنة بوسائل انتقال لحظية قادرة على نقلك من دولة إلى أخرى في ثوان. لا تسألني كيف، فلو فكر القدماء لما تخيلوا الطائرة التي تحمل المئات وقلصت المسافات بشكل لا يمكن تخيله.

لست هنا بصدد سرد قصة من الخيال العلمي، ولكن المغزى هو أنه مهما كنا مبهورين بالتقنية الحديثة فهناك دائما مجال للتحسن والفتوحات العلمية. ولعلنا نتناول ما يخص معالجة المعلومات، أو بمعنى أصح، المعالجة الذكية للمعلومات.

قد يسرُّ البعض بوجود خدمات التجارة الإلكترونية وإمكانية شراء الكتب وغيرها من مواقع الإنترنت. ولكن مهلا ! أليس من الأفضل أن تتوافر التقنية التي تسمح لك بالحصول على ما تريد بأرخص الأسعار؟ خذ موقع فروجل Froogle.com الذي يقوم بالبحث عما تريده من البضائع داخل مجموعة معينة من المتاجر الإلكترونية وإعطائك أرخص وسيلة للحصول على البضاعة التي تريدها. ولعلي أذكر أحد مشاريع الأبحاث التي عرضها علي أحد الزملاء عن تطبيق يمكنك من ترتيب رحلتك بشكل كامل، حيث تحدد له مكان المغادرة والوجهة ويقوم بإعطائك أفضل حجز للطيران، مع حالة الطقس في البلد التي أنت متوجه لها ومعلومات عن المطار وحجز للفنادق القريبة منه، ومعلومات عن استئجار السيارة عند وصولك، ومعلومات تهمك جدا في هذه الرحلة! قد يقول البعض إنه من الممكن عمل ذلك يدويا ! وهذا ممكن. ولكن من الممكن أيضا أن تسافر من الرياض إلى جدة مشيا على الأقدام!

إن هناك اليوم توجهات متسارعة فيما يخص المعالجة الذكية للمعلومات، سواء باستخراجها Data Mining أو ربطها ببعضها Data Integration أو بمحاولة جعل الحاسب يفهمها بشكل مقارب للإنسان. ولعل الأخير هو التوجه الذي يركز عليه مخترع الإنترنت “تيم بيرنيرز لي” الذي ابتكر مصطلح “الويب ذي المعنى” Semantic Web الذي يطمح لتحسين تمثيل البيانات والبحث عنها في الإنترنت. فمثلا قد يضع أحدهم صفحة يتحدث فيها عن شخص اسمه “أحمد” لديه ولدان وأنه يسكن في الرياض. فالتقنيات المتوافرة حاليا تسمح لك بالبحث عن الكلمات الموجودة في تلك الصفحة، ولكنها لا تفهم معاني الكلمات. فمثلا محرك جوجل لن يفهم أن “أحمد” يعيش في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن الصفحة ذكرت أنه يعيش في الرياض. ولن يفهم أنه متزوج، على الرغم من أن الصفحة
ذكرت أن لديه ولدين، وهكذا.

إن الكثير من المجالات البحثية تركز على هذه الناحية وأهميتها وخصوصا في الوقت الحالي، حيث إن التمثيل الصحيح للمعلومات في القطاعات المهمة له دور كبير في تسهيل الاستفادة من تقنيات المعالجة الذكية للمعلومات المتوافرة حاليا وتلك التي ما زالت قيد التطوير.

زر الذهاب إلى الأعلى