أخبار قطاع الأعمال

مبادلة للتنمية ترسي عقد بناء وتشغيل مركز التصوير الجزيئي على شركة سيمنز

وقعت مبادلة للتنمية، الشركة الاستثمارية والتطويرية المملوكة بالكامل من قبل حكومة إمارة أبوظبي، مؤخراً عقداً مع شركة “سيمنز للحلول الطبية”، وذلك لبناء وتشغيل مركز متخصص بالتصوير الجزيئي في أبوظبي يضم أحدث الأجهزة والمعدات المستخدمة في التشخيص العضوي والوظيفي، بما في ذلك جهاز التشخيص باستخدام صور التخطيط السطحي لإفرازات جزيئي البوزيترون وجهاز تفتيت الذرة بالتنظير الإشعاعي.

وقد وقع العقد كل من وليد المقرب المهيري، الرئيس التشغيلي لمبادلة للتنمية وبيتر فوكس، الرئيس التنفيذي لشركة “سيمنز”، وبحضور فخامة أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة الاقتصاد في الإمارات.

ويشتمل العقد الذي تبلغ قيمته 21.7 مليون دولار أمريكي على ثلاث مراحل تتضمن أعمال تصميم وبناء وتشغيل وصيانة المركز الذي سيكون الأول من نوعه في المنطقة. ويتوقع افتتاح مباني المركز خلال النصف الثاني من العام 2008.

وقد شهدت المرحلة الأولى للمشروع والتي بدأت في 2006 تكوين “سيمنز” لفريق من الخبراء للتعاون مع مبادلة في تصميم المركز والذي سيكون فريداً من نوعه لما يضمه من أحدث الابتكارات التكنولوجية في عالم التصوير باستخدام الجزئيات. ويؤشر التوقيع على العقد إلى دخول المشروع مرحلته الثانية حيث ينتظر أن تبدأ أعمال تشييد المركز قريباً. كما ينتظر أن يتم في أعقاب الانتهاء من أعمال التشييد، التوقيع على عقد آخر مدته خمسة أعوام لإدارة وتشغيل المركز.

كما سيكون المركز الأول في المنطقة الذي يستخدم جهاز التفتيت بالنظائر الإشعاعية لتسريع تفاعل الذرة مم ينجم عنه مردود عالي للمواد العضوية المستغلة في توضيح الصور. ويتم التخطيط لإمداد مراكز التشخيص في المنطقة بهذه التكنولوجيا عبر مركز أبوظبي للتصوير الجزيئي.

وبجانب الخدمات الإكلينيكية، ستتيح الأنظمة التشغيلية للشركة وواجهة المستخدم المعروفة باسم “سينجو” (Syngo) لمركز أبوظبي تبادل المعلومات والبيانات مع جميع المستشفيات والعيادات العالمية.

وسوف يحتوي المركز على أحدث الأجهزة والمعدات المستخدمة في التشخيص العضوي والوظيفي، بما في ذلك جهاز التشخيص باستخدام صور التخطيط السطحي لإفرازات جزيئي البوزيترون وجهاز تفتيت الذرة بالتنظير الإشعاعي.

وفي أعقاب التوقيع على العقد، رحب وليد المقرب المهيري بالتعاون مع “سيمنز للحلول الطبية” والتي تتمتع بسمعة ممتازة في بوصفها أحد أكبر منتجي أجهزة ومعدات الرعاية الصحية في العالم. وأضاف قائلاً: “سنعمل معاً على توفير خدمات لا تضاهى لقطاعات الرعاية الصحية في المنطقة من خلال مركز التصوير الجزيئي في أبوظبي”.

التصوير الجزيئي باستخدام التخطيط السطحي للبوزيترون هو أحد الإجراءات المتبعة في الطب النووي والتي يتم من خلالها إنتاج صور للوظائف الأيضية للجسم. وتساهم إمكانيات هذه التقنية في الكشف المبكر عن الأمراض القلبية والعصبية السرطان في مراحله الأولى مما يوفر من وقت وتكلفة الرعاية الصحية ويزيد من فرص علاج المريض.

كما يساهم التصوير الجزيئي باستخدام التخطيط السطحي الأطباء على اختيار أنواع العلاج المناسبة وبالتالي المساهمة في إنقاذ حياة المرضى. ويتيح التخطيط السطحي للأطباء الوقوف على النشاط الأيضي وتحديد المناطق التي تعاني من اختلال في الوظائف، وبالتالي المقدرة على التشخيص الدقيق لحالة المريض. وسوف يوفر هذا النوع من التصوير خدمات التشخيص في مجالات الأورام والقلب والأعصاب.

وهو يعتبر من أسرع وسائل التصوير نمواً في حقلي البحث والتطبيقات الإكلينيكية. كما يعتبر جهاز “سيمنز بي. تي. إي” أول ابتكار يجمع بين تقنيتي التصوير الضوئي الحجمي والتخطيط السطحي الحجمي. ويتيح الجمع بين هاتين التقنيتين الكشف عن أدق أضرار في الجسم وبأعلى مستوى لوضوح الصورة. كما يمكن الحصول على الصور من جهاز التصوير بالتخطيط السطحي أسرع مرتين من الأجهزة التقليدية وبدون أي تأثير على الجودة العالية للصورة.

وعزى بيتر فوكس أسباب اختيار شركته لتنفيذ مشروع إنشاء وتشغيل المركز إلى الخبرة الطويلة التي تتمتع بها الشركة في هذا المجال، موضحاً أن إنشاء مركز بهذا المستوى يتطلب حلولاً متطورة ومتنوعة. وأضاف قائلاً: “تقدمت “سيمنز” بعرض مغري للغاية بوصفها واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال الرعاية الصحية في العالم. كما قدمت الشركة رؤية واقعية تتماشى مع الجوانب المختلفة التي اشترطت مبادلة توافرها في المشروع”.

وكشف فوكس عن أن “سيمنز” تعكف حالياً على تطوير حلول عديدة تتضمن نظاماً متطوراً للغاية للتصوير الإكلينيكي، بالإضافة لحلول للمراحل التي تسبق التشخيص الإكلينيكي والمواد التي يتم حقنها داخل الجسم لتوضيح مناطق معينة في الجسم أثناء التصوير، مؤكداً أن تلك الحلول ستلعب دوراً فعالاً في كافة مراحل علاج ورعاية المرضى من الإجراءات الوقائية إلى التشخيص والعلاج والمتابعة.

وأضاف أن شركته قد قامت بإنشاء مراكز مماثلة في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهنغاريا، وهي بالتالي تساهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا المتطورة إلى المنطقة من خلال مركز أبوظبي وأن المرضى هنا سيستفيدون من تلك التكنولوجيا.

وتعمل “سيمنز” حالياً على تطوير مواد جديدة من تلك التي يتم حقنها داخل الجسم بغرض توضيح الصور، وذلك بالاستعانة بتكنولوجيا مبتكرة في هذا المجال. وستساهم تلك التكنولوجيا في الكشف المبكر على الأمراض والتعامل معها في مراحلها الأولية للحيلولة دون استفحالها مما يسهل من عملية علاجها. ونتيجة لذلك، تقوم “سيمنز” حالياً بتطوير حلول إكلينيكية يمكن تفصيلها حسب الاحتياجات الفسيولوجية لكل مريض. وسوف يضم مركز أبوظبي هذه التكنولوجيا الجديدة.

كما ستساهم مجموعة “سيمنز للخدمات والحلول الصناعية” في أعمال الهندسة المدنية والكهربائية لمباني المركز.

زر الذهاب إلى الأعلى